يتمتع باحترام الكبير والصغير، وهو رمز الفرح في لعبة كرة القدم، والمخضرم صاحب الرؤية الأكاديمية المتقدة، المدرب والإعلامي والإداري ومؤسس كرة القدم الأنثوية في "السويداء".

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرب الوطني "مفيد جادو زهر الدين" بتاريخ 20 كانون الأول 2014، فتحدث عن بداياته ودراسته، قائلاً: «ولدت في مدينة "السويداء" عام 1960، وأنحدر من قرية "الصورة الكبرى"، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "بور سعيد" والمرحلتين الإعدادية والثانوية في ثانوية "الثورة"، وكنت متعلقاً منذ الصغر بلعبة كرة القدم وبالرياضة بوجه عام، ولا أتخيل حياتي من دون الملعب والكرة، حيث دخلت معهد التربية الرياضية للمعلمين وتخرجت دورة 1982، وقمت بتدريس مادة التربية الرياضية متنقلاً بين ثانويات "الثورة - أحمد قاسم جمعة - نايف جربوع – المتفوقين"، انتسبت للحركة الكشفية عام 1974 وتحديداً للفرقة الكشفية 28، وتدرجت فيها كشاف مبتدئ - نائب عريف طليعة - عريف طليعة - نائب قائد فرقة، ثم أصبحت قائداً للفرقة حتى عام 1986 حين تم تجميد العمل بالحركة الكشفية، وقدت خلالها العديد من المخيمات التي أقيمت في "السويداء" و"درعا" و"اللاذقية"، وهي التي صقلت شخصيتي، وجعلتني شاباً أتمتع بالشخصية القوية، والرؤية وزرعت كل المحبة والاحترام في قلبي للناس والمجتمع».

حصلت مع النادي على بطولة دوري الدرجة الثانية لفئة الناشئين موسم 1990-1991، وبطولة دوري الدرجة الثانية لفئة الشباب موسم 1991-1992، وساهمت في صعود النادي للدرجة الثانية موسم 1994-1995 والحصول على كأس بلدية "عالية" اللبنانية مع فريق الرجال بعد التعادل مع فريق "الإخاء الأهلي عالية" في "السويداء"، والفوز عليه في لبنان بهدف

بدأ تدريب كرة القدم عام 1986 بعد أن تعرض نادي "العربي" للعودة إلى دوري الظل متسلحاً بالرغبة والدراسة الأكاديمية، حيث درب جميع فئات النادي من الصغار والأشبال والناشئين والشباب والرجال.

مع سلطان الأطرش أيام الحركة الكشفية 1981

وحصل على عدد من الإنجازات، حيث يتابع: «حصلت مع النادي على بطولة دوري الدرجة الثانية لفئة الناشئين موسم 1990-1991، وبطولة دوري الدرجة الثانية لفئة الشباب موسم 1991-1992، وساهمت في صعود النادي للدرجة الثانية موسم 1994-1995 والحصول على كأس بلدية "عالية" اللبنانية مع فريق الرجال بعد التعادل مع فريق "الإخاء الأهلي عالية" في "السويداء"، والفوز عليه في لبنان بهدف».

أما فيما يتعلق ببطاقته كمدرب محترف، والدورات التي اتبعها، فأضاف: «اتبعت العديد من الدورات أهمها دورة بإشراف الاتحاد العربي لكرة القدم، والأهم دورة c الآسيوية عام 2003، ودورة دولية في "أبو ظبي" عام 1994 التي حاضر فيها مدرب نادي الأرسنال الإنكليزي المدرب الفرنسي الشهير "آرسن فبنغر" حيث اكتسبت خلالها الكثير من فنون الكرة في التكتيك والتكنيك، وكان لي تجربة احترافية مهمة حيث دربت نادي "الليث" السعودي لمدة 4 سنوات من عام 1999 لغاية 2003، وحققت عام 3003 معه إنجازاً بالحصول على بطولة المنطقة الغربية لدوري شباب أندية الدرجة الأولى، بعد عودتي كلفت عام 2008 كأمين سر لجنة كرة القدم داخل الصالات في الاتحاد السوري لكرة القدم، وتم تعييني مساعد مدرب منتخب "سورية" لهذه اللعبة، ومن ثم مديراً للمنتخب.

