ساهم مرور المجرى النهري بمحاذاة قرية "الزللو" في نشوء سياحة شعبية جمعت ما بين بساطة المكان ورقيّ الخدمات، إضافة إلى توظيف جيد للمياه في ريّ المزروعات التي أضافت حالة تميز إلى الطابع السياحي.

يرى أهالي قرية "الزللو" أن النهر ساهم في تحسين مستوى دخل السكان، وتأمين فرص عمل جديدة للشباب في القرية وحتى القرى المجاورة، ومنهم المدرّس "إبراهيم إبراهيم" الذي تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 تموز 2016، فقال: «يعدّ مرور النهر بجانب أراضي القرية نعمة ومصدر رزق للسكان في المنطقة المحيطة به، حيث أقيمت على ضفتيه العديد من المقاصف والمطاعم والجلسات الشعبية التي تقدم الوجبات اللذيذة، وتستقطب الزوار إليها بوجه كبير في فصل الصيف من مختلف المحافظات السورية».

يعدّ المطعم الذي أقمته على النهر مصدر رزق ودخل لأسرتي، إضافة إلى أنه يؤمن فرص عمل لعدد من الشباب من أبناء القرية والقرى المجاورة

ويضيف المدرّس "إبراهيم": «النهر دائم الجريان، حيث تزداد غزارته في فصل الشتاء، وتنخفض في فصل الصيف، لكونه يستخدم للري وسقاية المزروعات، وبالأرقام الإحصائية التقديرية مياهه تروي أراضي نحو أربع عشرة قرية مجاورة لنا، فالسكان يعتمدون في نشاطهم الزراعي زراعة البيوت المحمية وكروم الزيتون، إضافة إلى تربية عدد من الحيوانات، كما أن مياه النبع في رأس النبع الذي ينبع منه النهر تستخدم للشرب أيضاً».

إبراهيم إبراهيم

ويرى الشاب "علي ناصر" من شباب القرية أنه أصبح للقرية أهمية كبيرة بعدما تمّ توظيف وجود النهر فيها بطريقة جيدة، وتابع قائلاً: «إن وجود النهر ساهم في التعريف بالقرية، وجعل منها منطقة سياحية معروفة ومشهورة نظراً إلى جمال الطبيعة الخضراء فيها، حيث تتوافر الغابات الطبيعية والأشجار الكثيفة التي تمنح الجوّ اعتدالاً حرارياً متميزاً خلال فصل الصيف؛ وهو ما يمنح الزائر إليها الراحة والمتعة والانتعاش، إضافة إلى أن جمال الطبيعة المحيطة بالنهر استقطب العديد من مخرجي البرامج التلفزيونية، حيث تمّ تصوير عدد من المسلسلات فيها؛ وآخرها مسلسل "أيام لا تنسى"؛ الذي عرض على شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان المبارك».

وأضاف: «النهر بالنسبة لي هو مكان للتنزه والاستجمام، حيث أقصده مع الأصدقاء للاستراحة وقضاء الأوقات الممتعة بين أحضان الطبيعة بعيداً عن صخب الحياة ومشاغلها، وتكثر هذه المشاوير في فصل الصيف وبوجه خاص يوم الجمعة، وتكون شعبية وبسيطة التجهيزات إن لم نرغب بارتياد أحد المطاعم الموجودة على جانبي النهر».

من الجلسات على ضفاف النهر

أما السيد "علي خليل" صاحب مطعم أقيم على ضفة النهر، فقال: «إن نهر "الزللو" جعل من المنطقة مقصداً للمصطافين والراغبين بالترويح عن أنفسهم والخروج من جوّ الصيف الحار، حيث تكثر الجلسات الشعبية الطبيعية، وفيها تقدم كافة أنواع الأطعمة من المشاوي والمقبلات وغيرها، وبحسب الرغبة، إضافة إلى أنه يمكن أن نطبخ للزبون أي نوع من الطعام الذي يحبه، ونقدم أحياناً "برغل بحمص"، وغيرها من الأكلات الشعبية الريفية».

ويضيف: «يعدّ المطعم الذي أقمته على النهر مصدر رزق ودخل لأسرتي، إضافة إلى أنه يؤمن فرص عمل لعدد من الشباب من أبناء القرية والقرى المجاورة».

علي ناصر

وعن تسمية النهر يقول "أحمد تله" من شباب القرية أيضاً: «ينسب النهر بتسميته إلى اسم القرية التي يمر فيها وهي "الزللو"؛ وتعني بحسب الحضارة الفينيقية "الوردة البيضاء"، أو "زهر اللوز" حسب اللغة السريانية، وتدل الآثار الباقية على جانب النهر على قدم الحياة في المنطقة، حيث كان الناس ينشئون منازلهم بجانب الأنهار، وما تزال إلى اليوم هناك آثار تدل على هذا، ومنها مغارة "معلا"، إضافة إلى ساحة تضم اثني عشر قبراً محفورة بالصخر، وتتميز بوجود قبر مختلف عن البقية، يعتقد أنه يعود إلى عائلة حاكمة، ولا يزال حتى اليوم مكاناً مخصصاً لغسل الموتى تنزل منه قطرات الماء».