مسيرة بدأتها منذ الطفولة بثقة كبيرة بالنجاح والتميز، تعيدها الحكمة "رانيا عبد الكريم أبو فخر" إلى رغبة دائمة بتطوير المهارة لمتابعة التطور مع أنظمة لعبة الجمباز دولياً.

في سجلّها بطولات وميداليات نالتها طفلة، وكرست حبها لرياضة تعدّها الأصعب والأكثر التصاقاً بروحها، كما تحدثت "رانيا أبو فخر" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 كانون الثاني 2019، وقالت: «بعمر الثامنة وبفضل تشجيع كبير من والدي تدرّبت على يدي المدرّب "مجيد حاتم"، الذي قدم لي رعاية واهتماماً وثقة كبيرة بموهبتي أهلتني بعد خمسة أشهر إلى دخول المنتخب كأصغر لاعبة، حيث عايشت سنوات تألق لعبة الجمباز مع أبطال كثر على مستوى "سورية".

"رانيا" لاعبة جيدة جداً، وعضو بالمنتخب السوري، شاركت بعدد من الألعاب العربية والدولية. مثابرة على تمرينها، وعندما غادرت "سورية" كانت في بداية التألق، تابعتها وراقبت استمرارها باللعبة كلاعبة وبعدها كمدرّبة وحكمة. حصلت على الشارة الدولية، وتم تجديدها مؤخراً، أثق بأنها تستحقها بناءً على نشاطها وجهدها الذي عرف عنها عربياً ودولياً، وأظهر المستوى المتطور الذي وصلت إليه بجهد شخصي ومهارات امتلكتها، ولدي أمل أن تكون لديها فرصة لتنمية اللعبة وإعادتها إلى العصر الذهبي الذي احتضن بطلات سوريات رائعات مثلها. معتدلة بالتحكيم، تحافظ على فرقها، ولديها شغف وأفكار مهمة لتطوير اللعبة، حصلت على احترام عربي ومحلي، وأثبتت الجدارة ورؤيتها لبناء فرق قوية تؤهلها لهذا الموقع

تابعت التدريب أيضاً مع مدرّبي "نضال اليوسف"، وعملت لأستفيد من خبرة المدربين الذين أكنّ لهم كل التقدير، وأنهل من معلوماتهم الغنية التي تربيت عليها ووطدت علاقتي مع الجمباز. أول جائزة حصلت عليها كانت المركز الثالث بجهاز العارضة ببطولة "حمص"، لتتوالى البطولات التي أوصلتني إلى الفوز ببطولة "سورية" لأربع سنوات متتالية في مرحلة الطلائع. لم أكن أعلم أن طريقي مع هذه اللعبة سيطول ويتعمق، كلاعبة أبحث في خفايا وفنون اللعبة وما تحتاج إليه من جهود، لتكون لديّ الأهلية الكاملة للتميز والنجاح، وهذا ما لمسته مع السنوات وصعوبات كثيرة اعترضت الطريق لكنها لم توقفني».

في إحدى مشاركاتها العربية

المشاركات المحلية والخارجية خطوات أثّرت في حياتها، وتضيف: «عملية صناعة بطل في رياضة الجمباز معقدة ومرهقة تقتضي الالتزام والعمل الدؤوب من دون كلل، وإن لم تتوفر رغبة المتابعة والتصميم، فإن فرص النجاح بعيدة. هذا جزء مما تعلمته من هذه الرياضة التي شغلت وقتي بالمشاركات الداخلية والخارجية. فمن ثمار المعسكرات أننا تلاقينا مع خبرات عالمية تعلّمنا منها، وكانت الفرص قصيرة وغنية، حققت من خلالها رغبتي بتجارب جديدة، ففي مرحلة أولى شاركت في "ألمانيا" بعد بطولات الطلائع وتطورت في مراحل الشباب إلى عدة مشاركات في "روسيا" و"تركيا".

