عمره بعمر المدينة التي بناها الأنباط العرب، ورصفت حجارته في عهد الإمبراطور "فيليبوبولس" الذي ولد فيها وحكم روما بين العامين 244 و249 تاركاً آثاراً خالدة على مر الزمن، ومنها شريان المدينة الرئيسي الذي يقطع المدينة إلى نصفين من الشمال إلى الجنوب، ويمتد بين البوابات العريقة، وقد حافظ جزء كبير منه على خصائصه الفريدة إلى الآن.

مدونة وطن eSyria التقت الدكتور "علي أبو عساف" المختص بآثار المنطقة الجنوبية يوم الخميس الواقع في 13/6/2013 الذي تحدث عن شارع المدينة الرئيسي في العصر الروماني، فقال: «يعتبر من أجمل الشوارع وأبدعها، حيث كانت الأروقة على جانبيه، ولم يبق منه سوى الأرصفة الحجرية في الشارع الممتد من الشرق إلى الغرب. وقد تغير شكل الساحة المركزية، حيث يتقاطع الشارعان الرئيسيان، فأزيلت الجزيرة الوسطى مع أعمدتها، وحل مكانها تمثال حجري لدلة قهوة. وتحت أرصفة الشارع ما زالت أجزاء من أقنية تصريف المياه موجودة، وتظهر فتحات الصيانة مسدودة بين بلاطات الشارع».

يعتبر من أجمل الشوارع وأبدعها، حيث كانت الأروقة على جانبيه، ولم يبق منه سوى الأرصفة الحجرية في الشارع الممتد من الشرق إلى الغرب. وقد تغير شكل الساحة المركزية، حيث يتقاطع الشارعان الرئيسيان، فأزيلت الجزيرة الوسطى مع أعمدتها، وحل مكانها تمثال حجري لدلة قهوة. وتحت أرصفة الشارع ما زالت أجزاء من أقنية تصريف المياه موجودة، وتظهر فتحات الصيانة مسدودة بين بلاطات الشارع

وعن توضع الشارع وامتداده في المدينة، قال المحامي "عماد الطويل" رئيس مجلس المدينة: «يقع الشارع في وسط المدينة القديمة، فهو يمتد من البوابات الجنوبية ليصل إلى وسط المدينة أو الساحة الرئيسية (ساحة الشهيد يحيى عامر)، قبل الساحة بمئتي متر تتوضع الحمامات والمتحف وسوق الصاغة من ناحية الشرق، وعند انتهاء النصف الأول من الطريق عند الساحة يتفرع غرباً باتجاه المعبد الإمبراطوري والكليبة، حيث يطلق عليه (شارع البلاط الغربي) الذي قامت هيئة البطالة والتشغيل بالتعاون مع مجلس المدينة واليونسكو بترميمه، والجزء الذي يقابله من الجهة الشرقية والمسمى (طريق بلاط نمرة) الذي يصل إلى البوابة الشرقية الصغيرة، ويتابع طريقه إلى قرية "نمرة" التي تبعد سبعة كم عن المدينة باتجاه الشرق. ويتوضع حول هذين الشارعين الفرعيين مجموعة كبيرة من المحلات التجارية القديمة التي تشكل معالم جميلة للمدينة القديمة، وبعد الساحة الرئيسية يستمر الشارع حتى البوابات الشمالية. وهذا الطريق كله كان مبلطاً في الماضي، أي من البوابات إلى البوابات، ولكن عوامل الزمن لم تبق سوى الشارعين الفرعيين السابقي الذكر. هذا مخطط الشارع الرئيسي قديماً! أي داخل السور القديم للمدينة، ومع الزمن كبر الشارع كثيراً، وأصبح يمتد كجزء من المدينة بعد البوابات الشمالية والجنوبية».

شارع البلاط الغربي

وأضاف الأستاذ "عصام مراد" عضو مجلس المدينة، وعضو الجمعية الخيرية عن الميزات التي يتمتع بها الشارع، والتي جعلته واحداً من أهم معالم المدينة، فقال: «تكمن أهمية الشارع فيما يقدمه للأهالي القاطنين في المدينة من خدمات، وللذين يأتون من ثلاث وثلاثين قرية تحيط بالمدينة من كل الجهات، حيث تكمن أغلب الخدمات الرسمية التي تقدمها الدولة للمواطن على جانبي هذا الشارع مثل المجمع الحكومي الذي يضم القضاء، ومصلحة الزراعة، والسجل المدني، ومديرية المنطقة، ومصلحة البريد، ومقر مخاتير المدينة، إضافة إلى مقر البلدية، ومصرف التوفير، المركز الثقافي العربي، والجمعية الاستهلاكية، والرابطة الفلاحية، والمصالح العقارية، وفي نهاية الشارع شمالاً يتواجد الفرن الآلي، إضافة إلى مبنى المالية القريب من الشارع جنوباً. هذا عدا المجمعات التجارية الكبيرة التي تقدم كل الخدمات من سلع متنوعة، وأغذية، ومطاعم متنوعة، وحلويات، وألبسة، وأحذية، مكاتب التاكسي والطيران، وعيادات الأطباء بكل اختصاصاتهم، والصيدليات، ومكاتب المهندسين، والمحامين، ومخابر الأسنان، والتحاليل الطبية، والخدمات الزراعية، وحتى مواد البناء. كل هذه الخدمات والمسميات بكل أشكالها موجودة بشكل شبه كامل في الشارع الرئيسي، ما جعله من أهم معالم المدينة على الإطلاق».

أما فيما يتعلق بالصعوبات والمشكلات الحيوية التي يواجهها الشارع الرئيسي بشكل يومي، أكد السيد "علي الحرفوش" صاحب مجمع "الحرفوش" التجاري ذلك بالقول: «لعل المشكلة الحقيقية التي يعاني منها الشارع الرئيسي تكمن في قلة عرضه، وهو ما يشكل ازدحاماً مرورياً خانقاً أثناء النهار بسبب المارة والسيارات، فكل ما يطلبه الناس موجود على جانبي الشارع، ما يخلق هذه الزحمة، على الرغم من أن ذلك الأمر يجعل المدينة تعج بالحياة اليومية إلا أن عدم وجود مواقف مخصصة للسيارات، عامة أو خاصة يجعل الأمر مزعجاً للجميع. وليس هناك حل لتعريض الطريق لكونه قديماً جداً، ولا طاقة لأحد في تغيير معالمه، والحل الأمثل في تخفيف العبء عنه يكمن في نقل الدوائر الرسمية خارج نطاقه، كما هو الحال مع مالية "شهبا" التي انتقلت من المجمع الحكومي إلى مكان أكثر رحابة، وقريبة منه بنفس الوقت، وهو ما يخلق فرص عمل جديدة للناس، ويجعل الخيارات أكثر، ويتنفس الشارع القليل من الهدوء والراحة».

رئيس مجلس المدينة عماد الطويل
مدخل المدينة من الشمال