يعد من أوائل المؤسسين لرياضة الكاراتيه في المحافظة وفق الطرائق العلمية السليمة، وهو مدرب المنتخب الوطني للسيدات وحاز معهن بطولات عديدة، استقر به الحال في "بلغاريا"، وما زال يمارس احترافه باسم "سورية" كاسراً كل الحواجز لكي يرفع علم بلاده في أقوى الدورات الدولية.

مدونة وطن "eSyria" التقت البطل العالمي "أسامة عزام" بتاريخ 23 تشرين الثاني 2014، الذي تحدث عن طفولته مع اللعبة فقال: «بدأتُ ممارسة لعبة الكاراتيه في العام 1978 في مسقط رأسي "السويداء"، كنت حينها في السادسة عشرة من عمري، وقد بدأت التدريب في ظروف غير صحية لأي لاعب، فلا أدوات ولا تجهيزات تساعدني على ممارسة التمارين لكي أصبح بطلاً في هذه اللعبة، ومنذ الأشهر الأولى استطعت إتقان فنون اللعبة وتعلمها جيداً، ما لفت نظر المدرب إلي فأصبح يفرز اللاعبين الجدد ويوكلني بتدريبهم، وبعد مضي عام ونصف العام تقريباً توقف مدربي عن التمرين وأغلقت صالة التدريب وكانت اللعبة على وشك الانتهاء في المحافظة، وهو ما دفعني للاستئذان من مدربي ومتابعة تدريب اللاعبين على مضمار الملعب متجاوزاً كل المعوقات، وخلال مدة قصيرة استطعت التحول إلى مدرب حيث أسست فريقاً جيداً، وكان أول امتحان لي كمدرب في بطولة الجمهورية عام 1981 حيث حصل فيها منتخب "السويداء" الفتي على المركز الثالث، وبعد مدة وجيزة عملت مدرباً لمنتخبات ألعاب القوى في الاتحاد الرياضي العسكري، لكن هذا لم يمنعني من الاستمرار في تدريب منتخبات "السويداء" والمضي مع اللاعبين واللاعبات في تحقيق الانتصارات وحصاد المراكز الأولى ببطولات الجمهورية، والعرب وذلك منذ عام 1984 حتى عام 1993».

بلدي هي الهم والاهتمام، وكل ما أقوم به وأنجزه نابع من حبي للوطن ورفع شأنه، وقد حصلت على الحزام الأسود درجة 7 دان من الاتحاد الدولي، ولي رغبة صادقة بنقل ما تعلمته لأبناء وطني، وهو ما تجلى في زيارتي الأخيرة التي طلبت فيها أن تقام دورة مكثفة للمدربين واللاعبين بمبلغ رمزي يعود ريعه لأبناء الشهداء، هو أقل من الواجب وكم أتمنى أن أتابع ذلك، فـ"سورية" لا تقل أهمية عن أي دولة في العالم برياضة الكاراتيه، ولكن اللعبة تحتاج إلى الدعم الدائم، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب

ويمضي قائلاً: «أسست كاراتيه "السويداء" على طرائق سليمة وتقنيات عالية استقيتها من الخبراء العالميين الذين زاروا "سورية" وأقاموا فيها دورات صقل للمدربين، واستمرارية حصاد الميداليات بالبطولات ورفد المنتخبات الوطنية باللاعبين واللاعبات من "السويداء" بعد سفري يدل على ذلك، ومن اللاعبين واللاعبات الذين حققوا نتائج على مستوى العرب وآسيا: "شهيرة سلوم"، "سونيا وبثينة أبو ترابي"، "بنية السيد"، "غيداء الشعراني"، ومن الذكور على مستوى سورية: "مروان زين الدين"، "فادي فرج"، "رامي صوان"، "علاء زين الدين"، "علاء أبو مغضب"، والحقيقة إن الأسماء كثيرة لم أعد قادراً على رصدهم».

مع أطفال الجالية السورية في أوروبا

وعن تجربته الرياضية في غربته الطويلة أضاف: «كان ذلك بداية عام 1994 عندما سافرت إلى "بلغاريا" قمت بزيارة نادي "الشرطة" وقدمت لهم عروضاً نالت إعجابهم، وهو ما دفع إدارة النادي للطلب مني أن أدرب لاعبيه مقابل مبلغ مالي جيد، لكنني اعتذرت عن عدم قبول العرض بسبب ضيق وقتي وطلبت أن أدرب اللاعبين دون مقابل ولكن حسب وقتي أنا، وقد تطور النادي وأصبح أقوى منافس ببطولات بلغاريا، حتى إنني شاركت باسم النادي كلاعب عام 1997 وحصلت على المركز الأول، وبنفس الوقت كنت أعمل على مشروعي الخاص حيث افتتحت نادياً للكاراتيه والكيك بوكسنيغ، واستطعت في أول يوم عمل أن أستقطب 60 لاعباً.

