سار مع حلمه الرياضي وأعطى بسخاء لفريق كرة القدم الأنثوي في النادي العمالي، ليصل مع اللاعبات إلى الضوء بجهد كبير يراه "وسام دوارة" أنّه واجب لدعم الرياضة والتأسيس لفرق جديدة ترضي طموح الشابات بلعبة أنثوية راقية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15 شباط 2020 التقت المدرب "وسام دوارة" الذي تحدث عن دوافعه نحو هذه المهمة، وقال: «عندما تجد نفسك في الملعب لسنوات طويلة لا دافع لأيّ مكسب مالي، تستطيع أن تسمي نفسك رياضياً حقيقياً، هي مقولات أقتنع بها بعد متابعة لاعبين قدامى، ومرافقة أجيال من الشباب لعبوا وأعطوا للرياضة الكثير، وأحاول أن أكون على خطاهم».

عندما تجد نفسك في الملعب لسنوات طويلة لا دافع لأيّ مكسب مالي، تستطيع أن تسمي نفسك رياضياً حقيقياً، هي مقولات أقتنع بها بعد متابعة لاعبين قدامى، ومرافقة أجيال من الشباب لعبوا وأعطوا للرياضة الكثير، وأحاول أن أكون على خطاهم

تأسيس فريق الكرة الأنثوي فكرة تحولت إلى واقع كما أضاف بالقول: «بعد سنوات من العمل الرياضي والتدريب دعيت للتدريب لصالح النادي "العمالي" متطوعاً، ولم أتأخر، وتفرغت للمهمة في الوقت الذي كانت به ألعاب النادي محصورة ببطولة التجمعات العمالية تبعاً للإمكانيات المالية المحدودة، وسعيت لأجد فرصة لتدريب مستقبلي يعطي ثمار الجهد، وطرحت فكرة تأسيس فريق أنثوي للكرة لمعرفتي بالحاجة لهذا الفريق، ولنتمكن من خلق فرصة جديدة للشابات لرياضة محبوبة.

المدرب وسام دوارة مع فريقه

وكانت البداية بعد أن رحبت إدارة النادي بالفكرة، وانطلقنا لتشكيل فريق كرة القدم الأنثوية الخاص للنادي، لكن بإمكانيات بسيطة جداً، وقد واجهتنا صعوبات كبيرة بعد أن قمت بدعوة مجموعة من الناشئات واللاعبات في ألعاب رياضية مختلفة ولديهم تميز واضح، وبدأنا نخطط للتدريب والحصول على ملعب، ولن نتوسع بحجم هذه المشكلة لكن ما أذكره أننا في البداية لم نحصل على حجز أكثر من ربع ملعب لوقت محدد، وهذه بالضبط فرصتنا الوحيدة للتدريب والحصول على مكان مناسب نوعاً ما لحلم كبير، أخذنا نرسم خطاه مع لاعبات ناشئات بعدد بسيط أخذ يتطور، لأنني حرصت على استقبال كل شابة رغبت بممارسة اللعبة والتدرب».

الرياضة دون المال نحت بالصخر، وأضاف: «لم تكن عملية تأمين المستلزمات سهلة، وعملت بجهود فردية، وبعد مساعدة من بعض الأصدقاء لتأمين لباس للفريق مع عشر كرات بعد خمسة أشهر من البحث، وبعد سنة من تأسيس الفريق أخذنا حجز تمرين واحد بالصالة، وتمت دعوة ست من لاعباتنا إلى معسكر انتقاء لاعبات منتخب ناشئات "سورية"، وتم انتقائهن ضمن المنتخب، وشاركن في شهر نيسان عام 2018 في بطولة "غرب آسيا" التي أقيمت في "الإمارات العربية"، وشاركنا في بطولة صالات لأعمار مفتوحة، وأخذنا المركز الخامس وكنا في البداية.

الصحفي الرياضي مهند الفقير

وفي بداية عام 2019 شاركنا في مهرجان كرة القدم الأنثوية في "دمشق" المقام بالتعاون بين الاتحاد العربي السوري والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولاعبات من مواليد الشبلات والناشئات، وبدأ الطموح يتطور لتكون الخطوة التالية المشاركة في بطولة صالات لمواليد عام 1999، بعدها دعيت أكثر من عشرين لاعبة من نادي عمال "السويداء" إلى معسكر انتقاء لاعبات منتخب ناشئات "سورية" ونال الفريق إعجاب كل المدربين والمتابعين، حيث تم انتقاء ثلاث لاعبات شاركن في بطولة غرب آسيا في "الأردن"، وكن من اللاعبات الأساسيات للدوري الأول على الملاعب المكشوفة الكبيرة، كل ذلك بإمكانيات بسيطة ومحدودة جداً، ودعم كبير من المسؤولين عن الكرة الأنثوية، وكان تميز لاعباتنا نتيجة رائعة لتعب وعناء استمر منذ العام 2016 حتى هذا التاريخ».

