مطالب كثيرة تقدم بها أهالي قرية "عتيل" الواقعة إلى الشمال من مدينة "السويداء" على بعد 4 كم، تتعلق بضرورة إيجاد حلول لمشكلة طريق "دمشق- السويداء" المار من وسط القرية ويقسمها إلى قسمين، وبشكل خاص مع بدء الدوام المدرسي للعام الحالي، واضطرار طلاب المدارس لقطع الطريق أثناء الذهاب إلى المدرسة والعودة منها بشكل يومي وسط سيل جارف من السيارات دون توقف ولو للحظة واحدة.

هذا الأمر فرض على الأهالي مرافقة أبنائهم ممن هم في المراحل الأولى من الدراسة إلى مدرستهم، ولكنه يشكل عبئاً كبيراً على الموظفين منهم.

نحن جادون بمطالبنا للادارة في "دمشق" لتنفيذ دوار قرية "عتيل" وقد طرح المشروع ضمن خطة عام 2011م ونأمل أن يتم التنفيذ في أسرع وقت، أنا على علم بالمشكلة التي يسببها الطريق للأهالي ولو ترك الأمر لي لقسمت القرية قسمين وأزلت كافة الفتحات المرورية ووضعت جسوراً وأنفاقاً للعبور.. تلقينا وعوداً بالتنفيذ في العام القادم ونأمل أن تتحقق وأنا لا أوفر الجهد لهذا الأمر

موقع eSuweda زار القرية والتقى الأهالي والمدرسين الذين تحدثوا عن واقع الطريق من خلال اللقاءات التالية:

السيد "طارق العربيد"

السيدة "بثينة السمان" والتي تعمل مدرسة في القرية قالت: «عدم وجود إشارات المرور يحتم على الطلاب أن يكونوا على درجة عالية من الوعي والإدراك لاختيار الوقت المناسب لقطع الطريق، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الأطفال في أعمار صغيرة.. فبالنسبة لي فأنا أرافق أبنائي بشكل يومي إلى المدرسة في الذهاب والإياب منذ أن كانوا صغاراً، بالإضافة إلى أبناء الجيران.. إلا أن طبيعة عملي ووجودي اليومي معهم في المدرسة جعل الأمر أسهل بالنسبة لي.... أما بالنسبة للموظفين فلديهم مشكلة حقيقية، إذ إن كثيراً من العائلات فيها الأب والأم موظفان، ومنهم من تستمر وظائفهم حتى الساعة الثالثة ولا يستطيعون التواجد مع أبنائهم في فترة العودة من المدرسة ما بين الساعة الواحدة والثانية من بعد الظهر لضمان سلامتهم وعبور الطريق بأمان».

وأضاف مدير مدرسة التعليم الأساسي للحلقة الأولى في القرية الأستاذ "فؤاد فلحوط" قائلاً: «إن إدارة المدرسة تدرك خطورة الطريق وهي دائمة التنبيه للطلاب بضرورة توخي الحذر أثناء اجتيازه، وعلى تواصل دائم مع الأهالي، فالكادر التدريسي ومهما كان عدده لا يستطيع ضمان سلامة كل طالب على حدة، فنحن نقوم بجمع الطلاب في مجموعات للعودة إلى منازلهم، وأنا لا أغادر المدرسة قبل الساعة الثالثة حتى أتأكد من أن جميع الطلاب وصلوا إلى منازلهم آمنين ولم أتلق أي اتصال يخبرني عن وقوع أي حادث».

الأستاذ "جهاد سليم" رئيس البلدية

السيد "طارق العربيد" يعمل سائقاً لسيارة تعبئة مازوت، قال: «لدي طفلة عمرها أربعة أعوام، وهي حالياً في مرحلة رياض الأطفال.. وبشكل يومي اصطحبها في الصباح إلى روضتها وعند انتهاء الدوام أعيدها إلى المنزل، ومهما كانت الظروف فأنا مضطر لتعطيل عملي في فترة الظهيرة لأعيدها للمنزل، فوالدتها موظفة ولا تنتهي وظيفتها قبل الثالثة.

الطريق غير آمن بوضعه الحالي، فلا يوجد أنفاق أو جسور وقد باتت ضرورة ملحة، فحركة السيارات كثيفة في جميع الأوقات».

