على الرغم من تعدّد أنواع "القريدس" وأحجامه وأماكن وجوده ضمن البيئة البحرية، إلا أن طريقة صيده واحدة؛ وهي الشباك الهوائية، وله زبائنه القادرون على تناوله لارتفاع قيمته الغذائية وسعره.

هذا التنوع في "القريدس" له خصوصية كما زبائنه؛ فـ"القريدس الأحمر" مثلاً يعيش في الأعماق، وقيمته الغذائية مرتفعة جداً أكثر من "القريدس البني" المعروف شعبياً بـ"المكحل"؛ بحسب حديث تاجر السمك "أحمد موسى" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 تشرين الثاني 2016، مضيفاً: «يعيش "القريدس البني" في المياه قليلة الأعماق الصافية التي لا تتجاوز عشرين قامة بحرية، ويكون منزله الخاص بين حبات الرمل، حيث لا يمكن رؤيته مصادفة، وإنما يجب البحث عنه، لذلك يعتمد الصيادون على هبوب العواصف البحرية لإتمام عملية صيده، بينما "القريدس الأبيض" يعيش ضمن المياه المحصورة كالمرافئ والخلجان، وهذا النوع غير مرغوب مقارنة مع البقية.

يطهى "القريدس" إما بالماء الساخن أو بالزيت، وبالنسبة للسلق بالماء؛ فبعضهم يزيلون عنه القشور وبعضهم لا، فهي لا تحتوي الحسك، لكن أغلب من يتناولونها يسلقونها لأنها تحوي الكثير من البروتينات وبنسب عالية، ويجب عدم زيادة الكمية باستخدام الزيت، ومنهم من يضيفها إلى "الصيادية أو المعكرونة"

وبالعودة إلى "القريدس الأحمر" الذي يعيش في الأعماق البحرية التي تزيد على خمسين قامة بحرية؛ أي أكثر من 100 متر؛ فإنه يعدّ من أفضل الأنواع بالنسبة إلى بعض الناس، وكذلك سعره مرتفع؛ لأن القيمة الغذائية فيه مرتفعة جداً، وكذلك حجمه كبير قد يصل إلى 200 غرام».

أحمد موسى

الصياد وتاجر السمك "خالد خليل"، قال: «يعدّ القريدس من المخرجات البحرية البلدية؛ أي من الأنواع والثمار البحرية الموجودة محلياً في مياهنا البحرية وباستمرار، وأكثرها شهرة وشعبية "القريدس المكحل" الذي يعيش في الرمل وضمن المياه الصافية، ويصل وزنه إلى 150 غراماً، وهنا تكمن الفائدة والشعبية له بتعرضه لأشعة الشمس باستمرار، حيث تكون عناصره الغذائية المفيدة لبعض الأجسام أكبر».

بالعموم، يعدّ "القريدس" وجبة طعام عالمية ويطلق عليه بعضهم اسم "الروبيان"، وبعضهم الآخر "الجمبري"، وهنا في بيئتنا السورية اسمه "القريدس"، وهو كما قال "خالد خليل" مصدر ممتاز للسلينيوم ودهون الأوميغا 3، التي تساعد على تخفيف خطر الإصابة بأمراض السرطان، متابعاً: «يحتوي القريدس الكثير من المواد الغذائية المهمة، منها: الفيتامين ب12، واليود، والفوسفور، والفيتامينات، والمعادن، وهذه المعلومات من خبراء وصيادين مثقفين، والتواصل الاجتماعي في الرحلات البحرية مع مختلف الثقافات، فالجميع يدركون أهمية هذه الثمرة البحرية كما يطلق عليها.

القريدس

لكنه من الأنواع القشرية؛ لطبيعة جسده وتكوينته الفيزيولوجية، ويتغذى على الطحالب وبقايا الأسماك النافقة، ويتوافر في مياهنا البحرية بكثرة من شهر تشرين الأول وحتى شهر نيسان، ويتم صيده ضمن المياه قليلة الأعماق، وخاصة بعد حدوث العواصف، أو ما يعرف بحرياً بـ"النوة"، كـ (نوة البروزات، ونوة العناصر، ونوة الحسوم)، وبعد هذه الأشهر ينتقل إلى المياه العميقة، وربما يكون السبب عملية بحثه عن المياه الدافئة، فيتأقلم مع تلك البيئة، ويتغير إلى ما يناسبها».

وعن طريقة صيده، يقول الصياد "عصام طه": «تتم عملية صيده بعد "النوة" البحرية التي تُعثّر عملية التخبئة التي ينتهجها في حياته، فيتحرك بسرعة من دون إدراك، وهنا تكون بانتظاره شباك خاصة تسمى "شباك الهواء"، وقد سميت كذلك نتيجة صِغر قطر خيوطها ونعومتها مقارنة مع بقية أنواع الشباك، حيث يعلق بسهولة في هذه الشباك بسبب امتلاكه مشعرات في مقدمة الرأس، لها أوبار تحسسية».

خالد خليل

وبالنسبة لعملية طهوه، يقول تاجر السمك "محمود مراد": «يطهى "القريدس" إما بالماء الساخن أو بالزيت، وبالنسبة للسلق بالماء؛ فبعضهم يزيلون عنه القشور وبعضهم لا، فهي لا تحتوي الحسك، لكن أغلب من يتناولونها يسلقونها لأنها تحوي الكثير من البروتينات وبنسب عالية، ويجب عدم زيادة الكمية باستخدام الزيت، ومنهم من يضيفها إلى "الصيادية أو المعكرونة"».

وبالنسبة لسعر الكيلوغرام الواحد منه، يقول "محمود": «سعره مرتفع مقارنة مع أغلب أنواع الأسماك، وفي الوقت الحالي سعر الكيلوغرام الواحد من "القريدس البني" نحو سبعة آلاف ليرة سورية، وقد يصل إلى اثني عشر ألفاً وأكثر، ويبقى أرخص من سمكة "السلطان إبراهيم"، مع أن قيمته الغذائية أكبر؛ وهذا يعود إلى كمية اللحم الباقية من الكيلوغرام الواحد، التي تقدر بنحو 500 غرام فقط بعد تنظيفه، بينما في سمكة "السلطان إبراهيم" يقدر الباقي من الكيلوغرام بنحو 200 غرام فقط».