امتلكت "ختام زهر الدين" الطموح والقوة، ولم يرضها أن تكون رقماً صغيراً في يوم من الأيام، فجرّبت رياضات كثيرة حتى وجدت ضالتها في رياضة القتال "مواي تاي" التي حصلت من خلالها على بطولة العرب.

حكاية "ختام" مع الرياضات القتالية تعود إلى عام 2002 عندما قررت التدرب على رياضة "الكاراتيه"، وعن بداياتها قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 حزيران 2017: «بدأت مع لعبة الكاراتيه في نادي "شقا" الرياضي، على يد المدرّب "جفال عامر"، وبقيت أمارسها حتى حصولي على الحزام الأسود، وكذلك مارست لعبة "أكيدو" القتالية أيضاً، وحصلت فيها على الحزام الأخضر. كل ذلك لم يرضِ غروري، وكنت أشعر بداخلي أن هناك أشياء يجب أن أتعلمها وأحبها وأبرع فيها، وتكون مختلفة عما أمارسه من رياضات، فاكتشفت لعبة "مواي تاي" التايلندية، وما يتبعها من ألعاب بذات التفصيل».

بدأت مع لعبة الكاراتيه في نادي "شقا" الرياضي، على يد المدرّب "جفال عامر"، وبقيت أمارسها حتى حصولي على الحزام الأسود، وكذلك مارست لعبة "أكيدو" القتالية أيضاً، وحصلت فيها على الحزام الأخضر. كل ذلك لم يرضِ غروري، وكنت أشعر بداخلي أن هناك أشياء يجب أن أتعلمها وأحبها وأبرع فيها، وتكون مختلفة عما أمارسه من رياضات، فاكتشفت لعبة "مواي تاي" التايلندية، وما يتبعها من ألعاب بذات التفصيل

وتتابع الحديث عن مزايا هذه اللعبة، وكيف برعت بها: «تسمى لعبة القتال الفردي الاستعراضي أيضاً، وتعتمد خمسة أنواع من الأسلحة، وهي: "البوكس، الكوع، الركبة، الرجل، الكفّان"؛ أي المسك والقتال القريب. بدأت التمرين على يد المدرّب "مهران الشيباني"، وكان مستواي جيداً قياساً بالوقت الذي تدربت فيه، لكنني كنت مقتنعة بأن هذه اللعبة هي الطريق الصحيح الذي اخترته، فحبّ اللعبة أمر أساسي لكي تبرع فيها، إضافة إلى التركيز العالي والقوة البدنية. تابعت التدريب الشاق والملتزم على الرغم من عدم مشاركة الإناث بهذه اللعبة، وأحياناً كثيرة كنت الوحيدة بين مجموعة كبيرة من الذكور؛ وهذا الأمر دفعني لكي أخوض غمار التدريب لزيادة العنصر الأنثوي فيها، والتشجيع على ممارستها».

مع مدربيها

وعن البطولات التي شاركت فيها، أضافت: «في "سورية" المشاركات والبطولات ضعيفة لقلة الإناث في اللعبة، لكن كانت مشاركتي الخارجية الأولى منذ ثلاثة أشهر في بطولة العرب التي أقيمت في "لبنان"، بمشاركة 13 دولة عربية، حيث حصلت على الميدالية الذهبية بعد تفوقي على كل خصومي، كان مستوى فريقنا أكثر من رائع، حصلنا على ثاني مركز عام سيدات، وثالث مركز عام رجال على الرغم من تحضيرنا المتواضع للبطولة، وكانت جميع الفرق المشاركة قد أقامت معسكراتها في "تايلند" تحضيراً لهذه البطولة، وهذا الإنجاز يعدّ الأول من نوعه لهذه اللعبة في "سورية"».

