قرية قديمة يعود تاريخها لمئات السنين، قامت على بقايا حضارات الشرق القديم، تمتاز بطبيتعها الجبلية الخضراء، وينابيعها العذبة، وأشجار الجوز ومزارع التفاح، تلك العناصر التي جمعت الإنسان المنتج والأرض الخصبة في قرية "بمنّة" قرية "الأماني والنغم الجميل".

تلك القرية التي استطاع أهلها ترويض الأرض والاستفادة من خيراتها، فزرعوا أشجار "الجوز" حتى صارت قرية "بمنة" مقصداً لتجار "الجوز"، الذين أقاموا سوقاً موسمياً لتجارة "الجوز" في وادي "عين الحمرا" قرب القرية، وبعد "الجوز" زرع الناس التفاح وأبدعوا في هذه الثمرة، وصولاً إلى العقود الأخيرة التي شهدت تنوع الزراعات في قرية "بمنّة"، كذلك اتجاه أهلها للتعليم بجميع مستوياته.

تقع القرية في منطقة جبلية قاسية تزخر بالمياه والطبيعة والخضراء، في حين تحيط بها عدة قرى مجاورة هي "حيلاتا، بشمشة، دوير رسلان، بيت الوادي، بنمرة، العوينات، بمحصة، بوضة مسلم"

الأستاذ "هاشم بوعلي" مدرس في القرية ورئيس بلدية سابق: «قد تكون الطبيعة الجميلة وهدوء المكان أوحيا لسكان المنطقة ولزوارها بإطلاق أوصاف "النغم الجميل أو الأمنية" على قرية "بمنّة" التي اشتق اسمها كما تقول بعض الروايات من "بلدة النغم الجميل"، كذلك سمعت يوماً عبر الإذاعة تحليلاً لاسم القرية يعيده إلى معنى الأمنية والحلم».

السيد "هاشم بوعلي"

تتبع قرية "بمنّة" لناحية "دوير رسلان" التابعة بدورها لمدينة "الدريكيش"، عبر طريق عام "الديكيش – دوير رسلان"، يقول الأستاذ "ساهر بوعلي" نائب رئيس بلدية "دوير رسلان" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ "25/9/2012": «كانت قرية "بمنّة" بلدة تتبع لها عدة قرى مجاورة، لكن في بداية عام 2012 تم إلغاء البلدية وإلحاق القرية ببلدية "دوير رسلان"، ولاتزال معظم الخدمات والأعمال المنجزة في القرية من تنفيذ البلدية الملغاة والتي أتمنى لو لتعود مرة أخرى لما لذلك من فوائد تفوق إلغاءها، وهذا الأمر نعمل عليه حالياً بكل جهودنا».

يتابع: «تقع القرية في منطقة جبلية قاسية تزخر بالمياه والطبيعة والخضراء، في حين تحيط بها عدة قرى مجاورة هي "حيلاتا، بشمشة، دوير رسلان، بيت الوادي، بنمرة، العوينات، بمحصة، بوضة مسلم"».

من طبيعة البلدة

في لقاء آخر مع مختار قرية "بمنّة" السيد "أحمد بوعلي" أشار بالقول: «يبلغ عدد سكان "بمنّة" 3000ن، وتتبع لها مزرعتان "القصيبة" 400ن، و"بعلية" 300ن، وقد عاش أهل القرية منذ القديم على الزراعة، بدأ من زراعة "القمح والبقوليات"، ومن ثم زراعة "الجوز والتفاحيات.."، وصولاً اليوم إلى الزيتون الذي انتشر بكثرة مع إهمال الأرض والابتعاد عن الزراعات المروية، وقد كانت القرية تشرب وتسقي مزروعاتها من عدة ينابيع تنتشر في أنحاء القرية هي ينابيع "بمنّة، عين مراح، عين السفين، عين الديب"، ولاتزال هذه الينابيع تجري ويستفيد منها الناس في أغراض عدة.

تتميز قرية "بمنّة" بمنطقة تابعة للقرية تسمى "وادي عين الحمرا" والتي صارت اليوم ذكرى يتناقلها أهل القرية، حيث كانت هذه المنطقة عبارة عن واد كبير مملوء بأشجار الجوز الكبيرة، التي كان يجتمع أهل القرية لقطافها، وهناك تقوم سوق موسمية لبيع الجوز، وتأمين حاجات العمال اليومية من طعام ومشروبات ريثما ينتهي موسم قطاف "الجوز"، مع ما يرافق ذلك من أجواء اجتماعية ريفية مميزة».

بلدة "بمنة" من غوغل أرث

رغم بعدها عن مراكز المدن كانت قرية "بمنّة" سباقة في التعليم وبناء المدارس، يقول عن ذلك السيد المختار: «اهتم أهل قريتنا منذ القديم بالتعليم وفق ما سمحت به الظروف، وبعد الاستقلال تأسست أول مدرسة في "بمنّة" عام 1951 سميت مدرسة "بمنّة الريفية"، وقبلها كنا ندرس في "الدريكيش"، أما في مدرستنا الوليدة فقد درس فيها شقيقي الأستاذ "محيّ الدين الصالح"، والأستاذ "محسن بوعلي"، في حين خرج من قريتنا عدد من المثقفين وأصحاب الشهادات العلمية، أذكر منهم الأديب المحامي "نجم الدين الصالح" عضو برلماني في "الجمهورية العربية المتحدة 1958"، كذلك الفنانة "سوزان نجم الدين الصالح" وغيرهم الكثير».

يذكر السيد "هاشم بوعلي": «أن البلدية أسست في عام 1980، حيث كانت القرية حينها بدائية بمرافقها الخدمية، من ذلك التاريخ قمنا بشق شبكة طرق رئيسية وزراعية، كذلك بنينا "المدرجات البيتوتية" بسبب انحدار الأرض الشديد، كما صدر مخطط تنظيمي للقرية منذ 10سنوات، وبكل الأحوال فقد كنا سباقين بتحسين وجه قريتنا وتنظيمها خدمياً، مقارنة بكونها من قرى الريف الجبلي البعيدة، وفي بداية هذه السنة 2012 تم إلغاء البلدية وإلحاق القرية ببلدية "دوير رسلان" المجاورة».

ولقرية بمنّة موقع جميل ومميز ، هذا ما أشار إليه بالقول: «توجد في قريتنا عدة مناطق ذات طبيعة مميزة يختلط فيها الموقع الجميل والطبيعة الخضراء مع المياه الجارية، ويزيد على ذلك نقاء الهواء، لذلك فقد كنا حريصين على تنظيم منطقة في أعلى منطقة في القرية كمنطقة سياحية جاهزة في حال قدوم أي مستثمر، وهي خطوة جاءت نتيجة اهتمامنا نحن أبناء القرية بتطويرها بكافة الطرق الممكنة حتى لو كان الهدف مستقبلي».