اكتمل ذلك مع المشاركة بدورة "البحر الأبيض المتوسط" عندما عشنا مرحلة تميزت بالاهتمام الكبير بالجمباز، ورعاية مكنت الأبطال الرياضيين في هذه اللعبة، وحققت لهم فرصة التدريب بإشراف مجموعة كبيرة من الخبراء، وكنت من بين الذين اكتسبوا من خبراتهم وانطلقنا كأبطال عرب لمشاركات جديدة في بطولات كبيرة».

شهادة تجديد الشارة

تطوير المهارات نشاط شخصي تكلل بتجديد الشارة الدولية للتحكيم، وقالت: «تفرغت لتدريب منتخب المحافظة نحو 18 سنة، ودرّبت بطلات في هذه الرياضة. من خلال هذا التدريب كان لي اهتمام بمتابعة دورات التدريب والتحكيم إلى أن حصلت على الشهادة الدولية عام 2007، وترافق ذلك مع مسؤولية الاهتمام بعائلتي وتشجيع الأهل وزوجي الذي وثق بقدرتي وساعدني على المتابعة، لكن الجهد تضاعف مع الانفتاح على أوساط عالمية أوسع؛ فاللعبة في تطور مستمر، جعلني أكثّف العمل للاطلاع الدائم على القانون الدولي، ومتابعة البطولات وأهم التطورات ومواكبة كل جديد بجهد شخصي حتى سنحت الفرصة لاتباع دورات متخصصة.

وقد تلقينا دعماً من الاتحاد السوري الذي كان مهتماً بوجود دورات تحكيم ليطور الحكمات السوريات؛ ففي عام 2009 شاركت بدورة تحكيم وحصلت على الشارة الدولية، وكانت بإشراف محكمة إيطالية، واجتزت الامتحان بتفوق، وبظروف الأزمة تأخرت عدة سنوات حتى العام الفائت، وقد طرأ تغيرات كبيرة على القانون، وللتجديد لا بد من دراسة ومتابعة مع الاهتمام باللغة الإنكليزية، وقد حالفني الحظ ورشحت مع حكمة ثانية من "اللاذقية"، ورشحنا إلى بيروت من بين 23 مشتركة، وبعد الامتحان الذي أجراه خبراء روس وجزائريون حصلت على تجديد الشارة وتحقق الحلم. لأبدأ مرحلة جديدة بمشوار التحكيم بأفق أوسع، وخطوات ثابتة كلاعبة ومدرّبة وحكمة سورية تربت على يدي خيرة المدربين».

المدرب الدولي نضال اليوسف

المدرّب والحكم الدولي "نضال اليوسف" وصف تجربتها برحلة عطاء، وقال: «"رانيا" لاعبة جيدة جداً، وعضو بالمنتخب السوري، شاركت بعدد من الألعاب العربية والدولية. مثابرة على تمرينها، وعندما غادرت "سورية" كانت في بداية التألق، تابعتها وراقبت استمرارها باللعبة كلاعبة وبعدها كمدرّبة وحكمة.

حصلت على الشارة الدولية، وتم تجديدها مؤخراً، أثق بأنها تستحقها بناءً على نشاطها وجهدها الذي عرف عنها عربياً ودولياً، وأظهر المستوى المتطور الذي وصلت إليه بجهد شخصي ومهارات امتلكتها، ولدي أمل أن تكون لديها فرصة لتنمية اللعبة وإعادتها إلى العصر الذهبي الذي احتضن بطلات سوريات رائعات مثلها.

معتدلة بالتحكيم، تحافظ على فرقها، ولديها شغف وأفكار مهمة لتطوير اللعبة، حصلت على احترام عربي ومحلي، وأثبتت الجدارة ورؤيتها لبناء فرق قوية تؤهلها لهذا الموقع».

الجدير ذكره، أن الحكمة "رانيا عبد الكريم أبو فخر" من مواليد 8 آذار 1975 "السويداء"، رئيسة اللجنة الفنية للجمباز من سنة 2010، انقطعت فترة عن رئاسة اللجنة، ومنذ سنوات عادت إليها، نالت شهادات تدريب وشهادات تحكيم داخل "سورية" وخارجها؛ آخرها تجديد الشارة الدولية التي تؤكد حضورها حكمة دولية مؤهلة، وهي مدرّسة للغة العربية وأمّ لشاب وشابة.