من الصيد وعشق الطبيعة انتقل "عمر أبو سعدة" إلى هواية التركيز والإصابات المحققة، التي يجد فيها رياضة نبيلة يمارسها مع جيل ذهبي جدّد عهد تألق رماية التراب والسكيت في "السويداء".

الرامي الذي يجد في الرماية رياضة نبيلة، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آذار 2019، وقال: «كانت البداية مع الصيد تبعاً لعلاقتنا كعائلة مع العمل الزراعي، التي خلقت علاقة وطيدة مع الطبيعة، وأغرتنا بالاقتراب منها أكثر، والتعايش مع تفاصيلها، كنوع من البحث عن الجمال والراحة في أوقات الفراغ من العمل.

رياضة التحدي والتركيز ليست هواية عابرة، وقد تتعرف إلى هواة الرماية من سلوكهم وتفاصيل نتلاقى عليها كرماة، عشقنا الطبيعة الخاصة لهذه الرياضة، وما تحتاج من اهتمام وتربية نفسية ورياضية ليتمكن الرامي من إثبات وجوده. غياب البطولات الكبرى أسهم في عدم ظهور عدد كبير من الرماة، لكن البطولات المحلية والتنشيطية أظهرت مواهب متميزة، و"عمر" إحدى هذه المواهب، الذي شارك باهتمام كبير وحقق حضوراً متميزاً، ولا ننكر أن أوقات التدريب كانت قصيرة، وقد اجتاز مراحل عدة ليكون بين عدد قليل من جيل عشاق الرماية الذين يعدّون ركيزة لاستمرار هذه الرياضة وتطويرها في حال توفر الدعم المطلوب

وقد تعودت ممارسة الصيد مع الرفاق؛ نخرج ساعات طويلة نختبر التركيز ودقة إصابة الهدف، ونعرف جميعاً أن الصيد رياضة توصف برياضة النبلاء، وليس المقصود الحالة المادية، بل هو نبل التفاعل مع البيئة وعدم افتراس كائناتها من قبل الصياد؛ وإن كان بين يديه سلاح يمكنه من قتلها، وهذا بالضبط ما يجعل الصياد قريباً من رياضة الرماية ومتفاعلاً معها.

عمر أبو سعدة في بطولة شبعا

وبالنسبة لي، هكذا رأيت الصيد، وعلى هذه الطريقة مارسته، لكن الأصدقاء؛ ومنهم رماة أوائل كالرامي الخبير "رضوان رضوان" ومدير النادي "طارق نصر"، شجعوني على الرماية لتقارب الهدف، لكن هنا الاختلاف بالهدف ومتلقي الطلق، وكانت البداية عندما باشرت ممارسة التدريبات في نادي "الرماية" كهواية، ولم أتوقع الاستمرار بها، لكن يبدو أنني استجبت لنصيحة رماة كبار تابعوني وشجعوني على الاستمرار، وكان ذلك».

الانتقال من الهواية إلى المنافسة والتدريب خطوة يعدّها الأجمل، ويقول: «في مدينتنا، وفي هذه المرحلة هناك جيل من الرماة نستطيع تستميته بالجيل الذهبي، هذا الجيل لم يجد من يدرّبه، واعتمد على جهوده الذاتية، وقد طوروا حالة من التعاون والمشاركة، يقدمون النصيحة، ويراقبون أداء كل من يشارك معهم، وهذا بالفعل كان أحد دوافع متابعة التدريب، لأننا بكل بساطة لا نمتلك مدرباً، وهذه حالة النادي منذ سنوات.

من الشهادات التي نالها

وعليه كل ما يقدمه الرماة -وأنا منهم- عبارة عن جهود ذاتية ورغبة في تقديم الأفضل من دون أي مقومات تدعم تجربة الرامي، لكن يبقى الإصرار على أن يكون لرماة "السويداء" حضور قوي في المباريات بعد غياب طويل عن المراكز الأولى في مراحل سابقة. وفي أولى المباريات التنشيطية في رماية التراب منذ ثلاث سنوات حزت المركز الأول، وكانت تجربتي الأولى عندما أقيمت البطولة في "السويداء"».

ويضيف: «في بطولات لاحقة حصلت على مراكز متقدمة في البطولات التنشيطية في نادي "شبعا" لثلاثة مواسم متتابعة، وحققنا كرماة مستوى متميزاً، وهذا ما يحفزنا على مناقشة واقع نادي الرماية في "السويداء"؛ وهو أقدم أندية القطر، لكنه اليوم يفتقد إلى أهم أساسيات التدريب، طموحنا تطوير الحقول وتحديث معدات زاد عمرها على الأربعين عاماً، ونحتاج إلى الدعم من الاتحاد الرياضي لتحقيق هذه النقلة، وهذا طموح جمهور كبير من هواة الرماية واللاعبين، وكل ما تحقق لغاية تاريخه من فريق الرماة اعتمد على تدريب من دون مدرّب، وحلمنا أولاً الحصول على مدرب وتطوير الحقول لنتمكن من تدريب أجيال جديدة تكمل مسيرة الرماية العريقة في هذه المحافظة.

مع الرامي وسام جعفر

فمن واجبنا السعي إلى إيجاد فئات تدريبية جديدة يقوم بها اللاعبون القدامى بتدريب أجيال جديدة، كي لا يبقى هواة الصيد فقط من المهتمين بالرماية، خاصة أنها إحدى الهوايات المكلفة، التي تتطلب دعماً مادياً لم يتوفر من قبل الاتحاد الرياضي، لكن الرماة يعملون دائماً لإيجاده بهدف ممارسة هوايتهم التي نالوا من خلالها كؤوساً وتكريمات في بطولات محلية وعلى مستوى "سورية"، وهذه الرياضة لم تنل ما تستحق، لكننا مستمرون ليبقى للرماية بأنواعها حضور، ويكفي أن نحصي عدد الأبطال لنعرف أهمية هذه الرياضة وعدد المهتمين بها».

أحد أبطال رماية المحافظة "وسام جعفر" يصف تجربته بالقصيرة والمنتجة، ويقول: «رياضة التحدي والتركيز ليست هواية عابرة، وقد تتعرف إلى هواة الرماية من سلوكهم وتفاصيل نتلاقى عليها كرماة، عشقنا الطبيعة الخاصة لهذه الرياضة، وما تحتاج من اهتمام وتربية نفسية ورياضية ليتمكن الرامي من إثبات وجوده.

غياب البطولات الكبرى أسهم في عدم ظهور عدد كبير من الرماة، لكن البطولات المحلية والتنشيطية أظهرت مواهب متميزة، و"عمر" إحدى هذه المواهب، الذي شارك باهتمام كبير وحقق حضوراً متميزاً، ولا ننكر أن أوقات التدريب كانت قصيرة، وقد اجتاز مراحل عدة ليكون بين عدد قليل من جيل عشاق الرماية الذين يعدّون ركيزة لاستمرار هذه الرياضة وتطويرها في حال توفر الدعم المطلوب».

ما يجدر ذكره، أن "عمر أبو سعدة" من مواليد "السويداء"، عام 1983، نال بكالوريوس إدارة أعمال من جمهورية "مصر" العربية، عمله الحالي تاجر، نال عدداً من الكؤوس وشهادات التقدير في مجال الرماية، وهو أحد لاعبي منتخب "المحافظة" على مستوى رياضة التراب.