لم يكن قد بلغ السادسة من العمر حين كانت الكرة بين قدميه تتماهى مع حركاته بعلاقة عشقٍ غير متناهية، رسم لنفسه الفوز والنجاح وكان الشعور الذي رافقه طوال أربعين عاماً، متخلقاً بأخلاق الرياضة محتضناً فريقه حتى بات الأب الروحي لهم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 4 حزيران 2020 التقت مدرب كرة القدم "سامر الشعار" وقال: «بدأ تعلقي بكرة القدم مع السنة السادسة من العمر وأنا في الصف الأول الابتدائي، هذه الكرة التي تماهت معي 42 عاماً، دخلت الابتدائية والإعدادية في مدارس "السويداء" وتفرغت لكرة القدم، وبسرعة هائلة مع دخولي إلى النادي "العربي"، حرقت مراحل في العمل من الأشبال والناشئين إلى الشباب، الأمر الذي فرض علي السفر للعمل وتحقيق العيش الكريم فكانت أبواب "لبنان" مفتوحة لعامين ثم إلى "ليبيا والأردن" أيضاً، وبعدها كان التوجه نحو الخليج إلى دولة "الإمارات" لأربعة عشر عاماً في نادي "الوحدة" وحققت تقدماً ملحوظاً، ثم عدت إلى وطني الأم "سورية" واتبعت دورات عالمية وحصلت على شهادة "B" الآسيوية وهي الشهادة التي لا يمكن لأي مدرب أن يمارس التدريب دون أن ينالها، وتطور العمل لتصبح هذه الشهادة أوروبية وعالمية، ومع بداية عام 2006 بدأت بتشكيل فريق أعمار لاعبيه بين الست والسبع سنوات، وخلال سنوات خمس حصلوا على مراتب متقدمة وانتقلوا إلى مرحلة جديدة، ليقوم مدرب غيري بتدريبهم، وفي عام 2010 أيضاً أسست فريقاً من الأعمار السابقة نفسها لأبدأ مرحلة جديدة معهم».

أحببت كرة القدم لأنها حركة وإرادة وثبات وتصميم، فيها يشعر اللاعب أنه القادر على التركيز والتحكم بحركاته وبالكرة بين قدميه، ومن خلالها يستطيع إدخال السعادة لنفسه ولمن حوله، ويعكس روح الجماعة بحس المسؤولية تجاه أعضاء فريقه الطامح للفوز المستمر، والطموح لما هو قادم

تابع المدرب "سامر الشعار" بالقول: «ما زال هذا الفريق قائماً، وتجاوزت علاقتي بأفراده علاقة المدرب، لتصبح إشرافاً جسدياً ومعنوياً ومادياً وصحياً ورياضياً، أشعر أنهم أولادي، ورغم قساوة التدريب والمعسكرات والمتابعات أصروا على النجاح، وهذا دفع بي بجهد مضاعف لتطوير العمل وبالفعل حققنا البطولات على مستوى المحافظة، وأذكر أنني عدت من السفر لمدة ثلاثة أيام فقط لأقوم بتدريب الفريق وأعود إلى "أبو ظبي" لمتابعة أعمالي، والآن في مرحلة الشباب حقق تقدماً على "الوحدة، والجيش، والمجد، والشرطة" كما حقق الفريق الفوز أثناء مشاركته بمدينة "اللاذقية" على ناديي "حطين، وتشرين" وأيضاً في "حمص" حقق الفوز على فريقي "الكرامة والوثبة" وهو مؤهل هذا العام للارتقاء نحو المراتب الأعلى.

المدرب يوسف نكد

لعل التعاون الوثيق بين أعضاء الفريق والرغبة الكبيرة في العمل -نتيجة تطبيق برنامج ممنهج عملي طويل يزيد على ثلاثة عشر عاماً وهو مطبق في الدول الأوروبية- والإصرار على الفوز ورفع راية "السويداء" عالية، جعل عدداً من أعضاء الفريق يتم اختيارهم كي يكونوا لاعبين في فريق "سورية"، ومؤخراً أصدر الاتحاد الرياضي العام، والاتحاد العربي لكرة القدم، بلاغاً بتكليفي ضمن لجنة البراعم في الاتحاد العربي السوري للإشراف والتدريب، إضافة للشباب في النادي "العربي"، وبالنسبة لي فإنّ الرياضة هي غذائي الروحي والأمل المتجدد للحياة، وخاصة كرة القدم عشيقتي الأولى في هذا الوجود».

ويضيف: «أحببت كرة القدم لأنها حركة وإرادة وثبات وتصميم، فيها يشعر اللاعب أنه القادر على التركيز والتحكم بحركاته وبالكرة بين قدميه، ومن خلالها يستطيع إدخال السعادة لنفسه ولمن حوله، ويعكس روح الجماعة بحس المسؤولية تجاه أعضاء فريقه الطامح للفوز المستمر، والطموح لما هو قادم».

المدرب سامر الشعار

عنه وعن العلاقة الاجتماعية والروابط الإنسانية وانعكاسها في الرياضة أوضح الحكم "يوسف نكد" بالقول: «يعدُّ المدرب "سامر الشعار" واحداً من الرياضيين القلائل الذين قدموا جلّ عطائهم في خدمة الرياضة وخاصة كرة القدم، والأهم ما تحلى به من أخلاق إنسانية واجتماعية ومبادرات خيرية فقد عمل مع أعضاء فريقه وكأنهم أولاده إذ كان يساعدهم مادياً ومعنوياً ويتابع حالاتهم الصحية داخل الملعب وخارجه وفي بيوتهم، ويهتم بمتابعة تحصيلهم العلمي حتى أطلق عليه لقب الأب الروحي للاعبين، إضافة للحياة المعيشية، متفانٍ بعمله لدرجة أنّه استطاع أن يحمل في قلبه مشاكل فريقه الشبابي ويعالجها بحكمة حتى عرف فريقه أنه مثالاً وقدوةً ليس في النجاح وتحقيق الفوز فحسب، بل بالأدب والقيم والمثابرة، اجتهاده منحه الثقة ليكون المدرب النموذج في الاتحاد الرياضي ويرشح في مهام رياضية سورية عديدة، عشقه واضح لكرة القدم وللعمل والإنجاز، أما على الصعيد الاجتماعي فيتمتع بصفات الوفاء والإخلاص والإنسانية ويعمل حالياً وبشكل خفي على مساعدة الأسر المحتاجة والفقيرة دون علم أحد، فهو رياضي بأخلاقه وعمله وإنجازه».

الجدير بالذكر أنّ المدرب "سامر الشعار" من مواليد "السويداء" عام 1972.

سامر الشعار بالتدريب