وبعد تدريب دام ثلاثة أشهر ونصف الشهر شارك خمسة من لاعبي القدامى ببطولة بلغاريا وحصد ناديي الخاص "ديناميك" ذهبية وفضّيتين وأربع برونزيات في البطولة، وتم انتقاء لاعبين اثنين من النادي للمشاركة مع المنتخب البلغاري في بطولة أوروبا التي استضافتها هنغاريا، وقد حصل لاعب منهما على ذهبية القتال الفردي لوزن 65كغ، وبرونزية الكاتا الفردي».

متوجاً بثاني بطولة العالم

شارك "عزام" في بطولة العالم الأخيرة باسم "سورية"، وكالعادة حصل على ميداليتين، حيث يؤكد: «حصلت على الميدالية الفضية في الكاتا الفردي بعد تغلبي على جميع اللاعبين وخسارتي أمام بطل العالم البيلاروسي، وحصلت على البرونزية بالقتال الفردي للوزن المفتوح بعد خسارتي مع البطل الهنغاري، وبهاتين الميداليتين نالت "سورية" المركز الحادي عشر على مستوى العالم بالترتيب العام من أصل خمسين فريقاً مشاركاً من 38 دولة، وقد رفعت العلم الوطني على الرغم من تحذيرات الاتحاد الدولي بسحب ميداليتي مني، وقد شاركت بتحكيم البطولة كحكم بساط بتكليف من رئيس لجنة الحكام الدولية، ونلت ميدالية التميز على ذلك، وأكثر ما أفرحني وجود الجالية السورية وأعضاء السفارة في هذه البطولة التي تحولت لعرس حقيقي أدهش كل الحضور».

وعن عودته للوطن وإقامته لدورة تدريبية أضاف: «بلدي هي الهم والاهتمام، وكل ما أقوم به وأنجزه نابع من حبي للوطن ورفع شأنه، وقد حصلت على الحزام الأسود درجة 7 دان من الاتحاد الدولي، ولي رغبة صادقة بنقل ما تعلمته لأبناء وطني، وهو ما تجلى في زيارتي الأخيرة التي طلبت فيها أن تقام دورة مكثفة للمدربين واللاعبين بمبلغ رمزي يعود ريعه لأبناء الشهداء، هو أقل من الواجب وكم أتمنى أن أتابع ذلك، فـ"سورية" لا تقل أهمية عن أي دولة في العالم برياضة الكاراتيه، ولكن اللعبة تحتاج إلى الدعم الدائم، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب».

ميدالية التميز بالتحكيم

اللاعب والمدرب المعروف "مجيد الأعور" رئيس نادي "عرى" تحدث عن معرفته باللاعب والمدرب القدير "أسامة عزام" بالقول: «تكمن أهمية المدرب العالمي "عزام" بأنه أدخل لعبة الكاراتيه إلى المحافظة، وكان يقطع المدن والريف في الصيف والشتاء على دراجة نارية من أجل أن ينشئ جيلاً قادراً على حمل الراية والمنافسة، وكنت من لاعبيه الكثر الذين تعلموا منه أصول اللعبة وتكنيكاتها وتكتيكاتها، فهو المدرب الذي لا يعلى عليه إطلاقاً في القطر، وظف خبرته الكبيرة في خدمة الرياضة السورية بوجه عام ولمسقط رأسه بوجه خاص، وتكمن خبرته في اكتشاف المواهب من النظرة الأولى وتبنيها، وقدرته على انتقاء اللاعبين، ولا ننسى ما يقوم به في الخارج من جهود جبارة لرفع العلم الوطني واعتلائه لمنصات التتويج على الرغم من الهجمة المنظمة على كل من هو سوري ووطني في الخارج. "أسامة عزام" أكبر من كل الكلمات التي قيلت وتقال، ويكفيه أنه المعلم والمدرب والبطل السوري بامتياز».

الجدير بالذكر، أن البطل العالمي "أسامة عزام" قد وجه دعوة لكافة لاعبي سورية بالداخل والخارج لمن يرغب بالمشاركة في بطولة العالم للسنة القادمة البدء بالتحضير من الآن، ووعد بتأمين دعوات اسمية للاعبين من الاتحاد الدولي ليتسنى لهم الحصول على الفيزا الخاصة بالدخول واللعب في أي بطولة دولية.