تقليد الشخصيات الفنية بالنسبة للمسرحي "ماهر أمين" هاجس شغله منذ الصغر، ولم يقف عنده، بل طور أدواته المسرحية؛ ورسم بسمة جميلة على وجوه الجمهور.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 آذار 2016، الفنان "ماهر أمين" في المركز "الثقافي- بانياس"، وقال عن البدايات: «برزت ميولي الفنية في مرحلة عمرية مبكرة، وتجسدت بتقليد الشخصيات ونجوم الدراما السورية، أمثال: "دريد لحام"، و"أيمن زيدان" وفق "الكركتر" الخاص لكل منهما، من دون أي مساعدة من مختص، لعدم توفره، وهذا يعني أنني واجهت مشكلة تطوير القدرات والإمكانيات الفنية، وتخطيتها بالاعتماد على الذات في المطالعة ضمن مختلف المجالات وخاصة الأدبية والتاريخية. في المرحلة الجامعية تبلورت الفرصة الأولى للعمل في المجال المسرحي ضمن المسرح الجامعي، وتأسيس فرقة مسرحية تابعة لاتحاد طلبة "طرطوس"، وبالخبرة البسيطة التي امتلكتها تمكنت من تخطي الاختبارات بقوة وحماسة، وكانت مقنعة للجنة التحكيم».

على الصعيد الشخصي، أعمل على تدريب فرقة "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية"

ويتابع: «كوّنا نواة الفرقة، وكانت خطوتي الأولى على طريق احتراف العمل المسرحي بمشقته وجماله وقيمته الإنسانية والاجتماعية والفكرية، على يد المسرحي "مجد مغامس" خريج "المعهد العالي للفنون المسرحية"، والتحقت بدورات وورشات إعداد ممثل متتالية، تلتها عروض مسرحية عدة، كانت أولها بالنسبة لي كممثل عرضاً بعنوان: "إنهم يقتلون الإنسان" على خشبة المسرح القومي، والعرض الثاني: "العالم يبتهج وشيخ الثلج لن يظهر في الشرق"».

من أعمال فرقة مشروع حلم

لقد تمكن المسرحي "ماهر أمين" من إيجاد نفسه على الخشبة، وبدأ تحقيق حلم مشروع العمر، وهنا قال: «كان أهم شيء في البداية أن أدرك كيف أقدم نفسي على المسرح، وكيف أكتب وأعبر عن رسالتي المسرحية بشخصيتي الخاصة، وهنا الفضل يعود إلى المسرحي "مجد مغامس"، فطورت مهاراتي وقدراتي، وقدمت العديد من العروض المسرحية، ومنها مع فرقة "حكاية أمل"، وتتالت العروض، أذكر منها: "صحوة"، و"الطفولة"، و"مدى"، التي أغنت مسيرتي المسرحية، وأيقظت حلمي بنهضة مسرحية في مدينتي "بانياس"».

ويتابع: «بدأ مشروعي المسرحي في مدينة "بانياس" بالتعاون مع مدير المركز الثقافي العربي بالمدينة، الأستاذ "خالد حيدر"؛ بإقامة ورشة إعداد ممثل، وذلك إيماناً بطاقات الشباب وقدراتهم على الخلق والإبداع، وهذا من جانب، ومن جانب آخر تبسيط صعوبات هذا المشروع الحلم، ومنها الغربة عن الأهل. وخلال الورشة التمست مواهب كبيرة تغص بها خشبة المسرح، وكنت أرى في كل منها ذاتي وحلمي، لذلك حاولت منحهم ما استطعت من خبرتي المتواضعة، وزرعت فيهم قدسية المسرح ورسالته، كما أنهم أثاروا لدي الحماسة والرغبة بالمتابعة، وتجاوز جميع المصاعب والعثرات حتى كوّنا فرقة "مشروع حلم"».

الممثل المسرحي ليث عباس

هذه الفرقة خلقت حالات تميز سجلت في سجلها الخاص، وفي هذا السياق قال: «اسم الفرقة "مشروع حلم" نابع من الشغف والعشق لهذا العمل الفني الذي أصبح حقيقة، وقدمت أول عمل مسرحي بعنوان: "بين الحلم والكابوس"، وهنا كان التميز الذي أردنا إظهاره، حيث كان العمل للفرقة نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، وقد غصت صالة المركز الثقافي بالحضور على مدار عدة أيام. ولم أتوقف هنا، بل واظبت على تطوير المستوى المسرحي للفرقة، وتعاقدت مع أحد خريجي المعهد "العالي للفنون المسرحية" لإضافة خبرات جديدة إلى الفرقة، وتأهيل كوادر إضافية، وكان نتاج ذلك ورشة احترافية وتقديم عمل "هستيريا الموت"».

وعن مشاريعه الجديدة قال: «في تحدٍّ مهني جديد أعمل على عرض مسرحي من تأليفي وإخراجي، بعنوان: "كرة الجنون"، يشارك فيه أعضاء فرقة "مشروع حلم"، حيث يكمن التحدي في عمق وتعقيد كل فكرة وكل شخصية، ناهيك عن لغة العمل؛ وهي العربية الفصحى».

الممثل المسرحي باسل أبو علي

ويضيف: «على الصعيد الشخصي، أعمل على تدريب فرقة "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية"».

ومن الجوانب الإبداعية لهذا الفنان ضمن عمل فرقة "الرقص الإيمائي"، وهنا قال: «عملت على إدخال فن الرقص الإيمائي ضمن أعمال الفرقة، بما يخدم ويثري الفكرة والقضية المطروحة، وذلك من خلال تصميم الرقصات المناسبة، وتنفيذها ضمن سياق العرض المسرحي».

وفي لقاء مع الممثل المسرحي "ليث عباس" قال: «من خلال ما قدمه المسرحي "ماهر أمين"، وجدت أن لديه عشقاً كبيراً للخشبة، حيث تراه منخرطاً معها بأسلوب متجانس، فيمنحها ما لديه ليحصل منها على السكينة الروحية التي تغني ذائقته الفكرية بالأفكار التي تكاد تكون خلاقة في الإبداع، ناهيك عن حسّه الموسيقي العالي الذي تجسد في اختياره للموسيقا المرافقة لأعمال فرقتنا "مشروع حلم"».

أما الممثل المسرحي "باسل أبو علي"، فقد أكد أن المسرحي "ماهر" يملك الطموح والقدرة على تجاوز كل شيء من أجل هذا الطموح، إضافة إلى إيمانه المطلق بما يقدمه، قائلاً: «ما قدمه لمدينة "بانياس" بشبابها وطاقاتها الإبداعية كبير جداً، لأنه اكتشف الموهوبين، وحرض قدراتنا وحررها لترى النور في المجال المسرحي، وهذا على صعيدي الشخصي، كما أنه أدرك قدرات كل شخصية منا كأعضاء، وتمكن من توظيفها بالشخصية المسرحية المناسبة، وهذا لأنه تمكن من مهمته بالإخراج».

يشار إلى أن، المسرحي "ماهر منير أمين" من مواليد عام 1992 قرية "العليقة"، بريف مدينة "بانياس".