تعد "علا زين الدين" من اللواتي يمتلكن الرشاقة والمهارة على البساط، وعلى الرغم من حداثة سنها إلا أنها أثبتت أنها إشراقة النادي في لعبة الجمباز، فحصلت في أول اختبار فعلي لها على المركز الأول على مستوى "السويداء".

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعبة الموهوبة "علا زين الدين" بتاريخ 5 تشرين الثاني 2013، في "نادي شهبا الرياضي"، فتحدثت عن طفولتها، وعلاقتها باللعبة: «ولدت في مدينة "شهبا" عام 2001 لأسرة متوسطة الحال، فقدت معيلها هذه السنة، فذقنا مرارة اليتم الحقيقي، غير أن وجود الوالدة في حياتنا عوضنا عن الفقد الموجع. ومنذ الصغر تعلقت بلعبة الجمباز، وعشقت حركاتها، ورحت أفتش عن عروضها الساحرة في التلفاز، وحاولت تقليدها في المنزل زمناً طويلاً حتى صادفت إحدى رفيقاتي في المدرسة منذ سنتين وهي عائدة من نادي "شهبا" الرياضي، فأخبرتني أنها تتدرب في النادي على يد المدربة "رندة الريشاني" لعبة الجمباز، فذهبت في اليوم الثاني، وسجلت في النادي، وما زلت فيه حتى اللحظة أمارس اللعبة التي أحب».

من المعروف أن السيدة "رندة الريشاني" بطلة من بطلات القطر في هذه اللعبة، ولها باع طويل في التدريب على مستوى المحافظة، وقد نشأت بيننا علاقة حب كبيرة، فهي قدوتنا الحسنة، والمعلمة والمربية التي نهتدي بهديها، ودائماً ما ترشدنا داخل النادي وخارجه، فهي تتابعنا مع إدارة النادي في مدارسنا، وتحثنا بإصرار على تفوقنا في الدراسة قبل الرياضة

وعما اكتسبته من مهارات في اللعبة، والحركات التي تتقنها، أضافت: «أي لعبة تحتاج إلى اللياقة البدنية، ولعبة الجمباز تحتاج إلى اللياقة والمرونة والقوة، وهو ما يتطلب التمرين المستمر والدائم الذي يترافق مع التدريب على الحركات الأساسية في الجمباز مثل حركات (القصعة، والردة، والفصخ، والدولاب، والبلندة، والكارت ويل). أما الأجهزة التي نتدرب عليها في النادي، ولا يوجد سواها فهما جهاز العارضة، وجهاز المنط فقط، حيث بت متميزة على جهاز الحصان الذي أعشق حركاته، واختبرت من قبل أول لجنة أتت إلى المحافظة، ونلت المركز الأول، كما نلت نفس المركز في الحركات الأرضية عن فئتي في أول بطولة تقام هذه السنة».

علا في استعراض جماهيري كبير

وعن البطولات والعروض التي قامت بها طوال سنتين من التدريب في النادي، تابعت: «منذ أسابيع قليلة خضنا أول اختبار حقيقي في مدينة "السويداء"، فالبطولة كانت أمام لجنة مختصة من المدربين والفنيين في التمارين الخاصة بالجمباز، والأجهزة التي نتقنها، وقد حصلت على المركز الأول، وأعدها خطوة أولى في مسيرتي القصيرة لكون الوضع في البلد لا يسمح بإقامة البطولات. ولذلك كانت هذه البطولة ضرورية من أجل الجاهزية الدائمة ومن حيث العروض الفردية، فقد قام النادي بعروض رياضية تكريماً للشهداء في مدرسة الشهيد "كمال مسعود"، وقمت يومها بعرض فردي لاقى الاستحسان والقبول من الجمهور الكبير الذي شجعني بحرارة. وأتمنى في المستقبل أن تكون العروض الجماهيرية مترافقة مع أجهزة متعددة تبرز ما تعلمناه في هذه اللعبة».

أما عن علاقتها بالمدربة "رندة الريشاني" وما استفادته من تجربتها الطويلة، فأكدت: «من المعروف أن السيدة "رندة الريشاني" بطلة من بطلات القطر في هذه اللعبة، ولها باع طويل في التدريب على مستوى المحافظة، وقد نشأت بيننا علاقة حب كبيرة، فهي قدوتنا الحسنة، والمعلمة والمربية التي نهتدي بهديها، ودائماً ما ترشدنا داخل النادي وخارجه، فهي تتابعنا مع إدارة النادي في مدارسنا، وتحثنا بإصرار على تفوقنا في الدراسة قبل الرياضة».

علا في حركة على البساط

وعن علاقتها بزميلاتها في النادي، وما يرغبن في تحقيقه: «هن أخواتي، وزميلاتي، وأحبهن جميعهن، وأصبحن جزءاً من عائلتي، وهن: "زينة الجباعي"، و"نور دنون"، "مرام العريضي"، و"سيدرا العيسمي". وفي الحقيقة كلهن متميزات، ولا ينقصنا إلا وجود الأجهزة الأخرى لنصبح مثل الأندية الأخرى، ووجود صالة كبيرة مخصصة للجمباز تعطينا حرية الحركة والتدريب العالي. وهذا كله لا ينفي اهتمام الإدارة التي لا تدخر جهداً في توفير احتياجاتنا، وتسعى لإكمال المتطلبات الضرورية لنا بشتى الوسائل».

المدربة السيدة "رندة الريشاني" إحدى بطلات المنتخب الوطني في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في "اللاذقية"، تحدثت عما وجدته في اللاعبة "علا زين الدين"، فقالت: «منذ أن قدمت "علا" إلى النادي، أثبتت قدرة كبيرة في التمارين، وكانت مميزة في كل الحصص التدريبية حتى باتت أهم لاعبة في النادي، وقد أثبتت ذلك في الاختبارات التي أجريت في "السويداء" عندما حصلت على أعلى العلامات في فئتها، وعند أول بطولة كانت على قدر المسؤولية ونالت ما كنت أتوقعه من التفوق، وهي من اللاعبات القلائل في النادي اللواتي يتقن اللعب على جهاز العارضة باقتدار الكبار، وحركاتها تؤهلها لتصبح بطلة على مستوى "سورية"».

المدربة "رندة الريشاني"

الجدير بالذكر، أن رياضة الجمباز النسائية في محافظة "السويداء" انحصرت بعد أن كانت أمل "سورية" في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وباتت تعتمد على إشراقات فردية قليلة تتم رعايتها من قبل مدربين نذروا أنفسهم لذلك.