عايش الملاعب واللاعبين في كل التفاصيل، وانتقل من موقع اللاعب إلى التحكيم، واجتاز دورات نال بعدها الشارة الدولية بفضل اجتهاده وإصراره على الوصول، وتواضعه الذي أكسبه محبة واحترام الجميع.

ابن السنوات السبع دخل الملعب ولم يخرج من مخيلته ونشاطه اليومي، وأخذ يشكل المستقبل على وقع الساحرة المستديرة، كما تحدث لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الثاني 2020 وقال: «صغيراً بدأت اللعب، وتطورت مع النادي "العربي"، فعشقت الملعب والأجواء الحماسية، رافقت والدي وتابعت اللاعبين بفرح كبير تخلقه الكرة وصافرة الحكم، سنوات لا يمكن أن تنسحب من ذاكرتي لأنها قدمت لي تجارب ومعارف أثرت في شخصيتي، وتدرجت في مراحل اللعبة، لتدور أحلامي في مساحات هذه اللعبة وما ينظمها من قواعد، وكيف سيطرت كرة القدم على شغف الجمهور، لتصبح لدي اللعبة الأولى التي برمجت خطوات المستقبل على وقع التزام صارم بالتدريبات والاعتناء باللياقة كبداية مقدسة لأي لاعب يرغب بالتطور.

للنجاح في مهمة التحكيم والوصول إلى مرتبة حكم دولي شروط كثيرة أهمها الاجتهاد والمتابعة، والحكم "كنان حاطوم" توافرت لديه ميزة الاجتهاد والمتابعة والعمل لغاية الاستفادة والتعلم، وهو من حكام النخبة للدرجة الأولى منذ أربع سنوات، تابع مشواره بحرفية والتزام كبيرين ليصل إلى مرحلة الاختبارات، وبعد الفحوص النظرية والعملية اعتُمد على اللائحة الدولية هذا العام، وبحكم معرفتي القريبة به أعرف أنّ لديه فرصاً قادمة أهمها أن يصبح من حكام النخبة في آسيا، وهذا يتحدد حسب ترتيبه على اللائحة الدولية للحكام المساعدين الدوليين للاتحاد السوري. "كنان" من جيل الشباب الذين نعلق عليهم الآمال لكرة قدم متطورة، ولعبة نأمل أن تصل إلى الرقي والنجاح الذي نطمح له

في مراحل لاحقة كنت لاعباً مع فريق أشبال النادي "العربي" مع المدرب "حسين علم الدين" الذي قدم لي الاهتمام والرعاية، وبقيت اللعبة رفيقتي بالحلم والحقيقة، حلم يقودني لنجاحات قادمة وحقيقة أعيشها بالعمل لتطوير قدرتي ولياقتي البدنية ومعارفي، لأكون جديراً بكل تقدم يضاف إلى سيرتي الذاتية بعد جهد مضنٍ وتعب ممتع لأقصى الدرجات، ففي مرحلة ظهرت فيها قدرتي على دخول مجال التحكيم، وجهني الحكم "هيثم فخور" لهذا الاتجاه لأنه رأى لدي صفات تؤهلني لهذه المهمة، وأتابع وفق نصيحته بطريقة أرضت طموحي، خاصة أن البيئة لدينا في "السويداء" مهيأة، وهناك مجموعة مميزة من الحكام نعتز بهم وأعتبرهم قاعدة متينة ومدرسة لتخريج حكام جدد.

الحكم الدولي كنان حاطوم

انتسبت للتحكيم عام 2005 في الدرجة الثالثة، وترقيت للدرجة الثانية سنة 2007، وبعدها للدرجة الأولى عام 2010، وبعد عامين اتبعت دورة دولية لصقل حكام "سورية" في "الأردن"، وكانت من الدورات المميزة، وتمكنت أكثر من خلال دورة صقل لحكام "سورية" تحت إشراف الاتحاد الدولي، وكانت الخطوة الأهم بالنسبة لي العام الفائت، عندما اتبعت اختبارات الحكام الدوليين العام الفائت، ونجحت بالاختبارات البدنية والتحريرية والمقابلة لأحصل على الشارة الدولية وأصبحَ حكماً دولياً».

