عشق كرة السلة وتمرس فيها وأدخلها إلى نادي "عرى"، فصعد مع فريقه إلى المقدمة على مستوى القطر، متغلباً على كافة الصعوبات التي تعترض الرياضة بتعاونه مع عدد من الأشخاص الذين يعملون بصمت من أجل بث الروح في الحياة الاجتماعية للقرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرب "كمال السليم" في قرية "عرى" بتاريخ 15 حزيران 2016، فتحدث عن مسيرته مع الرياضة، ويقول: «كنت تلميذاً متفوقاً في المرحلة الابتدائية والفضل يعود إلى أمي التي كانت تجيد القراءة والكتابة، وأبي الذي كان يحب العلم، وأختي الكبيرة "نجوى" التي أصبحت معلمة فيما بعد، تأثرت كثيراً بدعم المعلمين لي وتشجيعهم الدائم في كل ما كنت أقوم به، وأذكر منهم المربي "نمر الفريحات" والمربيين الراحلين "سلمان الزغبي" و"توفيق حمزة" مدير مدرستي.

"كمال" مدرب كرة السلة في نادي "عرى" هو إنسان رياضي خلوق متطلع دائماً إلى تحقيق نتائج جيدة من خلال عمله المتواصل، وهمته التي لا تلين والصدق والضمير الحي في العطاء، له الفضل الأول في انتشار لعبة السلة في النادي، وتحليقها إلى مصاف الدرجة الأولى في موسم 2006-2007، هو صانع اللاعبات، وقد ساهم في دعم النادي مادياً من خلال لاعبته البطلة "هند الأطرش" عندما تم إعارتها إلى نادي "الوحدة" الدمشقي مقابل مبلغ جيد للنادي، وبعدها أعيدت اللاعبة إلى المنتخب الوطني. المدرب "كمال السليم" رفيق الدرب وصاحب الأفكار الرائعة التي تساهم في رفع وتيرة العمل الرياضي، يتميز بدوره في توطيد العلاقة بين المدرب والنادي واللاعبين وأهالي القرية في الداخل والخارج

أحببت الرياضة وعشقها وخاصة كرتي القدم والسلة، وكان للمربي "نصار أبو حمدان" الفضل في تعريفنا بالرياضة لكونه خريج معهد في ذلك الزمان، كنت أعشق أيضاً المسرح المدرسي والفصاحة والخطابة ولي نشاطات كثيرة في هذا المجال.

يحتفل بالفوز مع صغاره

دخلت المعهد الرياضي عام 1985 برغبة قوية، تخرجت بعد عامين ومارست مهنة التعليم في ابتدائية "المجيمر" لمدة عام، وكانت أجمل السنوات التي مرت عليّ في مسيرتي، عينت بعدها في مدرسة "سهوة بلاطة" وبقيت فيها حتى عام 1996، وكانت سنوات حافلة بالنشاط من خلال تمثيل المحافظة في بطولة الطلائع بفرق البنات في "اللاذقية" و"حمص" و"ريف دمشق"، وكنا دائماً بين المراكز الأربعة الأولى، انتقلت بعدها لمدة قصيرة لمدرسة "زنوبيا" ثم إلى قرية "رساس"».

تخصص كمدرب في كرة السلة، وعُرف بأنه مدرب المواهب الواعدة، ويقول عن هذا الطريق الطويل: «دخلت عالم السلة من خلال الرياضة المدرسية أولاً، وبدعم كبير من الخبير الرياضي المعروف "يوسف السنيح" و"سمير أبو حمدان" رئيس دائرة التربية الرياضية آنذاك، الذي أعدّه الأب الروحي لي، رافقت "السنيح" عندما كان مدرباً لسيدات "النادي العربي" أيام الدرجة الأولى، ونقلت اللعبة إلى "نادي عرى" عام 2000 بعد تفرغي في شعبة المراكز التدريبية، فحصلت على دعم كبير من كافة الأساتذة بالشعبة وعلى رأسهم الأستاذ "مجيد حاتم".

طقوس جبلية مع العائلة

انتسب نادي "عرى" إلى اتحاد اللعبة، وفي عام 2003 صعدنا إلى الدرجة الثانية، وفي عام 2005 حصلنا على أول فرصة للصعود إلى الدرجة الأولى، لكن عقوبة بالتوقيف لمدة عام بسبب خطأ فني أوقفنا عن الصعود، وفي عام 2007 كانت سنة الصعود إلى الدرجة الأولى، وبقينا موسماً كاملاً في ظل الضعف والضغط المادي وفرق الإمكانات.