الطريقة الوحيدة لعبور الطريق

السيد "توفيق العربيد" يعمل فلاحاً، تحدث عن مشكلته قائلاً: «يقع بيتي شرق الطريق وأرضي على الغرب منه، ويجب علي بشكل يومي الذهاب للأرض من أجل رعايتها وسقايتها والاعتناء بها، ولكني وبواسطة الجرار الزراعي أستغرق وقتاً كبيراً للوصول، فعلي الذهاب إلى منفذ في قرية "سليم" للعودة عبره في الاتجاه المعاكس كي أصل أرضي، أو أن أقطع الطريق عبر الفتحات المرورية الخطرة الموجودة في قلب القرية، وهذا الأمر مخاطره كبيرة، فالفتحات لا تخلو من المارة والسيارات، ثم إن سرعة الجرار قد لا تساعدني على اجتيازه بوقت قصير يضمن سلامتي وعدم وقوع حادث ما».

الأستاذ "جهاد سليم" رئيس بلدية "عتيل" حدثنا بداية عن واقع الطريق بقوله: «يمر في قرية "عتيل" طريق "دمشق- السويداء" ويقطع القرية من شمالها إلى جنوبها بمسافة لا تقل عن 4 كم ضمن المنطقة الآهلة بالسكان، ويبلغ عرض الطريق 30 متراً طولياً، وتتوسطه جزيرة بعرض 2.5 متر طولي مغروسة بأشجار تسمى مراوح تزيينية وضمن هذه الجزيرة أعمدة إنارة عددها 113 عموداً.

ونظراً للإقبال الكبير من المستثمرين وأصحاب مكاتب السيارات والفعاليات الاقتصادية والمحال التجارية لإقامة أبنية على جانبي الطريق، الأمر الذي دفع البلدية لإحداث طريق موازٍ لطريق "دمشق- السويداء" بعرض 12 متراً يفصل بينهما رصيف مع تنظيم شريط تجاري بعمق 20 متراً على جانبي الطريق، ليكون البناء محاذياً للطريق الموازي وليكون هذا الطريق طريق تخديمي لهذه المحلات التجارية والفعاليات الاقتصادية ومكاتب السيارات دون أن تؤثر حركة المحلات على الطريق العام، ولكن هذا الأمر زاد في إقبال المستثمرين والتجار على شراء الأراضي الواقعة على جانبي الطريق والبناء عليها محلات تجارية في الطابق الأرضي وشقق سكنية في الطابق الأول والثاني.

ثم إن الطريق يقسم القرية إلى قسمين قسم يقع شرقي الطريق والآخر غربي الطريق، ونظراً لوجود محلات تجارية ومكاتب سيارات على جانبي الطريق إضافة لوجود فرن آلي شرق الطريق ووجود منافذ طرق إلى القرى المجاورة، فهذا كله يحتم على الناس قطع الطريق من جهة إلى أخرى، وذلك عبر الفتحات المرورية الموجودة والتي نتمنى إزالتها وأن نستعيض عنها بجسور وأنفاق لضمان السلامة للمواطنين».

وعن الإجراءات التي اتخذتها البلدية لمعالجة هذا الأمر، تابع قائلاً: «على الرغم من أنه مقرر وملحوظ على المخطط التنظيمي دوار في الجهة الشمالية وآخر في الجهة الجنوبية، وأيضاً ملحوظ جسر عبور مع نفق في وسط القرية مقابل طريق مديرية النقل، فقد كانت مطالبنا ملحة لقيام مديرية الطرق المركزية بتنفيذ الدوار الشمالي نظراً لأهميته، إذ يؤدي تنفيذه إلى التخفيف من الحوادث وتخفيف العبء عن المواطنين وخاصة المزارعين الذين يضطرون من أجل الوصول إلى حقولهم الواقعة غرب الطريق الذهاب بآلياتهم إلى منفذ في قرية "سليم" ليعود بعكس الاتجاه للوصول إلى الطريق المؤدي إلى حقله... ما يؤخرهم عن أعمالهم لأن الآليات الزراعية بطيئة الحركة مثل العزاقات والجرارات الزراعية».

الدكتور "يوسف بحصاص" مدير الطرق المركزية في محافظة "السويداء" قال: «نحن جادون بمطالبنا للادارة في "دمشق" لتنفيذ دوار قرية "عتيل" وقد طرح المشروع ضمن خطة عام 2011م ونأمل أن يتم التنفيذ في أسرع وقت، أنا على علم بالمشكلة التي يسببها الطريق للأهالي ولو ترك الأمر لي لقسمت القرية قسمين وأزلت كافة الفتحات المرورية ووضعت جسوراً وأنفاقاً للعبور.. تلقينا وعوداً بالتنفيذ في العام القادم ونأمل أن تتحقق وأنا لا أوفر الجهد لهذا الأمر».