كان الوصول من "عين حفاض" إلى "صافيتا" محكوماً بطريق واحد، ومن يزور هذه القرية يصيبه العجب حين يسلكه، فالمسافة النظرية تنبئ بخمس دقائق والطريق أضعافها، إلى أن أنشئ طريق جديد؛ مر بالطاحونة الأثرية فأعاد إحياءها واختصر المسافة.

مدونة وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 20 أيلول 2014، والتقت من أهلها السيد "يوسف أحمد"؛ مدير القرية الصحية، فحدثنا قائلاً: «تعد مدينة "صافيتا" المموِّل الرئيسي لأهالي القرية للحصول على حاجياتهم الأساسية، كما أنها سوق لتصريف ما لديهم من محاصيل، وللوصول إليها قديماً؛ كان لا بد من سلك طريق ترابي على الأقدام، أو استخدام الماشية في التنقل؛ مع العلم أن نهر "الغمقة" يقطع هذا الطريق، ويفيض في فصل الشتاء، ما يشكل خطراً على حياة الأهالي، وعلى الرغم من وجود طريق يربط القرية بمدينة "صافيتا" من الجهة الأخرى؛ إلا أنه تقرر شق طريق آخر يصل إليها عبر نبع "الغمقة"، وذلك بعد دراسة الفائدة التي سيعود بها للقرية بشكل عام، وقد بُدئ العمل به في العام 2000، على أن يبدأ من آخر منزل في القرية قاطعاً الأراضي الزراعية ماراً بنبع "الغمقة" وصولاً إلى مدينة "صافيتا" عند المركز الثقافي».

يعد طريق القرية - "صافيتا" من أهم الطرق الموجودة اليوم، نظراً للخدمات الكثيرة التي وفرها للأهالي، حيث منح مالكي الأراضي الزراعية المتواجدة على جانبيه سهولة الوصول إلى أراضيهم ونقل محاصيلهم، ومن ثم تسويقها في مدينة "صافيتا"

وعن الخدمات التي يوفرها الطريق بالنسبة لسكان القرية، حدثنا السيد "توفيق يوسف" أحد قاطني القرية، حيث قال: «يعد طريق القرية - "صافيتا" من أهم الطرق الموجودة اليوم، نظراً للخدمات الكثيرة التي وفرها للأهالي، حيث منح مالكي الأراضي الزراعية المتواجدة على جانبيه سهولة الوصول إلى أراضيهم ونقل محاصيلهم، ومن ثم تسويقها في مدينة "صافيتا"».

الطاحونة الأثرية

وهنا كان لنا وقفة مع السيد "بهجت دربو" صاحب أرض واقعة بالقرب من الطريق؛ حيث حدثنا عن الخدمة التي وفرها مرور الطريق بالقرب من أرضه بالقول: «أملك أرضاً زراعية في المنطقة التي مر منها الطريق، لكني لسنوات عدة لم أستثمرها؛ نظراً لصعوبة الوصول إليها، والتكلفة الكبيرة لنقل محصولها، لكن وبوجود هذا الطريق اليوم قمت باستثمارها وأقمت فيها مشروعاً زراعياً؛ يشكل اليوم أهم مصدر دخل لي ولعائلتي».

وعن الفائدة السياحية للطريق؛ يتابع "يوسف" قائلاً: «قدم هذا الطريق خدمة كبيرة لمنطقة نبع "الغمقة" التي تعد منطقة سياحية يؤمها سكان المنطقة، وفيها توجد طاحونة المياه الأثرية التي كان الأهالي قديماً يستخدمونها لطحن الحبوب بالاستفادة من قوة المياه في النبع، كما أصبح النبع مقصداً للناس في فصل الربيع، إذ يفيض وتكثر حوله الجلسات الشعبية، كما تم مؤخراً استغلال جمال الطبيعة ووجود طرق تسهل الوصول إليها، فأقيم مطعم ومقصف "يوزرسيف"، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، كذلك مطعم "نبع الغمقة"، حيث يتفرَّع الطريق إلى ثلاثة محاور: الأول باتجاه قرية "بيت الموعي" حيث يتم بناء معمل لصناعة الأدوية الطبية، والثاني باتجاه قرية "السنديانة"، والمحور الأخير المؤدي إلى مدينة "صافيتا"، حيث أقيم عليه جسر فوق النهر».

المطعم بجانب الطريق

وللحديث عن مواصفات الطريق والمشكلات التي يعاني منها، التقينا رئيس البلدية؛ "سلمان محمد" فقال: «يعد طريق "عين حفاض - صافيتا" من أهم طرق القرية، نظراً للخدمة التي قدمها للأهالي وذلك على مستوى الزراعة والسياحة، وسهولة التنقل من وإلى مدينة "صافيتا"، ويبلغ طوله قرابة 5كم، أما حالته الفنية؛ فهي جيدة بالعموم في منطقة النبع، لكنه يضيق في المنطقة الواقعة بين القرية والنبع، ويكاد لا يتسع لأكثر من سيارة، وكذلك في القسم الذاهب باتجاه "صافيتا" ثمة ضيق ومنعطفات مخفية تربك السائقين، وتعمل البلدية اليوم جاهدةً بالتعاون مع الأهالي والجهات المعنية للوصول به إلى أحسن حال».

يذكر أن الطريق يفتقد للإنارة والأرصفة، إلا أن ما تبقى من وضعه مقبول نوعاً ما، فسماكته مثالية (10سم)، وحالته الفنية جيدة، ولا حفريات تؤذي مستخدميه.

الطريق من داخل القرية