لفت نظر كل من درّبه في نادي "شهبا" منذ أن كان في التاسعة، وانتقل من فئة الناشئين إلى الرجال مباشرة بفضل موهبته الكبيرة، فطلبه أكثر من ناد كبير في "دمشق"، مواهبه متعددة لا تنتهي عند لعبة واحدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعب الشاب "بحر جعفر" بتاريخ 29 آب 2014، فتحدث عن طفولته: «ولدت في مدينة "شهبا" عام 1997، وأعيش في أسرة تؤمن بالحرية الشخصية لكل فرد فيها على أن تكون هذه الحرية مسؤولة ومنتجة، ومن هنا كان لكل فرد فيها مواهبه وحياته، وقد كنت مولعاً بعدد من الألعاب، ووجدت في داخلي طاقة كبيرة فدخلت النادي عندما نجحت إلى الصف الخامس، كان في النادي أربعة مدربين مسؤولين عن تدريب الأشبال، وهم: "جهاد بكري"، "غسان الطويل"، "فيصل الشحف"، و"حسام العريضي" الذي تطورت على يديه بشكل فعلي، وأدين له بالفضل الكبير في احتضان موهبتي».

هو ليس لاعب كرة قدم فقط، فلديه مواهب كبيرة وطاقة كامنة لا تهدأ، فهو لاعب كرة يد، ولاعب كرة طاولة، ودخل دورة لتعليم الرقص من أجل زيادة لياقته البدنية والمتعة، ويهوى المسرح الذي اشتغل فيه بالإضاءة والصوت، وأعتقد أن لديه متسعاً من الوقت حتى يثبت قدراته الكبيرة على أرض الواقع

تبناه المدرب "حسام العريضي" بشكل كامل بعد أن استشعر موهبته الحقيقية وقدرته على المراوغة وقراءة الملعب والتكتيك العالي؛ على الرغم من صغر سنه وجسمه الطري؛ ما أدى به إلى حرق مراحل كثيرة في الملعب أوصلته إلى الفريق الأول، وتابع: «كنت أستمتع بكل لحظة في الملعب إن كان في التمرين أو في المباريات، وكانت ثقة المدرب تجعلني متشبثاً بكل ثانية لعب حتى أثبت أنني على قدر المسؤولية، فأجمل شيء أن تجد خلفك أهلاً يدعمونك، ومدرباً يثق بقدراتك.

"بحر" مع نادي الرجال

وعندما ألغي دوري الناشئين وضعني المدرب مع فريق الشباب، وكذلك في السنة التي بعدها، وفي الواقع كنت أحتاج إلى ثلاث سنوات قبل أن أدخل فريق الرجال، ففي دوري الذهاب لأندية الدرجة الثانية لم ألعب طوال أربع مباريات، وكنت أثناء التدريب لا أظهر بالمستوى المطلوب، وفي مباراتنا الخامسة مع نادي "عربين" لعبت منذ الدقيقة الأولى معتمداً على قوة الإصرار فصنعت هدفين، وأضعت مثلهما عندما ارتدت الكرة من العارضة، كانت هذه المباراة بمنزلة كسر حاجز الخوف بالنسبة لي للعب في فئة كبيرة، وبعد انتهاء دوري الرجال بدأ دوري الشباب، وكنت أحد هدافي الفريق، وهو بالمناسبة من أفضل الفرق التي تأتي ضمن تاريخ النادي لما يضمه من مواهب كبيرة، وأعتقد أن مجموعة الشباب إذا لاقت الاهتمام المناسب ستكون قادرة على طرق دوري المحترفين ببساطة».

لقصة الاحتراف في العاصمة حكاية صغيرة تمده بالأمل، حيث يسرد تفاصيلها بالقول: «كل لاعب يحلم بالاحتراف المبكر، وقد شاهدني أحد الكشافة التابع لنادي "الوحدة" الدمشقي، وطلبني من المدرب "حسام العريضي"، وهناك علاقة مفتوحة مع إدارة نادي "المجد" عن طريق نفس المدرب، ولكنني أنتظر نيل شهادة الدراسة الثانوية حتى أقرر وجهتي القادمة؛ التي أتمنى أن تقودني إلى أحد الدوريات العالمية الكبيرة، وقصة الاحتراف كانت حاضرة عندما لعبت مع الرجال مباراتي الأولى التي تألقت فيها بفضل صبر المدرب ومساعدة زملائي وتشجيعهم لي، حيث شاهدني أحد كشافة نادي "الوحدة" بشكل مكثف، وطلبني بشكل نهائي».

المدرب حسام العريضي

مدرب نادي "شهبا" السابق، وأحد مواهبه الكبيرة "حسام العريضي" تحدث عن معرفته باللاعب "بحر جعفر" ومدى إيمانه بموهبته، وأكد: «ليس من السهولة أن تجد لاعباً كاملاً يمكنه اللعب في كل المراكز، وفي "بحر" تجتمع الشخصية القوية والمهارة العالية، ومنذ النظرة الأولى يكتشف أي مدرب قدراته الكبيرة، ولكن لكل مدرب أسلوبه وطريقته في توظيف الطاقات، وقد تعاملت مع "بحر" بطريقة احترافية بحتة مردها إيماني بما وهبه الله له، فكان على صغر سنه قادراً على اللعب مع الكبار، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر إذا جاءت نتائجها عكسية عليه، ولكنه منذ المباراة الأولى كان متميزاً وكأنه خبير في اللعب مع المحترفين.

حضر مباراته الأولى أحد إداريي نادي "الوحدة" الذي طلبه على الفور لكي يكون في صفوف النادي، إلا أن ذلك يحتاج إلى الوقت خاصة مع وجود الدراسة، وفي مباراة ثانية من دوري العام الماضي راقبه أحد إداريي نادي "المجد" الدمشقي وطلبه مني بصورة شخصية، كل ذلك يكشف ما يمتلكه هذا اللاعب (الظاهرة) برأيي».

الشاب "معتصم أبو زيدان" الصديق المقرب من "بحر" قال عما يعرفه عنه: «هو ليس لاعب كرة قدم فقط، فلديه مواهب كبيرة وطاقة كامنة لا تهدأ، فهو لاعب كرة يد، ولاعب كرة طاولة، ودخل دورة لتعليم الرقص من أجل زيادة لياقته البدنية والمتعة، ويهوى المسرح الذي اشتغل فيه بالإضاءة والصوت، وأعتقد أن لديه متسعاً من الوقت حتى يثبت قدراته الكبيرة على أرض الواقع».