هو أحد الذين زرعوا البسمة والثقة في نفوس عدد كبير من أبناء جيله، والأجيال الرياضية اللاحقة، ومدرب أهم مباراة بتاريخ نادي "شهبا" والحافلة بذكرياتٍ مازالت محفورة في أذهان الناس منذ نهاية الثمانينيات.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "مروان الطويل" بتاريخ 25 أيار 2014، فتحدث عن ذكرياته مع الكرة أيام اللعب على التراب والبيادر: «كان ذلك بين عامي 1974 – 1975، وكانت الكرة تمثل كل شيء في حياتنا كصغار وشبان، خاصة في ظل وجود عدد من الأندية مثل: "لاهثة، الفتيان، صلخد، الجماهير، الجبل، والصحة"، بدأنا اللعب على الملعب الترابي السيئ بكل ما للكلمة من معنى، وكنا نذهب بأعداد كبيرة حاملين معنا الكرة الوحيدة و"الرفوش، والمناكيش، والمجارف" من أجل تعزيل الأرض والتخلص من الأشواك العالية اليابسة، وكنا ندفع من جيوبنا لشراء اللباس والكرات والذهاب إلى أي مكان.

هم كثر؛ وأذكر منهم: اللواء "نواف الطويل، كمال المتني، نزيه ياغي، عادل عامر، إبراهيم أبو كرم، عدنان سلوم، نواف الحلبي، عدنان الطويل، فريز الطويل، رياض خداج، منير الجبر، رؤوف ياغي، هاني بارود، ناهي نور الدين، بسام نور الدين، والشهيد حمد الحج"، ولا أنسى "فيصل الشحف" زميلي في النادي "العربي" الذي رافقني اللعب في صفوفه مدة سنتين، وهناك الكثيرون الذين جاؤوا وذهبوا ولم أعد أذكرهم

وكان الانتماء إلى النادي يجعلنا نقبل التحديات ونلعب للمتعة، وأذكر كيف كانت تجري المباريات على البيادر عندما يكون هناك أكثر من ناد، وكان أكثرها تنظيماً في الملعب هم شبان "لاهثة"، وعندما اندمجت الأندية، وبات النظام الرياضي في البلد سائداً، تحسن الوضع قليلاً عن السابق، ولكن المال كان شحيحاً».

مع شبيبة الثورة والمركز الثالث على مستوى القطر

كانت الأندية في السبعينيات لا تعرف التصنيفات العمرية أو الفئات، ولا حتى المدربين، فالمهم هو اللعب بالكرة وإيجاد المكان المناسب لذلك، ولكن حياة "مروان الطويل" تغيرت فجأة عندما ذهب إلى "دمشق" العاصمة، ويتابع: «كنت حينها صغيراً عندما أقنعت أخي الكبير الضابط في الجيش العربي السوري باصطحابي إلى العاصمة لاحتراف كرة القدم، حيث أدخلني في الاتحاد الرياضي العسكري، ولم أكن أبلغ من العمر الرابعة عشرة عندما تسلّم تدريبي المدرب الروماني "بيتر" والمدرب الوطني "موسى الشماس".

وتم اختياري لأمثل منتخب "سورية" للناشئين، كنا خمسة وثلاثين لاعباً، وبقينا في معسكر مغلق لمدة تسعة أشهر تحضيراً للبطولة المقررة في دولة "الكويت"، وعندما حانت ساعة الصفر منعني والديّ من الذهاب خوفاً عليّ، وكانت ردة فعلي غريبة فقررت السفر إلى "ليبيا" مدة سنتين، وعندما عدت إلى الوطن تفرغت للاتحاد الرياضي العسكري كلاعب كرة قدم، قبل أن أوقع مع نادي "المجد" الدمشقي لمدة سنة، وفي عام 1986 نقلت كشفي إلى النادي "العربي" عندما تأهل إلى الدرجة الأولى، وتركته بعدها بسنتين لوضعه السيئ وإهماله وسقوطه من جديد إلى الدرجة الثانية».