ابتعدت عن النادي لمدة عامين لأسباب شخصية، هبط خلالها إلى الدرجة الثانية ثم الثالثة، وبعد عودتي في عام 2010 صعدنا إلى الدرجة الثانية وبقينا حتى عام 2012، وما زلنا مستمرين بقرار اتحاد اللعبة المتضمن المشاركة وإلغاء التصنيف».

رفيق دربه مجيد الأعور في النادي

وفي دورة "القسم" في كرة السلة للسيدات التي تقام سنوياً في مدينة "السويداء" كانت مشاركاته مع عدد من موهوبات النادي، ويقول: «شاركت بعض لاعبات النادي في كافة دورات "القسم" مع منتخب "السويداء"، وشاركت بصفة مساعد مدرب وإداري في كل الدورات، وكحكم على طاولة التسجيل لكوني أحمل شهادة تحكيم درجة ثانية، وكانت هذه الدورة مدخلاً مهماً لمتابعة العمل في رياضة كرة السلة، فاتبعت دورات تدريبية كثيرة، وحصلت على شهادات تقدير وشكر وثناء بصورة مستمرة في كافة النشاطات التي ساهمت فيها، وتشرفت أخيراً بتسميتي عضواً باللجنة الأنثوية الفرعية المنبثقة عن لجان الاتحاد العربي السوري لكرة السلة، وتم تكليفي من قبل اللجنة الفنية الفرعية لكرة السلة في "السويداء" كرئيس للجنة المدربين، أما آخر دورة تدريبية خضتها فكانت دورة دراسات تدريبية بدعوة من المدرب السوري "رزق الله زلعوم" ونادي "هوبس" الرياضي اللبناني، وقد وجه الاتحاد السوري دعوات خاصة للمدربين العاملين في الأندية المميزة في "سورية"، وكان لي شرف الدعوة والحضور بصحبة زميلي المميز "مازن الخطيب" من "النادي العربي"».

في قريته "عرى" تابع الطريق من خلال النادي، وكانت بصماته واضحة في كافة المجالات الرياضية والاجتماعية التي ساهمت في تعزيز الألفة والمحبة بين الناس، ويقول: «أشعر بسعادة لا توصف عندما نرسم السعادة على شفاه الأطفال، وهذا نتاج عمل جماعي بدعم الهيئة العامة للنادي، والمجلس الداعم مادياً والممثل بمجموعة من الأيادي البيضاء الممدودة إلى الخير، وهي التي تتحمل الأعباء المادية بالكامل لأي نشاط نقوم به أو فعاليات رياضية واجتماعية، فكان النادي بيت القرية الكبير على مدار العام، حيث يقوم المجلس بتوفير الهدايا لأطفال الأسر الفقيرة وأطفال الشهداء، إضافة إلى الضيافة وتكاليف الألعاب.

المدارس الصيفية التي تقام بعد انتهاء المدارس تضم معظم الألعاب من كرات السلة والقدم، وألعاب الكاراتيه والباليه والجمباز والرماية وألعاب القوى، وفريق ألعاب القوى للسيدات الذي صعد إلى الدرجة الأولى هذا العام مؤلف من لاعبات كرة سلة، ونحرص في النادي كذلك على إقامة الاحتفالات والأعياد بمشاركة الأهالي والمغتربين، وتجد أعضاء النادي كخلية نحل ويد واحدة من أجل إسعاد الحضور وتوثيق العلاقة بين الجميع».

اللاعب والمدرب المعروف "مجيد الأعور" تحدث عن معرفته بالكابتن "كمال السليم" من خلال نادي "عرى"، ويقول: «"كمال" مدرب كرة السلة في نادي "عرى" هو إنسان رياضي خلوق متطلع دائماً إلى تحقيق نتائج جيدة من خلال عمله المتواصل، وهمته التي لا تلين والصدق والضمير الحي في العطاء، له الفضل الأول في انتشار لعبة السلة في النادي، وتحليقها إلى مصاف الدرجة الأولى في موسم 2006-2007، هو صانع اللاعبات، وقد ساهم في دعم النادي مادياً من خلال لاعبته البطلة "هند الأطرش" عندما تم إعارتها إلى نادي "الوحدة" الدمشقي مقابل مبلغ جيد للنادي، وبعدها أعيدت اللاعبة إلى المنتخب الوطني.

المدرب "كمال السليم" رفيق الدرب وصاحب الأفكار الرائعة التي تساهم في رفع وتيرة العمل الرياضي، يتميز بدوره في توطيد العلاقة بين المدرب والنادي واللاعبين وأهالي القرية في الداخل والخارج».

يذكر أن الرياضي "كمال السليم" من مواليد "عرى"، عام 1968.