وظف الشاب "علي خلوف" الطالب في كلية هندسة المعلوماتية في "الجامعة الافتراضية السورية" ميوله وشغفه بمجال الإنترنت للبحث والفائدة، وجعل منه طريقاً للعديد من الأعمال التي تحقق الفائدة للمجتمع.

ويؤكد "علي" خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" معه بتاريخ 7 أيار 2016، أن الإنترنت بالنسبة إليه ليست للتسلية فقط، حيث يقول: «منذ أن كنت في العاشرة من عمري امتلكت أول جهاز كمبيوتر وبدأت البحث في الإنترنت عن معارف ولغات وبرامج خاصة بالبرمجة الإلكترونية، متوجاً بذلك ممارستي اليومية لهوايتي المفضلة في مجال الإنترنت».

لدى "علي" قدرة عالية على التصميم والتطوير على صعيد مواقع الويب بما يتناسب مع معايير التصميم المعترف عليها عالمياً، إضافة إلى تأمين الموقع من الثغرات التي تخول بعض الأشخاص اختراق المواقع

ولم تقتصر الهواية على الممارسة اليومية، بل دعمها من خلال دراسته الأكاديمية، وهنا يقول: «أتابع اليوم دراستي الجامعية في قسم "هندسة المعلوماتية" بالجامعة الافتراضية السورية، إضافة إلى كوني طالباً في كلية الاقتصاد بجامعة "طرطوس"، وقد تمكنت بفضل المتابعة ودعم معلوماتي عبر الإنترنت من إتقان عدد من اللغات كالإنكليزية والروسية والفرنسية والإسبانية».

ويضيف: «كان أول استخدام خاص للإنترنت في مجال البرمجة بالنسبة إليّ؛ إطلاق موقع شخصي يقدم خدمة إلكترونية رخيصة التكاليف للعملاء، ثم تبعها العديد من التجارب التي حالف بعضها النجاح وأخرى الفشل، إلى أن تمكنت من إنشاء مشروعي الصغير "تاتش أوف آرت" الإلكتروني المختص بالبرمجة والتصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد؛ وهو عبارة عن شركة صغيرة تتضمن ثلاثة أقسام: الأول: البرمجة، ويضم تصميم وتطوير المواقع وتصميم تطبيقات الخلوي وبرمجة منصات إذاعية. والثاني: التصميم الذي يضم الغرافيكس وضمنه تصميم "البوسترات" و"البروشورات" و"طباعة المجسمات". أما الثالث، فخصص للطباعة ثلاثية الأبعاد».

ويعزز الشاب "علي" طموحه بالإصرار على النجاح والمتابعة؛ فلا تتوقف عملية البدء بمشروع عند إمكانيات معينة، حيث يقول: «ليس بالضرورة أن يكون لديك شركة كبيرة ومكاتب ورأس مال كبير، لأنه يمكن لأي شخص البدء بمشروع صغير يصل من خلاله إلى حلم كبير، فالإنترنت اليوم يمثل مجالاً واسعاً لإنشاء العديد من المشاريع والأعمال المتميزة، وهو لا يحتاج إلا إلى حاسوب، وقد كانت لي تجربة خاصة في هذا المجال؛ حيث صممت وطورت الكثير من المواقع الإلكترونية لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة في "سورية" وخارجها».

وعن أهم الأعمال التي نفذها في مجال البرمجة قال: «قمت بتصميم وتطوير الكثير من المواقع المهمة، ومنها: موقع "كلية هندسة البترول والكيمياء" بجامعة "البعث"؛ الذي حقق التواصل بين عميد الكلية شخصياً والطلاب، وينشر النتائج الامتحانية والتعميمات الإدارية وكل ما يخص الكلية والطلاب، وهو ما قدم الكثير من الفائدة إليهم، إضافة إلى موقع أكاديمية "ديكارت" للعلوم التقنية والمهنية في "اللاذقية" والمعتمدة من "اليونسكو"؛ وهي تقدم دورات بكافة الاختصاصات، وصممت الكثير من المواقع لشركات خاصة».

ويرى الشاب "محمد ديوب" ممن اطلعوا على الأعمال التي يقوم بها الشاب "علي" أهمية كبيرة في هذا النوع من العمل من ناحية التفكير الريادي؛ خاصة أنه ما زال طالباً جامعياً، حيث يقول: «عادة يتجه تفكير معظم طلاب الجامعة نحو الحصول على وظيفة تقليدية، لكن ثقافة ريادة الأعمال التي يفكر بها دفعته إلى إنشاء شركة خاصة به تمثل عملاً ومصدراً للرزق؛ وهذا أمر نحتاج إليه لتطوير بلادنا، مع الإشارة إلى وجود انتشار كبير لهذا النوع من المبادرات والأعمال الشبابية في هذه الأيام، ونراها تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتسوق أعمالها، لكن يبقى التميز والإبداع هو العنوان الذي يغلف أعمال "علي"».

ويؤكد الشاب "عبد الله عبد الله" مؤسس موقع كلية الهندسة الكيميائية في جامعة "البعث"، أن العمل في مجال البرمجة يحتاج إلى خبرات كبيرة فيه، وأضاف: «هو عمل معقد، لكن الطالب "علي" امتلكه بجدارة بسبب ثقته بنفسه واهتمامه المبكر بهذا النوع من المشاريع، إضافة إلى دراسته الجامعية وتخصصه بهذا المجال أيضاً، ويمكن القول إنه أسس شركته الخاصة؛ وهي الأولى من نوعها في محافظة "طرطوس"، ويقدم خدماته مقابل أجور رمزية مقارنة بشركات التصميم الأخرى،، حيث ساهم في تأسيس موقع الكلية بنجاح وتميز».

وفي لقاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" مع الدكتور "شادي صالح" المختص بنظم استرجاع المعلومات والمطلع على العمل الذي ينجزه "علي خلوف"، عبر عن رأيه بقدرات الشاب بالقول: «لدى "علي" قدرة عالية على التصميم والتطوير على صعيد مواقع الويب بما يتناسب مع معايير التصميم المعترف عليها عالمياً، إضافة إلى تأمين الموقع من الثغرات التي تخول بعض الأشخاص اختراق المواقع».

وأضاف: «من المهم إنجاز شاب جامعي لمثل هذا العمل على الرغم من أنه مازال طالباً وفي مقتبل العمر، ويعدّ خطوة كبيرة؛ حيث إن إدراك شاب بهذا العمر للعديد من لغات البرمجة ليس بالأمر السهل، لكن متابعته المستمرة لهذا المجال خولته الوصول إلى هذا المستوى العالي في العمل».