ويضيف: «حاولت تنظيم الوقت ما بين عملي وبين بيتي وأسرتي ومتابعة البنات دراسياً، حيث أمنت مدرسين ومدرسات من أصدقائي كي لا يكون للمباريات تأثير على دراستهن، ولا أنكر التعاون الكبير من أهالي اللاعبات الذين شجعوا الفريق ودعموه بشكل واضح، خاصة أن اللاعبات لا يحصلن مثلي على أي تعويض مالي، وكلنا نعمل لهدف خلق فريق قوي وناجح، وقد تلقينا هدية ثمينة حيث كرم الفريق على اللعب المثالي والنظيف في الدوري العام لكرة قدم السيدات في بداية العام الحالي 2020، وكان قد سبق ذلك تتويج "رنيم أبو لطيف" أفضل حارسة مرمى ببطولة الدوري العام لكرة القدم للصالات المغلقة دون العشرين، و"صبا بغدادي" قلب هجوم الفريق عام 2019، واليوم نستطيع القول أن لاعباتنا رغم صغر سنهن فقد وضعن الفريق على سكة النجاح، وأنا كمدير للفريق ومدرب لن أبخل عليهن بأي دعم حتى نحقق هدفنا، على الرغم أن ما تحقق ليس بالقليل».

مع اللاعبة صبا بغدادي

الصحفي الرياضي "مهند الفقير" تحدث عن فريق سيدات نادي عمال "السويداء"، والمدرب "دوارة" قائلاً: «هذا الفريق الناشئ قدم مستويات متفاوتة بالدوري بسبب صغر الأعمار، ورغم ذلك فقد ظهر بشكل جيد بالكثير من المباريات، وأحرج بعض فرق المقدمة، حيث تعادل مع نادي محافظة "دمشق"، ونادي محافظة "حمص"، ونادي "جرمانا"، وأكثر ما كان يميزهن الروح الرياضية والأخلاق العالية، حيث نلن جائزة اللعب النظيف والفريق المثالي عن جدارة، أما مدرب الفريق الكابتن "وسام دوارة" فهو يعمل بصمت وهمة ونشاط، ويؤمن بأن عمله يتمثل ببناء اللاعبات رياضياً واجتماعياً وأخلاقياً، ورغم الصعوبات الكثيرة وعدم توفر الملاعب والشح المالي، لكنه بقي يعمل بصبر.

المدرب "وسام" وكثيرين من مدربي الكرة الأنثوية يعملون بظروف صعبة، ويعتمدون على أنفسهم وعلى أهالي اللاعبات وبعض الداعمين، يضحون بوقتهم ومالهم في سبيل القيام بواجبهم، ولا بدّ من الإشادة بجهوده مع النادي الذي قدّم عدداً من اللاعبات للمنتخب الوطني للناشئات».

اللاعبة "صبا بغدادي" تحدثت عن الفريق، وجهود المدرب وتفانيه، تقول: «الانضمام لفريق الكرة الأنثوي فرصة كبيرة بالنسبة لي ولعدد من اللاعبات، وقد زرع فينا المدرب "وسام" الثقة بأننا قادرات على إنجاز عمل مميز، وكنا بكل الأوقات نتابع جهده ومثابرته على تدريبنا ليكون مستوى اللاعبات متقدماً وجديراً بالمشاركة في البطولات.

وقد عايشنا معه الصعوبات وحرصه على تأمين مستلزمات التدريب والمشاركات، وهذا عبء كبير لكنه تمكن من إيصالنا لدرجات جيدة، وقد وعدناه أننا سنتابع معه وهو المهتم بدارستنا كونه اتفق مع مدرسين أصدقاء له لتدريسنا، وأهالينا أيضاً وثقوا بعمله الذي أخذت نتائجه تظهر بمشاركة عدد منا في فريق المنتخب للناشئات، والتكريم الذي ناله الفريق، إلى جانب تكريم المدرب في بطولة الدوري للسيدات بداية هذا العام».

ما يجدر ذكره أنّ المدرب "وسام دوارة" مواليد 1977 درس ثانوية صناعية اختصاص إلكترون، موظف في الخدمات الفنية - دائرة المعلوماتية، مفرّغ في الاتحاد الرياضي، ورئيس نادي عمال "السويداء"، مدرب كرة قدم حاصل على شهادة C الآسيوية عام 2019، نال شهادة مدرب D عام 2016، مشرف على بطولات التجمعات العمالية في كل الألعاب منذ العام 2004 حتى العام 2019.