يصنّف "معتز العباس" بأنه واحد من رياضيي الزمن الجميل، ويلقب بالأنيق لما يكنّ له الرياضيون من المحبة والاحترام. خرج من عائلة رياضية، وتحوّل بحبه لأكثر من مستديرة حتى التصق بكرة السلة، التي ما زال يمارسها حتى الآن في اغترابه الطويل.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 3 كانون الثاني 2017، مع الكابتن "معتز العباس" المقيم في دولة "الإمارات"، وفتحت ذكرى أيام الطفولة، فقال: «أنا ابن مدينة "السويداء"، وابن رياضتها التي يصفها الناس بالزمن الجميل. ولدت عام 1955، ونشأت في أسرة متوسطة الحال، وربيت على حب الناس، وحب بلدي ورياضتها التي تعلمت منها الإخلاص والصبر والسلام، فوالدي "حمود قاسم العباس" أعطانا من روحه الكثير حتى كبرنا وبتنا فاعلين في مجتمعنا الطيب. وأذكر أنني عشت طفولة جميلة ملأى بالشغف نحو رياضة كرة القدم التي كنت أمارسها على ملاعب حارتنا الترابية، وفي فرق أحيائنا الشعبية. كنت من المميزين بين أقراني، حيث أسست فريقاً من الهواة أنافس فيه فرقنا الشعبية آنذاك، كنت خلال المرحلة الابتدائية أعشق كرة القدم، ولم يخطر في بالي أن أمارس لعبة غيرها، إلى أن اكتشفني الكابتن "طلال البدعيش" الذي نقلني إلى لعبة كرة الطائرة حالما رآني، كنت أعشق الرياضة، فلم أتردد في تعلمها، وبعدها إلى أوائل الثانوية العامة مع مدربي الكابتن "منير البدعيش". ونظراً إلى طولي وبنية جسدي القوية، فقد أخذ بيدي المدرّب الكابتن "إحسان السنيح" نحو كرة السلة، وهذه كانت البداية الحقيقية في الرياضة التي ما زالت رفيقتي حتى اللحظة».

بيننا عمر قصير، لكنني أعرف شقيقه الراحل "بسام العباس" الذي حمل همّ كرة المضرب، وكان الكابتن "معتز" يلعب كرة السلة آنذاك، ويتميز بأناقته التي لم تفارقه حتى بعد أن ترك اللعب، يقيم الآن في دولة "الإمارات"، وما زال يمارس اللعب والتدريب على الرغم من سنّه الكبير، فالعشق الذي يكنه للرياضة كبير، ولديه دفتر محفوظات رياضية مهمة وممتعة بالوقت نفسه

ما زالت رحلته مع كرة السلة مستمرة حتى الآن، وهو في مغتربه بدولة "الإمارات" يمارسها مدرّباً، حيث يقول: «عشقتها لاعباً مذ كنت في منتخب المدارس، وإلى الفريق الأول في النادي "العربي"، وكنت أصغر اللاعبين بين مجموعة رائعة من اللاعبين الكبار في أجمل أيام كرة السلة في "السويداء". في ذلك الوقت لم أكمل دراستي الجامعية لأسباب كثيرة كانت تصادفنا جميعاً، منها الحالة المادية، والتفكير في المستقبل الغامض.

مدرّب شباب الجالية في الإمارات

أديت خدمتي الإلزامية لاعباً في كرة السلة في منتخبات "الاتحاد الرياضي العسكري"، ولم أترك ملعبي بعد التسريح، فقد اتجهت إلى الغربة حتى أكوّن مستقبلي، وأنشئ أسرة، لكنني في غربتي أدرّب مجموعة من شباب وصبايا "السويداء"، فالرياضة تسري في دمي كما الهواء، مع العلم أنني من أسرة رياضية بامتياز؛ فشقيقي الراحل الكابتن الدولي "بسام العباس" المعروف في عالم كرة المضرب، وشقيقي الثاني "طلال العباس" مدرب الدراجات الدولي، وهو حالياً يعمل في دولة "الإمارات".

أقيم هنا منذ زمن بعيد، ومازالت عيناي على رياضة بلدي، وخاصة رياضة النادي "العربي"، وكل رياضي معطاء قدم لها ولو جهداً بسيطاً».

صورة من دفتر محفوظاته الكبير للزمن الجميل

تحولت صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى منبر يومي للرياضيين، وخاصة القدماء منهم، فكل يوم يحتفي مع أصدقائه الكثر بشخصية رياضية غابت عن الأذهان، ويوثق للراحلين الذين بصموا منذ البدايات، ودفتر محفوظاته الغني بالمعلومات والصور النادرة؛ يجعل منه موثقاً مهماً لزمن جميل غاب عن بال الكثيرين، حيث أضاف: «فكرة تدويني وتكريمي لرياضة بلدي تعود إلى عدة أسباب؛ أولها أنهم غابوا عن الأذهان على الرغم من كل ما قدموه من دون مقابل يذكر، أو حتى على مستوى التكريم المعنوي، فغابوا عن البال، أعطني إنجازات كالتي أذكر بها لاعبين ولاعبات دوليات من بلدي. والأمر الأهم الذي أطمح إليه أن أذكر الأجيال الحالية كيف كانت رياضة "السويداء" ليقتدوا بالجيل الذهبي، ويمشوا على نهجهم. صحيح أن الزمن تغير، ولم تعد تنفع الهواية أو تجلب الإنجازات إذا لم يرافقها الاهتمام والمال والراحة النفسية، لكن يبقى للانتماء والعشق الأثر الكبير.

لست صحفياً أو إعلامياً، أنا اذكر فقط من هم أسياد الزمن الجميل الذين لم يكرّموا، فرياضة "السويداء" كانت في القمة، فقط أحاول أن أوصل رسالة بأن يأتوا بمسؤول عن رياضتها أو أنديتها كان لاعباً أو مدرّباً أو ابن ملعب. خاماتنا كثيرة ومعطاءة، ومعظم الرياضيين مازالوا أحياء وقادرين على العطاء، فأين هم من ملاعبنا ورياضاتنا الآن؟ وأظن أنني نجحت في أن يتواصل الرياضيون بعضهم مع بعض، ويتعارفوا؛ وهذا لم يحدث منذ زمن طويل».

يستمر الكابتن "معتز العباس" بالقول إنه إنسان بسيط ومتواضع، ويحاول خدمة الرياضة وأبناء بلده مهما كانت هذه الخدمة بسيطة، وفي كل محطاته كان الفرح سيد الوقت، غير أن فقدانه لشقيقه الكابتن "بسام العباس" المدرّب الدولي لكرة المضرب السورية، وصانع ألعابها في "السويداء"، كان الغصّة التي لا تفارقه.

المدرب المعروف في كرة القدم "مفيد زهر الدين"، تحدث عن معرفته بالكابتن "معتز"، فقال: «بيننا عمر قصير، لكنني أعرف شقيقه الراحل "بسام العباس" الذي حمل همّ كرة المضرب، وكان الكابتن "معتز" يلعب كرة السلة آنذاك، ويتميز بأناقته التي لم تفارقه حتى بعد أن ترك اللعب، يقيم الآن في دولة "الإمارات"، وما زال يمارس اللعب والتدريب على الرغم من سنّه الكبير، فالعشق الذي يكنه للرياضة كبير، ولديه دفتر محفوظات رياضية مهمة وممتعة بالوقت نفسه».