هي "حريصون" قرية ساحلية زراعية بامتياز، يمتد عمرها إلى 400 عام، وبأرضها الزراعية المنبسطة على مستوى سطح البحر، وتربتها الخصبة، أنتجت زراعات متنوعة.

السيد "عز الدين قاسم" من سكان قرية "حريصون" ومدير المدرسة فيها التقته مدونة وطن "eSyria" خلال زيارة القرية بتاريخ 21/8/2013 ليحدثنا عن تاريخها ويقول: «يقدر عمر قريتنا التابعة لمدينة "بانياس" والواقعة على الحدود الإدارية الساحلية لمحافظة "اللاذقية"، بحوالي /400/ عام تقريباً، وحالياً القرية مستقلة عن باقي القرى المحيطة بها والتي كانت حتى فترة قريبة تتبع لها أو تعتبر جزءاً منها، كقرية "رأس الوطا" وقرية "محورتي"، حيث استقلتا إدارياً وأصبحتا تتبعان تنظيماً كما قرية "حريصون" إلى بلدية "القلوع"، وذلك لزيادة عدد سكانها واتساع مساحتها الجغرافية وتعدد حاراتها القديمة ومنها حارة "القاموع" وحارة "الجامع" وحارة "الدوار" وحارة "الحروف" وحارة "القميديانة" وغيرها».

عدد سكان القرية يبلغ أكثر من /7000/ نسمة موزعين على كامل رقعتها الجغرافية، ومن أبرز العائلات التي أسس أجدادها القرية هم "قاسم" و"هاشم" و"حماد" و"الحكيم" و"سلمان" و"عيسى" و"اسماعيل" و"بشلاوي" و"ناصر"

وعن حدود القرية وموقعها الجغرافي يقول الأستاذ "عز الدين": «تمتد القرية من الحدود الإدارية لقرية "رأس الوطا" شرقاً بما فيها الأوتستراد الدولي الواصل بين "طرطوس- اللاذقية" وحتى البحر المتوسط غرباً، ومن حدود "مصفاة بانياس" جنوباً وحتى نهر "السن" شمالاً، ويمر بها الأوتستراد القديم الواصل بين منطقتي "بانياس" في محافظة "طرطوس" و "جبلة" في محافظة "اللاذقية"، وتتميز القرية بطبيعة حقولها وأراضيها المنبسطة القريبة جداً من سطح البحر، حيث لا يتجاوز ارتفاعها عنه أكثر من ستة أمتار تقريباً، وهذا منحها مناخاً معتدلاً رطباً صيفاً، ومعتدلاً دافئاً شتاءً».

مدخل حارة القاموع

الجد "قاسم علي قاسم" تحدث عن طبيعة المجتمع وعلاقاته في القرية: «عدد سكان القرية يبلغ أكثر من /7000/ نسمة موزعين على كامل رقعتها الجغرافية، ومن أبرز العائلات التي أسس أجدادها القرية هم "قاسم" و"هاشم" و"حماد" و"الحكيم" و"سلمان" و"عيسى" و"اسماعيل" و"بشلاوي" و"ناصر"».

ويتابع: «تضم القرية حديثاً العديد من السكان الوافدين المقيمين فيها الذين قدموا إليها واستثمروا حقولها بعد شرائها، ليصبحوا جزءاً من المجتمع السكاني، ناهيك عن العمالة الزراعية الوافدة بشكل مؤقت في المواسم الزراعية المختلفة، ورغم أن المجتمع في القرية مجتمع زراعي إلا أن الحياة الاجتماعية فيه تعتبر حياة أكثر استقلالية مقارنة مع أيام الزمن الجميل قبل عشرات السنين، حيث كان سكان القرية يجتمعون في منزل واحد ليقضوا ليلتهم في أجواء تملؤها المحبة والود والرضا، وهذا لا يعني أننا نعيش بعزلة عن الحياة الاجتماعية الأسرية ولكن بنطاقها الضيق».

الأستاذ "عز الدين قاسم"

إن ما يميز قرية "حريصون" حسبما يقول "سهيل قاسم" من أبناء القرية: «استقطبت القرية الكثير من السكان والأهالي من خارج المنطقة وخارج المحافظة أيضاً، وهذا نتيجة لقربها من مركز المدينة التي تبعد عنه حوالي سبعة كيلومترات، وتجاورها مع أضخم شركة حكومية نفطية تستقطب العمال من مختلف المناطق والمحافظات وهي "مصفاة بانياس"، الذين وجدوا فيها مسكناً مناسباً لطبيعة عملهم، وفي حقولها مورداً جيداً لرفد مصدرهم المعيشي، إضافة إلى توافر الموارد المائية الهائلة عبر الآبار السطحية التي يمكن حفر العشرات منها على عمق بضع عشرات الأمتار، إلا أن تلك الموارد لم تغننا عن الاعتماد على شبكات الشرب الحكومية الممتدة من "نبع السن"».

ومن سكان القرية أيضاً المهندس "عماد سلمان"، يقول: «تتوافر في القرية أغلب المرافق الخدمية والمؤسسات والدوائر الحكومية الرسمية، ومنها البريد والهاتف والمدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية والوحدات الارشادية الزراعية وغيرها، وما ينقصها شبكة تصريف للصرف الصحي فقط».

موقع القرية ضمن الدائرة وفق جوجل إرث

السيدة "سامية خضر" متزوجة ومقيمة في القرية تقول: «تميزت تربة القرية بالخصوبة الكبيرة وعرفت بانتاجها الوفير والمتنوع، فأنتجت الزراعات المحمية بمختلف أنواعها إلى جانب الزراعات الخارجية ومنها الباذنجان والفاصولياء والفليفلة والملفوف والزهرة والحمضيات بكرومها الواسعة، وذلك بحسب المواسم والفصول السنوية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الزراعة دائمة في القرية على مدار أشهر السنة، ويمكن اعتبار القرية بمثابة السلة الغذائية للمنطقة».

وتتابع عن حارة "القاموع" التي تسكنها فتقول: «من المرجح أن حارة "القاموع" هي من أقدم حارات القرية وقد سميت بهذا الاسم نسبة لارتفاعها عن بقية ما يحيط بها من مناطق جغرافية، وهو سبب أساسي للاستقرار فيها في أول استيطان بشري تقريباً، حيث تكاد تكون شبه حامية من السيول والأمطار الغزيرة التي كانت تغمر المنطقة في فصل الشتاء والقادمة من المرتفعات المحيطة بها».