من عائلةٍ تجري الرياضة في عروقها، انطلقت "رزان الدالي" تبحث عن حلمها الذي أسست قواعده الواقعية بالعلم، وعملت بجد لتكون لاعبةً ومدرّبةً لم تضع لطموحها سقف.

انتسبت لنادي "حطين" كلاعبة لكرة السلة، وكانت بدايتها مع نادي قريتها "لاهثة" الذي تفتخر به كما تحدثت لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 20 حزيران 2020 وقالت: «أنا بنت قرية بسيطة كبيرة بنظري وقلبي، أفتخر بها وأنني بنت ناديها الرياضي الذي أثبت حضوراً رغم قلة الإمكانيات، لكن كثرة المواهب طاغية.

"رزان" لاعبة متميزة تعرفت عليهم خلال دراستي في كلية التربية الرياضية، تمتلك روحاً تنافسية لدرجة كنا نحن الشباب نلاقي صعوبات باللعب ضدها خصوصاً بكرة السلة. رياضية ذكية بامتياز، ومن المتفوقين خلال مراحل دراستها سواء في المعهد الرياضي أو كلية التربية الرياضية، ودائماً مواكبة للتطورات وتبحث عن الشيء الجديد والمتميز والمفيد بجهدها الخاص، عملت كثيراً حتى وصلت بفريق "لاهثة" للأدوار النهائية في "دمشق" بعد أن نجحت بالمراكز الأولى في محافظة "السويداء"، شخصية قيادية رائعة سواء في إعطاء الدروس أو أثناء تدريب أحد الفرق وفي المباريات التي تشارك بها، دائماً تترك بصمتها بأي مكان توجد فيه، قادرة على العطاء والعمل في أي ظرف

تربيت في عائلة رياضية، وكانت البداية مع عمتي "ريم" و"رائدة الدالي" أول اللاعبات لكرة السلة في المحافظة، وكانت لهما مسيرة رياضية حافلة مع نادي "المحافظة"، ونادي "الجيش"، وعمي "عدنان الدالي" كان مدرب الرجال لكرة السلة بالقرية، وأبي مدرب ورئيس نادي "لاهثة" الرياضي، وأنا طبعاً لم أغرد خارج السرب، وكنت منذ الطفولة في الملعب الذي بقي مكاني المحبب الذي علّقت عليه آمالاً كبيرة.

رزان الدالي مع طالباتها أثناء التدريب

تدرجت في كل فئات النادي، وكانت هوية النادي لعبة السلة، هذا ما هيّأ لي البيئة المناسبة لفهم اللعبة ومتابعتها بشغف، وسعيت كثيراً لتحقيق حلمي بالانتساب للكلية الرياضية، لكن لظروف أسرية عارض الأهل التسجيل لبعد المسافة فالتحقت بالمعهد الرياضي للإناث في "دمشق"، ولم أتنازل عن حلمي خاصة بعد أن علمت أن التفوق بالمعهد يؤهلني لدراسة الكلية، وتفوقت دراسياً ورياضياً بالمعهد، ونلت المرتبة الأولى عام 2012 لأصبح طالبة في الكلية الرياضية».

لعبت مع عدد من النوادي لتعزز موهبتها، وأضافت: «لأن حلمي عزيز فقد أكرمته بالعمل، وتابعت الدراسة بالكلية، وقد حصلت على شهادة "الباسل" أثناء دراستي بالمعهد، وفي تلك الفترة طلبني نادي "بردى" بإشراف المدرب "عبد الله الهاشم"، ولعبت مع النادي فترة قصيرة، فبسبب ضغط الدراسة وطموحي للحصول على المرتبة الأولى بالدراسة انقطعت عن التدريب.