أما كيف دخلت مضمار التدريب؟ فأجابت: «في الشهر التاسع عام 2013 أقيمت دورة مدرّبين في "السويداء"، وكنت قد بدأت أمارس اللعبة منذ ما يقارب الستة أشهر، حيث رشحني مدرّبي "مهران الشيباني" للدورة مع عدد من زملائي القدامى. وحصلت في نهايتها على درجة مستجد، وهي أقل درجة بالتدريب، التي لا تسمح لي بالتدريب إلا تحت إشراف مدرّب مؤهل. وتابعت تدريبي في دورة بـ"دمشق"، وترفعت إلى الدرجة الثالثة، وفتحت مركزاً تدريبياً في نادي "شقا"، واستمريت بالتدريب في نادي "شهبا" على يد الكابتن "مهران"، وقد وصل العدد في الصالة التي افتتحتها ببلدتي "شقا" إلى 82 لاعباً ولاعبة، لكن ظروف الصالة لم تكن مناسبة، وغير مؤهلة وتحتاج إلى أموال كثيرة حتى تلائم التدريب، فأوقفت العمل تماماً ريثما تتحسن الأحوال. لكني لم أتوقف عن التدريب، حيث خضت دورة ثالثة في مدينة "دمشق"، ونلت فيها الدرجة الثانية فئة (ب).

في بطولة العرب شهادة وميدالية ذهبية

وفي عام 2015 رشحني اتحاد اللعبة لمنصب أمينة سرّ اللجنة العليا للرياضة الأنثوية، لكن عدد الإناث لم يتطور في لعبتنا، فلم يكن لنا أي نشاطات تذكر، وفي عام 2016 انتخبت عضواً في اللجنة اللعليا لـ"المواي تاي" في الاتحاد، وما زلت أتدرب لأكون جاهزة لأي استحقاق رياضي، أو أي دورة تدريبية جديدة تزيد من خبرتي، إضافة إلى متابعة تعليمي الجامعي».

المدرّب المعروف "مهران الشيباني" الذي أشرف على تدريبها منذ دخولها اللعبة حتى الآن، قال عنها: «تعرّفتها عام 2011، كانت في حالة ضياع، وتبحث عن لعبة قتالية قوية تلعبها وتستمر بها، تدربت تدريباً متقطعاً بسبب صغر سنها وعدم وجود أحد من جنسها يرافقها إلى التدريب، وعندما نالت الشهادة الثانوية التزمت بالتدريب، وكانت من اللاعبين المميزين، وشاركت عام 2013 ببطولة المحافظة، وحصلت على المركز الأول. وعندما جاء فحص التسوية المركزي في "دمشق" للأحزمة، رشحتها لتأخذ الحزام البني. بعد ذلك تابعت فحوص الأحزمة، وترفعت درجات حتى حصلت هذه السنة 2017 على الحزام الأحمر والأبيض، وهو يعادل الأسود 3 دان في باقي الرياضات القتالية.

"ختام" تملك روحاً رياضية جميلة، وهي متواضعة ومحبة للعبة ولزملائها في النادي، وفي دروس القتال كانت أغلب الأوقات تلعب مبارياتها مع الشباب، ولهذا السبب بنيتها قوية وروحها قتالية.

وفي البطولة العربية التي جرت مؤخراً في "لبنان"، كان الفريق اللبناني مميزاً عن باقي الفرق باستعداده وتدريباته، وفي مباراتها النهائية لعبت مع لاعبة لبنانية عرّف عنها رئيس الاتحاد العربي في بداية المباراة بأنها بطلة دولية وبطلة عالم، ومع هذا كان الفرق واضحاً بالأداء لمصلحة "ختام" بشهادة كل من كان حاضراً.

وفي نهاية البطولة كان الذهب في لعبة السيدات كله لمصلحة الفريق اللبناني، وكانت "ختام" هي الفتاة الوحيدة غير اللبنانية التي حازت الميدالية الذهبية وسط فرحة سورية لا توصف، ودهشة عربية لعلمهم بقوة الخصم».

الجدير بالذكر، أن البطلة "ختام زهر الدين" من مواليد بلدة "شقا"، عام 1994.