يعيش "الخنزير البري" في كافة مناطق "سورية"، وله تواجد بشكل خاص في قرى "الساحل السوري"، حيث يستوطن الجبال ومناطق الأحراش القريبة من الأراضي الزراعية، ومن هنا تبدأ قصص الناس مع الخنزير البري، سواء كانت مراقبته لصيده بسبب الأذى الذي يسببه للمزروعات أو بقصد الصيد والمتاجرة بلحومه، أوحتى إشباع الفضول لمشاهدته.

كان لابد لنا للتعرف على حياة الخنزير البري وأسلوب معيشته من لقاء الناس العارفين به من أمثال السيد "نجد فرحة" الذي يراه باستمرار في مزرعته فيقول لموقع "eSyria" معرفا الخنزير البري: «هو حيوان بري يعيش في الأحراش القريبة من مزارعنا، ويوجد هذا الحيوان عادة في مجموعات صغيرة أو كبيرة، وينام تحت الأشجار فلايصنع لنفسه "أوكاراً" وأنا شاهدته مراراً وهو نائم تحت الأشجار الكثيفة مع مجموعته، له صوت يشبه صوت "الشخير" بينما حجمه يشبه عجل البقر الصغير ولونه يتراوح بين الأسود المائل إلى الرمادي أو المائل إلى البني».

رأس الخنزير متطاول وله فك كبير في مقدمته عظمين بارزين للأمام أو نقول "نابين" يظهران عند الخنزير البالغ، وأذنيه صغيرتان، في حين أن رقبته قصيرة لاتسمح له بتحريك رأسه، وله أرجل قصيرة تساعده على السير بسرعة كبيرة وحوافر قدميه تشبه حوافر الماعز، أم ذيله فقصير، وله جلد سميك يغطيه شعر متوسط الطول

وفي وصف شكله يقول السيد "نجد فرحة": «رأس الخنزير متطاول وله فك كبير في مقدمته عظمين بارزين للأمام أو نقول "نابين" يظهران عند الخنزير البالغ، وأذنيه صغيرتان، في حين أن رقبته قصيرة لاتسمح له بتحريك رأسه، وله أرجل قصيرة تساعده على السير بسرعة كبيرة وحوافر قدميه تشبه حوافر الماعز، أم ذيله فقصير، وله جلد سميك يغطيه شعر متوسط الطول».

السيد نجد فرحة

الشاب "عامر محمد" يسكن إحدى المزارع القريبة من الأحراش الطبيعية والتي تأتي إليها الخنازير يوميا، فيروي تجربته مع الخنزير البري بالقول: «أنا أعرف الخنزير البري جيداً فهو يسكن في الأودية والجبال المحيطة بمزرعتي، وأعداده لاتزال كبيرة لأنه يتكاثر بسرعة وحسب مشاهداتي فإن صغار "الخنازير" تتراوح بين 6 إلى 12 "خنزير"، وهو يأتي غالبا في مجموعات في منتصف الليل وما بعد باحثاً عن الطعام، ولاحظت أنه يأتي بعد سقاية أشجار الحمضيات بنسبة أكبر من الأيام العادية، ويبقى أحيانا لفترة ساعة أوأكثر لينتقل بعدها إلى مكان آخر والغاية كما ذكرت هي البحث عن الطعام».

أما غذاؤه وطرقة التغذية لديه فيقول عنها الشاب "عامر": «يتغذى "الخنزير البري" على "الديدان" بأنواعها، كذلك يأكل "الحلزون"، وهو عادةً حين يدخل إلى المزراع المروية يحفر إلى أعماr تصل إلى المتر أحيانا بحثاً عن الديدان ويكثر من أعداد الحفر خلال الجولة الواحدة، كذلك فإن هذا الحيوان يأكل بعض أنواع الفواكه مثل "العنب والتين" ولديه شراهة كبيرة لهاتين الفاكهتين، وبسبب رائحة الشم القوية لديه فإن "الخنزير" مستعد لكسر غصن "تين" كبير إذا اشتم رائحة ثمرة تين ناضجة.

الشاب عامر محمد

و"للخنزير" طريقته في التغذية حيث يقوم بالحفر بالعظمين الكائنين في مقدمة فكه في التراب الرطب باحثا عن الديدان وفكه قوي جدا لدرجة أنني أجد جذور الأشجار مقطوعة، وتكون طريقة الحفر لديه باتجاه الأمام كعمل "الرفش"، كما يحفر بحثا عن ثمار الفستق السوداني والبطاطا، وله سمعة سيئة حين يبحث عن الطعام حيث يقوم بتخريب المزروعات بعد شبعه ويحفر في كل مكان».

السيد "حامد اليوسف" اصطاد كثير من الخنازير في شبابه ولديه معرفة كبيرة بخصائص "الخنزير وتحركاته فيقول عن ذلك: «لدى الخنزير حساسية كبير للأصوات وقد تؤدي حركة صغيرة خاطئة إلى فرار المجموعة بكاملها، أما حاسة الشم لديه فكبيرة أيضا والخنزير الكبير يشتم رائحة البارود ولايقترب من منطقة فيها صيادين لذلك نلجأ لبعض الحيل من قبيل وضع قطع من "التفاح" الذي يحبه الخنزير كثيرا ويتم توزيع القطع حول المنطقة التي سيتواجد فيها "الخنزير" بالتالي تعمل هذه القطع عمل محطة تشوش فينجذب إلى رائحة التفاح ويقترب من الصياد.

الخنزير الذي قتله الشاب عامر محمد

والخنزير لايشكل خطورة على الإنسان إلّا في بعض الحالات مثل الظهور المفاجئ أمامه فقد يهجم بطريقة الخطأ أو نتيجة الاندفاع السريع، وكذلك فإن إطلاق النار على "الخنزير في مكان خاطئ يؤدي إلى زيادة شراسته وهجومه وعند ذلك يجب عدم السير في خط مستقيم أمام الخنزير المجروح لأن قصر رقبته يجعل من الصعب عليه الالتفات يمينا ويسارا بالتالي يحتاج لتحريك جسمه بالكامل، وأفضل مكان في جسمه لقتله هي خاصرته لوجود القلب والأجهزة الهامة في الجسم، أما باقي جسمه فإن طبقة الدهن الكبيرة تحت الجلد تتكفل بوقف الطلقة النارية».

يضيف السيد "حامد": «بعد ظهور أنفلونزا الخنازير قل صيد الخنزير البري إلا في حالات تخريبه للمزارع فحينها نسعى لقتله، وهو موصوف بحبه للأذى والتخريب لذلك هناك مثل شعبي يذكر الخنزير بحيث نقول لكل من يحب الأذى إنسان كان أم حيوان "خنزير الدرا (بالدال وليس الذاي) أي نشبه المخرب بالخنزير حين يدخل حقل من الذرة فهو يخرب ما أمكنه سواء أكل أو لم يأكل، وبقي أن اذكر أني لم أجد حيوان أقذر من الخنزير برائحته الكريهة وانجذابه إلى اي مكان قذر».