وجد "مازن عدوان" في لعبة الكاراتيه مع والده مساحةً واسعةً للتميّز، لما امتلكه من كفاءةٍ وخبرةٍ أهلتاه لنيل بطولة الجمهورية لعدة سنوات، وقاد لاعبيه في فريق دراجات قريته إلى التميز رغم شحّ الإمكانيات.

اللاعب الذي حافظ على لياقته الرياضية سنوات طويلة، وحاول تحقيق حلمه في الاحتراف وامتلاك شهادة علمية، وتجاوز الصعوبات ومعاناة الرياضة، كما تحدث من خلال مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 16 تشرين الأول 2020 وقال: «بداية كانت رياضة الكاراتيه أول لعبة مارستها وكان عمري ثماني سنوات، بالإضافة لعدة رياضات ضمن فرق المدرسة في البطولات المدرسية، تميزي وحبي لرياضة الكاراتيه جعلاني أهجر بقية الألعاب وألتزم بالرياضة التي حققت نتائج جيدة بها.

كلاعب عايشت مراحل كثيرة، وما أحرص عليه اليوم الانتقال بلاعبي النادي إلى طرق وأساليب جديدة، وخلق أقنية تواصل تؤهلهم للاستفادة من كل جديد، فهذه الرياضة رياضة فكر وعضلات، وتطورت بشكل كبير ولدينا فرص كثيرة للتعلم، وهذا ما ساعد لاعبي النادي على التميز في بطولات الجمهورية، وتحقيق نتائج جيدة جداً، ولدينا خامات واعدة ومؤهلة

في هذا القرار كانت بصمات والدي واضحة، وعشقه لهذه الرياضة والحب الذي عبر عنه بتشجيعي ودعمي للاستمرار ومتابعة التدريبات، هو ملهمي الحقيقي فلولاه لما تابعت بهذه الرياضة التي تحتاج للكثير من الصبر والثقة واللياقة البدنية للاستمرار».

المدرب مازن عدوان مع أبطال نادي الكفر

رحلة التميز بدأت مع أمهر لاعبي المحافظة ومدربيها حتى الفوز ببطولة الجمهورية، وحيث أضاف: «كانت لي فرصة ثمينة للتدريب بإشراف الراحل "أسامة عزام"، ومن ثم المدرب "نعمان كيوان"، وكانت مراحل جميلة صقلت موهبتي وحرضتني على بذل الجهد بمكانه وعدم التشتت، معها بدأت فترة الانتقال إلى التميز والمشاركة في بطولات الجمهورية على يد كل من المدربين "خلدون زهر الدين"، و"مروان زين الدين"، وكان لهما الفضل الأكبر علي بهذه الرياضة كلاعب وبطل محافظة لعدة سنوات، ومن بعدها بطل للجمهورية أعوام 1999، وألفين، و2001 في فترة ذهبية لم أتمكن بعدها من المتابعة بسبب التسجيل في كلية التربية الرياضية، والتفرغ للدراسة التي كانت أحد أحلامي».

بعد الدراسة كان من الصعب العودة كلاعب فاتجه إلى التدريب كما أضاف بالقول: «لا يمكن للرياضي أن يبتعد كثيراً رغم المعاناة والصعوبات، ففترة الدراسة لم أجد فيها الظروف المناسبة للعب، وبقيت لعبة الكاراتيه حلمي لكن الدعم أقل من اللازم، لذا اخترت الحصول على الشهادة الجامعية، ومن بعدها خدمة العلم لأعود في العام 2008 كمدرب كاراتيه لنادي "الكفر" الرياضي، ومدرب لفريق الدراجات لذات النادي؛ نادي قريتي الذي نشأ من نقطة الصفر وفي ظروف أقل ما يقال عنها ضعيفة من حيث الإمكانيات، مع العلم بوجود خامات رائعة لا يمكن تجاهلها، وكانت الدافع لعمل مستمر للنهوض بالفريق إلى درجات أفضل.

