يطلق عليها أهالي مدينة "شهبا" لقب "الإعصار لوريس" كناية عن إمكانياتها غير المحدودة في الجري، فيما يعدّها كل من تابعها خليفة "غادة شعاع"، وهي التي احتلت بطولة الجمهورية بسرعة قياسية على الرغم من سنها الصغير.

مدونة وطن "eSyria" التقت البطلة السورية في ألعاب القوى "لوريس عزات دنون" بتاريخ 29 تشرين الأول 2015، فتحدثت عن دخولها مملكة أم الألعاب بالقول: «ولدت في بيت رياضي بامتياز، فوالدتي بطلة العرب في ألعاب القوى "حنان النجار" التي ما زالت أرقامها صامدة حتى الآن، ووالدي مدرّس رياضة قديم وكل اهتمامه ينصب على ألعاب القوى، ويعدّ مدربي الأول ومشجعي في كل خطواتي، وهما ما زالا يمارسان الرياضة حتى الآن، وكنت وأختي نرافقهما إلى البطولات المحلية، وفي بطولة المحافظة عام 2012 كنت في الصف السادس، وطلبت مني أن أشارك فجأة ومن دون سابق إنذار في مسابقة الجري لمسافة 400 متر، وكانت نتيجتي الأولى بزمن قياسي وسط ذهول كل من كان في الملعب البلدي بمدينة "السويداء".

في هذه الرياضة يكون الحمل التدريبي قاسياً وكبيراً، ونحن نستهلك طاقة هائلة منذ الدقيقة الأولى حتى نهاية التمرين، وعلينا الجري من دون توقف بطرائق علمية مدروسة، وكل مسابقة تختلف تمارينها عن غيرها، فسباق 800 متر يختلف كلياً عن 1500 متر.. وهكذا، والجسم بحاجة إلى غذاء خاص مكون من البروتينات والفيتامينات والحديد، ومن الضروري تناول الحليب والبيض بوجه أساسي، واللحوم بأنواعها بكميات مدروسة، وهذا الأمر تتولاه والدتي دائماً، ويحتاج إلى برنامج واضح ومحدد

وفي بطولة الجمهورية التي أقيمت بعد ذلك بأشهر طلبتني عضو اتحاد ألعاب القوى "هلا مغربي"، وانتقلت فجأة لتمثيل "سورية" في البطولات القادمة على الرغم من سني الصغير للمنافسة في سباقات 400 متر و800 متر، والتحضير لبطولة غرب آسيا وبطولة آسيا من خلال معسكر دائم ومغلق في مدينة "اللاذقية"؛ لكي أحسّن رقمي وأحاول كسر الرقم الآسيوي».

مع أختها ووالدها

وعن مدربيها وكيفية التنسيق بين الدراسة والحمل التدريبي القاسي أضافت: «أدين بالفضل لوالديّ اللذين يرافقاني بكل خطوة على الرغم من كل الظروف والصعوبات، وأشرف على تدريبي رسمياً المدرب "وجيه العلي"، وفي "دمشق" أتمرّن على أيدي عدد من مدربي المنتخب السوري مثل: "رياض بكور"، و"عماد سراج"، و"بلال الحلبي". وفي أول اختبار في مسابقة الجمهورية كنت المنافسة الوحيدة لبطلة آسيا "غفران محمد" التي سبقتني بخطوة واحدة فقط، وفي سباق 400 لم يكن لدي أي منافسة أبداً، وكل ذلك ولم نبدأ بعد التدريب الفعلي القاسي.

وبالنسبة للدراسة فأنا من مواليد نهاية سنة 2001، وأتحضر هذه السنة لامتحان التاسع، وهو ما تطلب مني جهداً مضاعفاً في الدراسة والرياضة وتنظيم الوقت، وفي المعسكر المغلق سوف أتابع دراستي الخاصة بإشراف الاتحاد الرياضي، فأنا أعدّ الدراسة الهدف الأول والرياضة تأتي في المقام الثاني».

تكريم لوريس من الأسرة الرياضية

أما فيما يتعلق بغذائها فأضافت: «في هذه الرياضة يكون الحمل التدريبي قاسياً وكبيراً، ونحن نستهلك طاقة هائلة منذ الدقيقة الأولى حتى نهاية التمرين، وعلينا الجري من دون توقف بطرائق علمية مدروسة، وكل مسابقة تختلف تمارينها عن غيرها، فسباق 800 متر يختلف كلياً عن 1500 متر.. وهكذا، والجسم بحاجة إلى غذاء خاص مكون من البروتينات والفيتامينات والحديد، ومن الضروري تناول الحليب والبيض بوجه أساسي، واللحوم بأنواعها بكميات مدروسة، وهذا الأمر تتولاه والدتي دائماً، ويحتاج إلى برنامج واضح ومحدد».

وفي تحديها الجديد في كأس الجمهورية لألعاب القوى المقام في مدينة "اللاذقية" في 1 تشرين الثاني 2015، أكدت المدربة "حنان النجار" أن "لوريس" حطمت الرقم السوري لمسافة 400 متر بزمن قدره 58 ثانية من دون منافسة تذكر، أما بسباق 800 متر فكان زمنها دقيقتين و18 ثانية من دون منافسة أيضاً، وقد بقيت في "اللاذقية" للتحضير لبطولة "غرب آسيا" ومعنوياتها عالية على الرغم من صغر سنها وضعف خبرتها الدولية، لكنها تعتمد على موهبتها النادرة وحماستها».

أثناء التدريبات الشاقة

وفي خطوة تشجيعية قبل الاستحقاقات القادمة قام "نسيم الهادي" رئيس نادي "شهبا" بتكريمها بحضور عدد كبير من الفعاليات الأهلية والرياضية وفرع الاتحاد الرياضي، حيث قال: «تلعب "لوريس" ضمن فئة الناشئات، وعلى الرغم من سنها الصغير إلا أنها انتقلت إلى تمثيل المنتخب الوطني عن فئة السيدات لإمكانياتها الكبيرة وغير الطبيعية؛ وهو ما جعل القيادة الرياضية تهتم بكل ما يتعلق بها تحضيراً لبطولة آسيا القادمة، وعلى الرغم من الإمكانيات المتواضعة التي تغلف الرياضة إلا أننا لن ندخر جهداً لدعمها مادياً ومعنوياً، وللعلم فإن والدها يفرغ وقته لكي يرافقها في كل خطوة؛ وهذا يدل على الثقة الكبيرة بقدراتها غير المحدودة في هذا السن الصغير، ومع كل يوم تدريبي لها تخطو خطوات واسعة نحو الذهب الآسيوي».