ويضيف: «رحلة ممتعة وصعبة لكنها هانت بوجود حكام مميزين قدموا العون والإرشاد والدعم، ففي اختبارات الحكام كان على كل حكم إثبات قدراته بالأداء، ليكون مميزاً بين الحكام الأقوياء، كي يحظى بالمكان بين كبار الحكام في هذه الاختبارات. شارك نحو ثلاثين حكماً، وشملت فحوصاً بدنية وطبية ولغوية وتحريرية ومقابلة من قبل لجنة الحكام الرئيسية باتحاد اللعبة، والنجاح في هذه التجربة يأتي تتويجاً للجهود المبذولة خلال السنوات الماضية والدعم المقدم من المعنيين باللعبة في محافظة "السويداء"، وترجمة للطموح الذي رسمته منذ دخولي مجال التحكيم.

الحكم الدولي شادي العصفور

كل ما تقدم ما كان بالإمكان إنجازه والوصول للدولية دون دعم من خبرات حكام محافظتي بمجال التحكيم، الذين اعتنوا بي أمثال الكابتن "حسن الشوفي"، "ياسر أبو حلا"، "شادي عصفور"، الراحل "أنس صبح"، وأعضاء اللجنة الفرعية للحكام، والدعم والاهتمام الكبير من كبار الحكام في "سورية" أعضاء لجنة الحكام الرئيسية، وكل ما أصبو له أن أكون على قدر ثقتهم وأتمكن من ترك بصمة رياضية في مجالي».

الشهادة الجامعية والتحضير خطوة أكاديمية، عنها قال: «لم تكن الرياضة هواية فقط لأنني حرصت على التحصيل الأكاديمي، ودرست الكلية الرياضية، وكانت سنوات الدراسة مرحلة ناجحة أهلتني إلى جانب التجربة الميدانية، لكن بقي الحلم كبيراً يدفعني للوجود الدائم بالملعب، فهذه الرياضة تعني لي الكثير ولا بدّ من التواصل لأكون على قيد العمل، ففي الوقت الذي نعاني به من صعوبات جمّة، يعيش العالم تطورات كبيرة يجدر بالحكم والرياضي الاهتمام بها، وعلينا المتابعة لنثبت حضورنا وقدرة الحكم السوري.

وبالنسبة لي فالشارة الدولية تعني لي مزيداً من المسؤولية لتمثيل بلدي بشكل مشرف في المحافل الدولية، وتعطيني الدافع لمواصلة العمل للارتقاء بمستواي نحو الأفضل، والسير على خطا حكمي "السويداء" الدوليين المساعدين السابقين الدكتور "سعيد العفلق"، والراحل "أنس صبح"، وأتصور أن العمل بهذه المرحلة يتسم بصفات ومزايا جديدة، وحرص في الحصول على المعرفة عبر مختلف المنصات التي تؤهل لإعداد حكم دولي ناجح».

عضو اللجنة التنفيذية والحكم الدولي "شادي عصفور" تحدث عن اجتهاد "كنان"، وقال: «للنجاح في مهمة التحكيم والوصول إلى مرتبة حكم دولي شروط كثيرة أهمها الاجتهاد والمتابعة، والحكم "كنان حاطوم" توافرت لديه ميزة الاجتهاد والمتابعة والعمل لغاية الاستفادة والتعلم، وهو من حكام النخبة للدرجة الأولى منذ أربع سنوات، تابع مشواره بحرفية والتزام كبيرين ليصل إلى مرحلة الاختبارات، وبعد الفحوص النظرية والعملية اعتُمد على اللائحة الدولية هذا العام، وبحكم معرفتي القريبة به أعرف أنّ لديه فرصاً قادمة أهمها أن يصبح من حكام النخبة في آسيا، وهذا يتحدد حسب ترتيبه على اللائحة الدولية للحكام المساعدين الدوليين للاتحاد السوري.

"كنان" من جيل الشباب الذين نعلق عليهم الآمال لكرة قدم متطورة، ولعبة نأمل أن تصل إلى الرقي والنجاح الذي نطمح له».

ما يجدر ذكره أنّ "كنان حاطوم" من مواليد "السويداء" عام 1989 درس كلية التربية الرياضية، وتخرج عام 2011، انتخب مؤخراً عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الرياضي في "السويداء" ورئيس مكتب الألعاب الفردية.