في وداع فريق الدراجات لدروب تشرين مع رئيس الاتحاد الرياضي في السويداء

وفي عام 2009 صعدنا إلى أندية الدرجة الأولى برياضة الدراجات، وحققنا عدة بطولات على مستوى الجمهورية بالأعوام التالية، ومنها المركز الأول، مع تجربة التدريب واجهتنا صعوبات كثيرة وهموم أكبر فهذه الرياضة تحتاج لإمكانيات كبيرة للتطور تدعم جهود الفريق وتضعنا على طريق التميز، ويعلم الجميع وكل من تابع النادي أننا لا نملك أي دراجة مناسبة للسباقات، واليوم نشارك بالبطولات بدراجات التمرين لكننا نملك العزيمة والسعي لنحصل على فرص إضافية، وهذا ما بدأت مؤشراته بالظهور».

فريق الدراجات الذي يدربه اتسعت مشاركاته كما أضاف بالقول: ««شارك الفريق بالأولمبياد الوطني الأول للدرجات في "سورية" مشاركة اعتبرت بداية للنادي، وكانت خطوته الثانية عندما حصل على المركز الثالث ببطولة الجمهورية لأندية الدرجة الأولى للدرجات، وتمت دعوة كل من اللاعبات "جيانا زين الدين"، و"مروة خضير"، و"مريانة الجوهري" للمنتخب الوطني بعد تحقيق عدة بطولات للجمهورية، بعد توقف قسري للدراجات بنادي "الكفر" عدة سنوات، وعدنا من جديد وبفريق جديد عام 2016، وبدأ الفريق بحصد النتائج على مستوى الجمهورية عام 2018 حتى اليوم، فلا تخلو بطولة من تتويج إحدى لاعباتنا».

المدرب خلدون زهر الدين

مع أبطال الكاراتيه يحاول تجاوز هفوات الفترات السابقة وفق حديثه: «كلاعب عايشت مراحل كثيرة، وما أحرص عليه اليوم الانتقال بلاعبي النادي إلى طرق وأساليب جديدة، وخلق أقنية تواصل تؤهلهم للاستفادة من كل جديد، فهذه الرياضة رياضة فكر وعضلات، وتطورت بشكل كبير ولدينا فرص كثيرة للتعلم، وهذا ما ساعد لاعبي النادي على التميز في بطولات الجمهورية، وتحقيق نتائج جيدة جداً، ولدينا خامات واعدة ومؤهلة».

إقدام وجرأة وقدرة على التحمل تحدث عنها المدرب "خلدون زهر الدين"، وقال: «جميل أن أتابع لاعب من طلابي في تطوراته المتتابعة على مستوى الكاراتيه، ونتائجه كمدرب التي أحيت فريق "الكفر"، إلى جانب معرفتي به كبطل للكاراتيه فهو هادئ شق طريقه في البطولات بعناء وجهد كبير بالنصف الثاني من التسعينيات حتى عام 2002 بين نخبة من الأبطال على مستوى المحافظة والجمهورية بالفترة الذهبية.

يتمتع بالهدوء والذكاء والمثابرة، يستطيع تحديد أهدافه ويطلق العنان لإمكانياته البدنية والفكرية، فتستنفر حواسه ليكون الإنجاز رياضياً بامتياز، صفاته الإنسانية والرياضية والفكرية أهلته للتميز ويستحق الأفضل.

ما يقدمه اليوم للاعبي الكاراتيه في نادي قريته متميز، وجهوده كبيرة أثمرت خيراً بتدريب جيل متمرس من اللاعبين، إلى جانب ما يقدمه على مستوى فريق الدراجات وخدمة هذه الرياضة الناشئة».

جدير بالذكر أنّ "مازن عدوان" من مواليد "الكفر" عام 1983 خريج الكلية الرياضية عام 2005 مدرب كاراتيه استدعي لانتقاء المنتخب الوطني للكاراتيه عام 2000، وحقق فريق الدراجات الذي يدربه تميزاً خلال السباق الدولي الأخير "دروب تشرين"، ومنهم "شام زياد حديفة" التي حصدت المركز الثاني.