يتميز بطوله الفارع، وجسده المتناسق كأنه خارج من مسرح إغريقي، ويعتبر آخر العنقود في العائلة الذهبية التي أفرحت السوريين طويلاً من خلال لعبة "الكاراتيه"، التي أدخلها إلى مدن وريف "السويداء" والده المدرب "عدنان عامر".

مدونة وطن "eSyria" التقت بطل الجمهورية "غيث عامر" بتاريخ 27 تموز 2014، الذي تحدث عن بدايته مع اللعبة، ويقول: «لا أدري إن كنت رضعت الحليب مع هذه اللعبة، فأنا ولدت في مدينة "شهبا" في عام 1993، ونشأت في عائلة هاجسها الوحيد رياضة الكاراتيه، فوالدي يمارس هذه اللعبة من بداية السبعينيات، وما زال يدربها حتى اليوم، فعندما كان يذهب للعب كنت أرافقه إلى الصالة منذ أن كان عمري أربعة أعوام كنوع من التسلية، وعندما دخلت المدرسة باتت الهاجس الذي لا يخرج من الرأس من خلال التدريب المتواصل، والاهتمام بكل ما أراه وأنا أراقب إخوتي في البيت والصالات والبطولات، حتى خضت بطولة المحافظة وأنا في الصف الرابع، وهي البطولة التي عرّفتني معنى البساط والخصم».

يتدرب ابني مع أخته في مركز البطلة "سوزان عدنان عامر"، ويحب اليوم الذي يكون فيه المدرب "غيث عامر" مشرفاً على التدريب، فهو يتمتع بشخصية قوية ومتفانية في العمل، ومن خلال مراقبتي لأبنائي أثناء التدريب أجده حريصاً على الجدية وعدم إهدار الوقت نهائياً، ويتعامل مع الأطفال بطريقة الصديق الكبير الواثق من قدراته، ونحن في مدينة "شهبا" نعتز كثيراً بهذه العائلة، وما تقدمه لأبناء المدينة

وعن العلاقة التي تربطه مع أفراد العائلة داخل المنزل وخارجها، يقول: «باعتبار أن الرياضة هي العمل الاحترافي الأساسي لكل أفراد العائلة، فالفوضى والسهر وكل ما يتعلق بالمشروبات الروحية والتدخين ممنوع في المنزل وخارجه، وفي أوقات التدريب الذي يقوم به والدي يكون الالتزام والجدية، فلا تهاون أو استرخاء مهما كان الوضع، أما داخل المنزل فنحن أسرة مكونة من أربع فتيات وشابين يسودها المحبة والصدق والتفاهم المطلق، ووالدانا هما صديقانا، وانتصار واحد منا في أي بطولة هو فوز للجميع، وأذكر جيداً عندما فازت أختي "سوزان" ببطولة العالم كيف كان انتصارها دافعاً لنا جميعاً، فرحة كبرى لا يعادلها أي شيء في العالم».

مع البطلة العالمية سوزان عامر

أما فيما يتعلق بالبطولات على مستوى المحافظة والقطر، فيضيف: «تنحصر سنوات البطولات على المستوى المحلي في الأعوام ما بين 2007 و2010 قبل أن أصاب في كتفي بتمزق أربطة والتهاب مفصل حاد، وهو مقتل لكل رياضي، وما بين تلك الأعوام نلت بطولة المحافظة بلا منازع في وزني بالكاتا والقتال، وفي عام 2008 اشتركت ببطولة القطر التي أقيمت في مدينة "حمص"، وعلى الرغم من حصولي على المركز الثاني إلا أنها أجمل بطولة بالنسبة لي، فقد كان كل من في القاعة يهتف باسمي على الرغم من أن منافسي يتبع لنفس المدينة، وهو دليل على حب الناس للعبة، ولروحهم الرياضية العالية، وقد عوضت ذلك في 2009 في البطولة المركزية الأولى "للكاراتيه" عندما انتزعت الذهبية بجدارة، وكذلك الأمر في البطولات المحلية التي كانت تقام كتجمعات في المحافظات، إلا أن الإصابة حدت من نشاطي على مستوى القطر، ومنعتني من تمثيل الوطن في الخارج، فكان لا بد من التوجه نحو التدريب واللجوء من جديد إلى حضن العائلة».

يعتبر "غيث" أن التدريب هو استمرار للخط الذي انتهجته العائلة على الرغم من العائدات القليلة التي يحصل عليها من جراء ذلك، وهي التي لا تسدّ إلا جزء من مصروف الجامعة، ولكنه يرغب بالاستمرار في هذا الطريق، ويتابع: «دخلت كلية الآداب فرع التاريخ عن غير رغبة، وكان حلمي أن أتابع في كلية الرياضة في "اللاذقية"، وقد بدأت التدريب على يد أخي "جفال" في لعبة "الكيك بوكسينغ"، ونلت بطولة المحافظة منذ أشهر قليلة فيها، غير أن "الكاراتيه" هي الهدف، فعندما أقف على البساط أكون في عالم آخر لا أسمع أو أرى أحداً غير منافسي، وقد بدأت رحلة التدريب من خلال دورة صقل المدربين واللاعبين في "السويداء"، وأتابع كل جديد في اللعبة من خلال أهلي وما أحصل عليه من التواصل عبر الإنترنت، وكل طموحي أن أتابع التدريب للوصول إلى كل طفل يرغب في هذه اللعبة».

أثناء التدريب

السيدة "أماني الطويل" والدة الطفل "رئبال" الذي بدأ التدريب هذا الصيف، تحدثت عن علاقة ابنها مع اللعبة، وتقول: «يتدرب ابني مع أخته في مركز البطلة "سوزان عدنان عامر"، ويحب اليوم الذي يكون فيه المدرب "غيث عامر" مشرفاً على التدريب، فهو يتمتع بشخصية قوية ومتفانية في العمل، ومن خلال مراقبتي لأبنائي أثناء التدريب أجده حريصاً على الجدية وعدم إهدار الوقت نهائياً، ويتعامل مع الأطفال بطريقة الصديق الكبير الواثق من قدراته، ونحن في مدينة "شهبا" نعتز كثيراً بهذه العائلة، وما تقدمه لأبناء المدينة».