هي فرحة الأعياد التي يصنعها كلٌ منا على هواه ويتحضر لها بطريقته الخاصة، وخاصة نسوة قرية "بعمرائيل" التابعة لمدينة "بانياس" اللواتي لا يجدن لتحضيرها طعماً دون العمل والتعب من أجلها، فهن منذ الأيام الأولى لإعلان موعد عيد ما، يبدأن بتحضير وتجهيز مكونات حلوياته التي عرفت وتميزت بأيديهن.

وأهمها "الكعك بحليب" و"المعمول بالجوز" و"الأقراص بعجوة" و"السيوا"، فهي حلويات شرقية محلية جداً عرفت منذ ما يقارب مئة عام أو يزيد، لما لها من طعم لذيذ وطريقة مميزة لصناعتها.

من أهم ميزات العيد بالنسبة للأطفال وحتى الكبار هو ما يتم التحضير والتجهيز له من حلويات قبل قدومه، وخاصة التي تصنع في المنزل، حيث نبدأ بتحضير مقادير "الكعك بحليب" والمكونة من /3/ كيلوغرامات من الطحين وكيلوغرام سمناً وكيلوغرام سكراً وكيلوغرام حليباً مغلياً وظرفين "فانيليا" وظرفين "بكمبودر"، وقليل من "المحلب" و"الشمرا"، إضافة إلى "حبة البركة" بحسب الرغبة وهي مقادير تضيف نكهة خاصة وتميز هذا النوع من الحلويات

موقع "eSyria" التقى السيدة "نجلاء علي" من قرية "بعمرائيل" بتاريخ "13/11/2010" لتحدثنا عن أهم أنواع الحلويات التي تصنع وتحضر في الأعياد، وطريقة صناعتها كيف تميزت عن بقية أنواع الحلويات الأخرى لبقية المناسبات، ولماذا؟

عجينة الكعك بحليب قبل العمل بها

حيث اعتبرت أن أهم الأنواع هي "الكعك بحليب" و"المعمول بالجوز" و"الأقراص بعجوة" ولا يمكن أن يأتي عيد دون أن تتزين أطباقه بهذه الأنواع المحلية، وهنا تقول: «من أهم ميزات العيد بالنسبة للأطفال وحتى الكبار هو ما يتم التحضير والتجهيز له من حلويات قبل قدومه، وخاصة التي تصنع في المنزل، حيث نبدأ بتحضير مقادير "الكعك بحليب" والمكونة من /3/ كيلوغرامات من الطحين وكيلوغرام سمناً وكيلوغرام سكراً وكيلوغرام حليباً مغلياً وظرفين "فانيليا" وظرفين "بكمبودر"، وقليل من "المحلب" و"الشمرا"، إضافة إلى "حبة البركة" بحسب الرغبة وهي مقادير تضيف نكهة خاصة وتميز هذا النوع من الحلويات».

وتتابع السيدة "نجلاء": «نخلط الطحين بالسمن المذابة على نار هادئة مع السكر وبقية المواد ما عدا الحليب في وعاء متوسط الحجم وتعجن قليلاً ثم يضاف إليها الحليب بهدوء وتعجن بشكل جيد باليدين حتى تأخذ شكلاً متماسكاً، ثم نبدأ بتقطيع العجينة إلى قطع صغيرة بحجم البيضة تقريباً وترق براحتي اليدين في طبق معدني لتأخذ شكلاً دائرياً، ثم نزين سطحها العلوي ببعض البصمات من شكة طعام أو أي شكل ترغب به ربة المنزل، ثم توضع على قطعة قماشية وتغطى وتترك لترتاح حوالي /10/ دقائق، وبعدها نبدأ بوضعها في أطباق معدنية خاصة لتوضع في الفرن على نار هادئة لحين نضجها».

السيد "محمد حاتم" ومرحلة شواء الحلوى

أما عن "الأقراص بعجوة" و"المعمول بالجوز"، فتقول: «نحضر كيلوغراما سميدا ونصف كيلوغرام سمنة وكوبا صغيرا من السكر وظرف "فانيليا" وظرف "بكمبودر" ووعاء متوسط الحجم من الماء المغلي ونصف كيلوغرام من التمر، حيث نخلط السميد مع السمنة المذابة و"الفانيليا" و"البكمبودر" بشكل جيد وتترك لترتاح حوالي /3/ ساعات، وبعد أن ترتاح وتتخمر وتتجانس بشكل جيد نضيف إليها الماء المغلي وتعجن به جيداً، ثم نبدأ بأخذ قطع صغيرة من العجينة ونحشو قلبها بقطعة صغيرة من العجوة، وتسمى هنا القطعة "أقراص العجوة"، أو نحشو قلبها بخليط من "الجوز" الناعم مع السكر، وتسمى "المعمول بالجوز"، وفي كلتا الحالين نصل إلى مرحلة وضعها في القوالب الخاصة، حيث توضع في القالب الخاص وترق خلاله لتأخذ شكله، ثم تزال منه وتوضع في طبق معدني لتوضع بعدها بالفرن».

وعن طريقة الشواء يقول السيد "محمد حاتم": «نقوم بإشعال الفرن وتركه حتى تصل درجة حرارته إلى حوالي /75/ درجة، وبعدها نقوم بوضع الأطباق المعدنية كل على حدة في الفرن المعدني مع مراقبتها بشكل مستمر، وبعد احمرار الوجه العلوي للحلوى ونسحب الطبق من الفرن ونقوم بقلب الأقراص إلى وجهها الثاني وتركها حوالي عشر دقائق أخرى لتحمر، ثم نرفعها من النار وتوضع في وعاء وتترك حتى تبرد، ولكن بالنسبة للمعمول بالجوز بعد رفعها عن النار مباشرة نرش عليها مسحوق السكر الناعم كنوع من الزينة لها، حيث ينصح بتناولها جميعها باردة لكيلا تسبب اضطرابا في المعدة».

الحلوى جاهزة لتناولها

وفي لقاء آخر مع السيد "محمود ابراهيم" أوضح أن أهمية هذه الحلويات تأتي من ارتباطها الوثيق عبر عشرات السنين بأحد مظاهر العيد وفرحة العيد في قرية "بعمرائيل"، إضافة إلى أنها مصدر ثقة أكثر من الحلويات الأخرى المصنعة خارج المنزل من حيث النظافة التي يسعى لها الجميع والطعم الذي يمكن أن يتحكم به صانعها في المنزل بحسب رغبته في كثافة حلاوتها ودسمها».

أما السيد "علي ريحان" فقد أكد أن حلويات العيد المنزلية أوفر بكثير من الحلويات الجاهزة، حيث إن ما يمكن صناعته بكمية /3/ كيلوغرام من الطحين يمكن أن يكفي عائلة متوسطة العدد، حيث من الضروري خلال فترة العيد وتحضيراته أن يعتني رب الأسرة وينتبه إلى ما يمكن أن يوفره من مال لقضاء حاجيات العيد الإضافية المتعددة.