بيديها الصغيرتين اللتين غمستا بالألوان، رسمت "غنى اللحام" براءتها على درج "الملزق"، وكتبت مقاطع أغانٍ رُتلتْ لشموخ بلادها، معبرة عن حميمية العلاقة مع أقرانها الوافدين.

خمسة وعشرون درجة لوّنتها كالبيانو بمشاركة أربعين محبّاً للفن والموسيقا ضمن مبادرة على هامش مهرجان "دلبة مشتى الحلو" بنسخته الرابعة، لتغدو لوحة فنية يتناغم معها العابرون يومياً من هذا المكان الأثري، حيث قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الأول 2016: «سعيدة لمشاركتي بتلوين الدرج، والتعرف إلى أطفال وافدين شاركونا بالعمل، وهذا الأمر لا يقلّ أهمية عن محبتي للموسيقا، وما قدمته من رسم لآلة البيانو على درجات "الملزق"، وروح العمل الاجتماعي الإنساني ساهم برسم فرحة جميلة ارتسمت على وجوه أبناء هذا الحي، أظن أنه باقٍ لسنوات طويلة».

ليس المهم تلوين الدرج، بل الفكرة بتأصيل حبّ المشاركة وتقديم ما يستطيع الفرد منا، لأنها ستحتسب لاحقاً لمصلحة جمالية المكان الذي يسير عليه الكثيرون يومياً

إلى الشرق من "ساحة المشتى"، وضمن حيّ تراثي يعدّ من أقدم أحياء "المشتى"، وهو الملاصق للجرف الصخري الذي منح نقطة العبور هذه اسم "الملزق"، غمست أيضاً الطفلة "صوفي نعمة" يديها بالألوان فرحاً بما تقوم به، وقالت: «تعاونّا في الرسم والتلوين وتقديم مقطوعات من أغاني "فيروز" التي رسخت في مخيلتنا وهي تغني لبلادي، وأتمنى من الجميع المحافظة على نظافة وجمال المكان كما عهدناهم سابقاً».

حسان الهنداوي

"إلياس عيد" مشارك في تلوين الدرج، قال: «المشاركة واجب علينا كأهالي "المشتى"، وقد قدّم كل منا ما يستطيع ليكون العمل الجماعي محبة بالفكرة أولاً وتحفيزاً للآخرين على المشاركة، والأهم ترسيخ الصورة الحقيقية لأهالي "المشتى" سيدة المهرجانات الفنية والثقافية، وأرى أن ما قمنا به محاولة لرسم بسمة على وجوه الأطفال في زمن الحرب.

واختيار أغاني "فيروز" وكتابتها بطريقة فنية على جوانب المكان، لكونها أفضل من غنى لبلادي، وقد رافقتنا في مسيرة حياتنا منذ الطفولة».

الفنانة التشكيلية ليندا ديب وإلى يسارها الشاب إلياس عيد

أما الشاب الوافد إلى "المشتى" "حسان الهنداوي" والمشارك بتقديم بعض الدهان لتلوين الدرج، أكد أن هذه المشاركة تلبية لروح العمل الجماعي الذي وجده في عيون الأطفال، مضيفاً: «ليس المهم تلوين الدرج، بل الفكرة بتأصيل حبّ المشاركة وتقديم ما يستطيع الفرد منا، لأنها ستحتسب لاحقاً لمصلحة جمالية المكان الذي يسير عليه الكثيرون يومياً».

الفنانة التشكيلية "ليندا ديب" المشرفة على العمل، قالت: «الفكرة من مشاركة الأطفال في الأنشطة المجتمعية ومنها "ملتقى الدلبة" الرابع، الذي كانت هذه المبادرة على هامش فعالياته، نشر طاقتهم وفرحهم في المكان وخارج حدود الزمان، وفكرة رسم البيانو لكونه يحمل الكثير من المعاني وأهمها الفرح والموسيقا والحياة، إضافة إلى أنه يمنح المكان شكلاً جميلاً، حيث أضفنا إلى جدران الدرج وأعمدة الكهرباء شيئاً من أغاني السيدة "فيروز"، ناهيك عن بعض الرموز الموسيقية المعبرة، لتكون جاذبة ومكمّلة للمشهد العام، وقد شاركنا نحو أربعين طفلاً وطفلة وشاباً في هذا العمل».

خلال العمل