مع فرق الأطفال على المسرح

خلال الكلية طلبني نادي "حطين"، ولعبت معهم لموسم واحد، وكذلك عانيت من ظروف صعبة لم تسمح لي المتابعة، وكان تركيزي كبيراً على التفوق الدراسي، حتى تخرجت من الكلية عام 2016، وفي ذلك العام عدت إلى قريتي "لاهثة" لأرد الجميل للنادي الذي دربني، وباشرت بتدريب صغيرات وشبلات النادي رفقة المدرب "تيسير فائق"، وبالتعاون تمكنا من الوصول إلى المركز الأول على مستوى المحافظة، ونافسنا أكبر الأندية في "سورية"، مع العلم أن نادي قريتي أحد النوادي محدودة الإمكانيات».

التدريس والتدريب والدراسة مهمة أضافت لها الكثير مع رعاية الأطفال من فاقدي الأسر، وتقول: «في عام 2016 كنت محاضرة بكلية التربية لمادة التربية الرياضية، ومدرسة بمدرسة قريتي لأن قناعتي أن تعدد المهام والأعمال حافز قوي للعمل لمن يبحث عن النجاح، بعدها تابعت الدراسة وسجلت دبلوم تأهيل تربوي وانتقلت إلى "دمشق" لفترة كانت غنية جداً بالعمل وأخدت الشهادة.

لاعب المنتخب الوطني دياب الشواخ

خلال فترة الدراسة اشتغلت منشطة رياضية بجمعية "حقوق الطفل" للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، هذا العمل أعدّه إنجازي الأكبر ونوعاً من التحدي لمحاولة استثمار الرياضة والترفيه، لمساعدة الأطفال ومواجهة مشاكلهم النفسية ليظهروا على خشبات المسارح بـ"دمشق"، وتقديم أفضل وأجمل العروض الرياضية بالجمباز الفني، الذي نلنا عليها التكريم.

بعد نجاح عروض الأطفال وتميزهم دعيت من قبل مدرسة الأوائل الخاصة في "دمشق"، ودرّست فيها لمدة عام ونصف العام لكن حلمي بالعودة إلى "السويداء" كان الأقوى لأكون من ضمن فريق مدربي الأطفال لبناء قاعدة رياضية، على أمل أن نكون شركاء بصناعة قصة نجاح رياضية حقيقية معهم ولأجلهم.

مهمتي الجديدة بقيادة الاتحاد الرياضي في "السويداء"؛ دافع لأكون على قدر ثقة كل من انتخبني، وقد استلمت مكتب المراكز التدريبية والرياضات الخاصة والرياضة للجميع، وهي من أحب المهام بالنسبة لي كونها تحتاج للمتابعة والنشاط الدائم، إضافة إلى التوجه للمدارس الصيفية بالنادي "العربي" لبناء قواعد لفرق كرة السلة».

مهارة رياضية وشخصية قيادية تحدث عنها "دياب الشواخ" لاعب منتخب "سورية" لكرة السلة، وقال: «"رزان" لاعبة متميزة تعرفت عليهم خلال دراستي في كلية التربية الرياضية، تمتلك روحاً تنافسية لدرجة كنا نحن الشباب نلاقي صعوبات باللعب ضدها خصوصاً بكرة السلة. رياضية ذكية بامتياز، ومن المتفوقين خلال مراحل دراستها سواء في المعهد الرياضي أو كلية التربية الرياضية، ودائماً مواكبة للتطورات وتبحث عن الشيء الجديد والمتميز والمفيد بجهدها الخاص، عملت كثيراً حتى وصلت بفريق "لاهثة" للأدوار النهائية في "دمشق" بعد أن نجحت بالمراكز الأولى في محافظة "السويداء"، شخصية قيادية رائعة سواء في إعطاء الدروس أو أثناء تدريب أحد الفرق وفي المباريات التي تشارك بها، دائماً تترك بصمتها بأي مكان توجد فيه، قادرة على العطاء والعمل في أي ظرف».

"رزان ياسر الدالي" من مواليد "لاهثة" في الريف الشمالي لمحافظة "السويداء" عام 1992، كرمت من قبل جمعية "حقوق الطفل" وجمعية "دفا" و"الأمانة السورية للتنمية" على المشاركات والعروض الرياضية التي قدمتها وأشرفت عليها، إلى جانب تكريمات رياضية لمباريات لعبتها مع عدة نوادي.