لابد لكل زائر لمنطقة القدموس أن يتذوق طعم "الشعيبيات" النوع المفضل من الحلويات المصنع محلياً وبالطريقة اليدوية منذ ما يقارب المئة عام .

فهي مازالت إلى اليوم طبق الضيافة والتحلية في كل المناسبات السعيدة لأهالي المنطقة .

فهي تقدم في حفلات الأعراس والخطوبة وأعياد الميلاد والولادة كما أنها هدية مفضلة لزيارة المرضى في المشافي

ومنذ العام"1930" بدأت عائلة السيد"زهير قداح" الذي التقيناه بتاريخ"8/10/2009" بالعمل في صناعة هذا النوع من الحلويات ومازال إلى اليوم يحتفظ بهذا الصنعة كمصدر رزق له ولعائلته ولكثير من العائلات في المنطقة .

السيد"مرعي درويش"

مراحل متعددة للعمل بدأت منذ زمن بعيد يحدثنا عنها:«بدأ عملي بصناعة الشعيبيات في سنة "1930" في محلنا الخاص في منطقة "الجويرات" تحت قلعة"القدموس" حيث كنا نستخدم الفرن على الحطب».

أخذ المهنة عن أجداده وتابع فيها يوضح ذلك بالقول:«كان أول من بدأ بصنع الشعيبيات في "القدموس" في ذلك الحين جدي "حسن أحمد قداح" وبقي من عام "1930 " حتى عام "1947 "وبعد ها استلم خالي " سليمان بصل" الذي كان يعمل شراكة مع عمي "أحمد حسن قداح" من عام "1947" حتى "1960 " وبعدها عمي عدنان وبعدها أبي "محمد قداح" من عام" 1960" حتى " 1980" وعندما عملت في الفرن كان عمري "7 " سنوات وفي عام "1986" باشرت أنا بصنع الشعيبيات في محلنا في السوق "القدموس" القديم ».

السيد"زهير قداح"

معدات وأدوات بسيطة ومبيعات قليلة في تلك الفترة يشرح لنا ذلك:«في تلك الفترة كانت المعدات بسيطة ويدوية وكان الفرن يعمل على الحطب وكنا نضطر لحمل الشعيبيات لبيعها في القرى في بعض المناسبات ومنها " رية الرابع " ولم يكن سكان المنطقة يعرفون أي نوع من الحلويات إلا الشعيبيات وهذا ما كان يدفعنا لنعمل أكثر لنلبي متطلبات السكان الذين كانوا يشترونها لطعمها الطيب ولعدم وجود أي نوع من الحلويات في ذلك الحين في "القدموس"».

ويضيف:« كان القدماء يستخدمون مواد بسيطة لتحضيرها مثل الجوز والسمن العربي والطحين وكانت تباع بالقروش ولكن عندما استلمت المحل أدخلت مواد جديدة للشعيبية حيث استبدلت السمن العربي بالسمن النباتي وأدخلت الجنبة والقشطة إلى العجينة الخاصة بالشعيبيات ».

الشعيبيات قبل النضوج

«ولم نتوقف عند صناعة الشعيبيات فحسب بل قمنا بصناعة حلويات كثيرة مثل النمورة والبقلاوة والبرازق والبيتيفور وما زلنا نقوم بكل ما نستطيع لتبقى الشعيبيات من الحلويات الرئيسية التي تشتهر بها منطقة "القدموس" ».

أما عائلة السيد"مرعي درويش" فهي تعمل في هذه المهنة منذ العام"1945" وقد بدأ العمل بها كمعلم محترف منذ العام"1994" يقول عن هذه الصناعة:«هي صناعة محصورة في منطقتي"القدموس" و"سلمية" على مستوى "سورية" و متوارثة عن الآباء والأجداد ولكن على الرغم من كل التطور مازالت إلى اليوم تعتمد على اليد العاملة اليدوية ولم يتم حتى اليوم اختراع آلة لصناعتها ».

ضيافة لكل المناسبات حسب قوله:«فهي تقدم في حفلات الأعراس والخطوبة وأعياد الميلاد والولادة كما أنها هدية مفضلة لزيارة المرضى في المشافي ».

"21" عاماً قضاها السيد"سامر شما" في صناعة الشعيبيات حدثت خلالها تطورات بسيطة يشرحها لنا :« خلال السنوات الماضية سعينا لتطوير هذه الصناعة وزيادة جودة منتجنا من خلال إضافة أنواع جيدة من الزبدة والجوز والمكسرات و إضافة المواد المنكهة مثل "المسكة" واستخدام القطر الإفرنجي لتقطيرها بعد خروجها من الفرن ».