تقديراً لقيمة الشهادة، ووفاء لشهداء "بانياس"، ومشاركة لذويهم مصابهم الجلل، قدمت مجموعة "بانياس الأوفياء للوطن" التعازي لأسر ست شهداء.

حيث جال شباب هذه المجموعة بمبادرة شبابية اجتماعية مناطق عدة في مدينة "بانياس"، قاصدين أسر وذوي الشهداء الذين سقطوا في أحداث سورية عام /2011/، لتقديم التعازي لهم ومواساتهم على مصابهم الأليم، زارعين البسمة والأمل والثقة في عيونهم بجيل الشباب المندفع بوعي والمدرك لقيمة الوطن والمواطنة.

ليس هناك الكثير من الكلام القادر على التعبير والوصف لما قدمه هؤلاء الشهداء، فنحن نعجز وتعجز كل أعمالنا عن تقدير ومكافأة من يضحي بروحه التي وهبها الله له وحرم إزهاقها إلا بالحق، وليس هناك أحق من الوطن بها

فبتاريخ 10/2/2012 استقبلت أسرة الشهيد "هلال محمد عبيدة" في قرية "الفروخية" الواقعة في منطقة "جرد العنازة" شباب مجموعة "بانياس الأوفياء للوطن وقائد الوطن" بكثير من الحب والمودة لهذه المبادرة التطوعية والإنسانية، حيث عبر السيد "صالح عبيدة" أخ الشهيد "هلال" لموقع eSyria عن هذا الموقف بقوله: «هي مبادرة اجتماعية، بل هي انحناء وتقدير لقيمة الشهادة التي نعتبرها السبيل الوحيد لنا جميعاً لدحر وطرد الغزاة والمتآمرين على وطننا "سورية" فهي تعظيم من هؤلاء الشباب الواعي والمثقف لقيمة التضحية التي قدمها أبناء الوطن الشرفاء من أجل قوة بلدنا وتماسكه وصموده في وجه المؤامرات المحاكة ضده بأيدي العناصر المسلحة والمخربة لأمنه وأمانه».

خلال تقديم شهادة التقدير لأسرة الشهيد "هلال عبيدة"

أما السيد "نضال محمد الشيخ" من أبناء قرية "نحل العنازة" وشقيق الشهيد "أحمد محمد الشيخ" فقد قال: «في البداية لا يسعنا إلا أن نقول الحمد لله أننا تشرفنا بتقديم الشهيد "أحمد" فداء للوطن، وثانياً يعجز الكلام عن الوصف والتعبير لهذه المودة والإنسانية والروح الوطنية التي يتمتع بها هؤلاء الشاب، فزيارتهم بالنسبة لنا تعني الكثير من حيث القيمة والهدف منها، فهي من جهة تعزية ووضع البلسم على الجراح التي خلفها الشهيد فينا، ومن جهة أخرى قوة وعزيمة على مواصلة العطاء لحماية الوطن والذود عن حدوده، فليس لنا مكان في وطن لا نستطيع صونه ودرء الخطر عنه، وأخيراً يكفينا فخرا أننا سوريو الوطن والجغرافيا والتاريخ والشعب».

في حين أن السيدة "هناء منذر" والدة الشهيد "علي منذر" من أبناء قرية "العنازة" أكدت أن حقها من التعزية باستشهاد ولدها البطل قد وصلها بقدوم جميع الشرفاء من أبناء محافظتها ومحافظات أخرى، ولكن حقها في معرفة ما يريده هؤلاء المخربون لم تدركه بعد، وخاصة أن الأداة المستخدمة ضد السوريين هم إخوتهم السوريون ذاتهم، مضيفة: «لقد ترك الشهيد وراءه أسرة تحبه كثيراً وتحتاج له ولحبه وعطفه، فقد عرفناه حنونا ورؤوفا بنا، وأدركنا بعد استشهاده بأن الله منّ علينا بهؤلاء الشاب الذين خففوا اليوم بزيارتهم ما لم تستطع الأيام تخفيفه، فشكراً لكم جميعاً، وأدامكم لأسركم ووطنكم بخير».

خلال تقدمة التعازي لأسرة الشهيد "محمد سلطاني"

وفي لقاء مع السيد "سامح زيدان" احد شباب مجموعة "شباب بانياس الأوفياء للوطن وقائد الوطن" قال بخصوص ما أسماه "زيارة الوفاء لأسر الشهداء": «لا يوجد الكثير من الكلام بعد هذه الزيارة، فما كان في داخل كل منا من مشاعر وأحاسيس وكلمات يطفح بها الفكر، قد زالت وتلاشت أمام عظمة هذه الأسر وكبريائها وصبرها وإيمانها وحبها لوطنها وعشقها لقائدها، فالكلمات الصادقة النابعة من عيون أمهات الشهداء عند رؤيتنا، لا يمكن لأحد على وجه البسيطة تقدير أسرارها وقوتها، فقد استطاعت هذه الدموع أن تقصم ظهورنا جميعاً، فلم يميز أعضاء المجموعة بين رجل وامرأة، حيث كنا جميعاً بشر تغزوهم العواطف الجياشة والمشاعر الرقراقة والدموع الصادقة».

في حين أن الصيدلاني "ماجد شدود" أحد أعضاء المجموعة أيضاً، قال: «ليس هناك الكثير من الكلام القادر على التعبير والوصف لما قدمه هؤلاء الشهداء، فنحن نعجز وتعجز كل أعمالنا عن تقدير ومكافأة من يضحي بروحه التي وهبها الله له وحرم إزهاقها إلا بالحق، وليس هناك أحق من الوطن بها».

خلال تقدمة شهادة التقدير لأسرة الشهيد "علي منذر"

أما السيد "سامر أنطانيوس ياسمين" فقد قال: «نحن كشريحة عمرية أكبر من بقية الشباب الأعضاء نحاول دائماً رعاية الأفكار الوطنية في ذهن كل شاب من شبابنا الصاعد، وبالنسبة لزيارة أسر الشهداء هذه حاولنا التأخر فيها بشكل مقصود، لنرى إن كان هؤلاء الشباب سيحاولون تذكر الأمر وحدهم والمطالبة بزيارتهم بعد هذا الزخم المتواصل من المسيرات والتجمعات الشعبية والأهلية والتي كانت من تنظيمهم وإشرافنا.

ولكن الحمد لله ما عملنا عليه قد تحقق والفضل في هذا أن شباب هذا الجيل شباب فتي لم يكن يحتاج إلا إلى دفة قيادة فقط، فهو يملك القوة والإرادة والفكر والتصميم، وهنا كان يكمن واجبنا كشريحة أو فئة عمرية ناضجة أو كما يقال قد عاركت الحياة وخاضت عدة مجالات».

ويضيف: «في الحقيقة إن ما يملكه هؤلاء الشباب من حب للوطن وإيمان بوحدة "سورية" يستطيع أن يحبط به أكبر مؤامرة، فالدافع الذاتي نتيجة الوعي المجتمعي والبيئي أو الأسري والمستوى الفكري والثقافي هو سبب من أسباب قوة "سورية"».

يشار إلى أنه وخلال الزيارة تم تقديم شهادات تقدير وشهادات استثمار من الفئة "ج" لبعض الأسر من قبل شباب المجموعة، وذلك بتعاون شخصي فيما بين شباب المجموعة، وتتفاوت قيمة الشهادات بحسب الحالة المعيشية للأسرة.