مع منتخب سيدات السويداء لكرة القدم

وترأست بعثة المنتخب لأكثر من مرة خارج "سورية"، وشاركنا في عدد من البطولات العربية، ومن المهام الإدارية التي شغلتها أيضاً: عضو مجلس إدارة النادي "العربي" لعدة دورات، وعضو قيادة فرع الاتحاد الرياضي في "السويداء" دورة عام 1995، وأمين سر لجنة المسابقات بالاتحاد السوري لكرة القدم 1992، وأمين سر لجنة الصالات بالاتحاد السوري لكرة القدم من عام 2008 حتى 2012، وكان لي تجربة مع الإعلام الرياضي حيث عملت مراسلاً لصحيفة "الموقف الرياضي" من 1986-1988، ومن ثم مراسلاً لصحيفة "الاتحاد" من عام 1988-1996، وكذلك مراسلاً للبرنامج الإذاعي "ملاعبنا الخضراء"».

وعن البيت الذي تربى في أحضانه، قال: «ترعرعت في بيت كما بيوت الجبل؛ حريص على العلم وعلى التربية الصحيحة، فكان والدي المرحوم "أبو سعيد جادو زهر الدين" يعشق العلم والثقافة وكانت لديه مكتبة، وهو موظف في مديرية مالية "السويداء" يُعرف بنزاهته ومواقفه الوطنية، وكان مكتبه ملتقى (للأوادم) من وجهاء وأعيان الجبل، فكان لوالدي رحمه الله تأثيراً في شخصيتي، فمثلاً كان لا يدخن ونحن الإخوة الأربعة لا يوجد فينا مدخن، ليس خوفاً منه وإنما كنا ننظر إليه كمثل نقتدي به. وأيضاً للحركة الكشفية تأثير في بناء شخصيتي وقد علمتني الاعتماد على النفس والتغلب على المصاعب وكان قدوتي حينها الأستاذ "أسامة أبو الفضل" المحامي المعروف، ومن المواقف الجميلة التي لا أنساها في الحركة الكشفية اللقاء مع "سلطان باشا الأطرش" والحديث الذي لا أنساه أبداً.

مع المدرب العالمي آرسن فبنغر

أما الذكرى المؤلمة في حياتي فكانت آخر السبعينيات حيث تم ترشيحي من مفوضية كشاف "السويداء" لأكون ضمن عداد وفد كشاف "سورية" المشارك في المخيم العربي في "تونس"، وكان رسم الاشتراك 600 ليرة سورية، ووقعت في حيرة من أين أتدبر الأمر، خاصة أن راتب والدي في تلك الأيام كان يزيد على 400 ليرة سورية بقليل، وبعد عدة أيام رآني والدي متضايقاً فذهب واستدان المبلغ من أحد الأصدقاء وقال لي: (ما بخليك زعلان روح سجل)، وعندما ذهبت وجدت أن مهلة التسجيل انتهت والأسماء أصبحت جاهزة ولم أسافر، وقد حزنت كثيراً لكن الحزن الأكبر كان على والدي الذي عمل المستحيل كي يفرحني، لكن الله لم يحرمني من زيارة تونس فزرتها بعد 30 عاماً بصفتي مدير منتخب ورئيس بعثة منتخب "سورية" لكرة القدم للصالات».

مدرب حراس المرمى في نادي "شهبا" الرياضي الكابتن "أسامة الطويل" تحدث عن معرفته بالمدرب "زهر الدين" قائلاً: «يتمتع المدرب القدير "مفيد زهر الدين" بالرؤية الثاقبة للملعب، اكتسب ذلك من خبرته الطويلة في الملاعب كمدرب، يعرف ما يريد ويقرأ المباراة من الدقائق الأولى، ويوجه اللاعبين بناء على ذلك، برزت قدراته مع النادي "العربي" في دوري الصعود لفئة المحترفين عندما قارع الكبار وكاد أن يصعد إلى مرتبتهم لو ساعدته الظروف، ومعروف عن "زهر الدين" أنه مكتشف المواهب التي ترفد النادي دائماً، ولا ننسى أنه مؤسس منتخب السيدات لكرة القدم».