"الطويل" يرفع كأس بطولة المحافظة

بقي "الطويل" وفياً للكرة ولناديه الأم "شهبا"، وكان قد مثّل منتخب المحافظة، ومنتخب شبيبة الثورة،عندما كانت بعض البطولات المحلية تتطلب وجود منتخب مصغر لكل محافظة، وقد شكله مع الكابتن "حمد علوان" المعروف بتفانيه لكرة المحافظة، ونال مع الفريق المركز الثالث على مستوى القطر بفضل خبرته وقدرته على اختيار العناصر دون مجاملة، ولكن مباراة واحدة بقيت في الذاكرة عند نهاية الثمانينيات عندما كانت الكرة السورية في عز عطائها، ويتابع سرد الحكاية: «تأهل نادي "شهبا" إلى أدوار متقدمة في كأس الجمهورية، وكان حظنا العاثر في القرعة أوقعنا مع "الحرية" بطل الدوري آنذاك الذي يضم في صفوفه نصف أعضاء المنتخب السوري الأول، وكانت إدارة نادي "الحرية" قد عرضت علينا اللعب في "حلب" مقابل تعويضات مالية ومعنوية كبيرة بدلاً من اللعب في مدينة "شهبا"، غير أن اللاعبين وأهالي المدينة رفضوا ذلك على أمل رؤية النجوم في مدينتهم لأول مرة.

وتحضيراً للمباراة جمعنا اللاعبين وبدأنا التدريبات الجدية لنظهر بالمظهر اللائق أمام النادي الضيف، وأمام الجمهور، ووقع اختيار الجميع عليّ لقيادة الفريق لخبرتي في الملاعب، ومع الفترة القصيرة للمباراة ركزنا على رفع اللياقة البدنية، والخطة الدفاعية، والاعتماد على المرتدات، وكتبنا الدعوات الرسمية للمباراة بخط اليد.

في الملعب الترابي في السبعينيات

وقبل المباراة بيوم هطلت الثلوج على المدينة وغطت الملعب بشكل كامل، ومع حضور الفريق الزائر إلى المدينة كانت الجماهير الغفيرة تملأ الملعب الترابي، وقد خططنا الملعب بالصباغ الأحمر، وطلبت من اللاعبين جعل الكرة دائماً في الهواء، والمباراة في مصلحتنا. وفي الشوط الأول كانت الكفة متعادلة وقد برز حارس مرمانا "عبد الله علبة" الذي ذاد عن مرمانا ببسالة لا توصف، وسجل لاعبنا الشاب "حسام العريضي" هدفنا الوحيد في المباراة؛ لتنتهي الحصة الأولى بالتعادل. وفي الشوط الثاني كان خوفي في مكانه من ضعف اللياقة البدنية لدى فريقنا الذي تراجع بشكل كبير إلى الخلف، فكانت الكارثة التي انتهت بستة أهداف لهدف وحيد، ولكن فرحة الناس بالضيوف وبالأداء واللاعبين الكبار جعل هذه المباراة تبقى أجمل ذكرى بيضاء كلون الثلج في العقول».

أما عن الجيل الذي رافقه خلال عشرين عاماً من وجوده في الملاعب، فأكد: «هم كثر؛ وأذكر منهم: اللواء "نواف الطويل، كمال المتني، نزيه ياغي، عادل عامر، إبراهيم أبو كرم، عدنان سلوم، نواف الحلبي، عدنان الطويل، فريز الطويل، رياض خداج، منير الجبر، رؤوف ياغي، هاني بارود، ناهي نور الدين، بسام نور الدين، والشهيد حمد الحج"، ولا أنسى "فيصل الشحف" زميلي في النادي "العربي" الذي رافقني اللعب في صفوفه مدة سنتين، وهناك الكثيرون الذين جاؤوا وذهبوا ولم أعد أذكرهم».

الأستاذ المتقاعد "إبراهيم أبو كرم" ذو الباع الطويل في كرة القدم وأحد مؤسسي نادي "شهبا" الرياضي، تحدث عن علاقته القديمة مع الكابتن "مروان" بالقول: «كان أحد أعمدة اللعبة في المدينة أيام اللعب على الملعب الترابي، كانت أياماً لا تنتسى، حيث أتى "الطويل" إلى اللعب صغيراً ومندفعاً، يلعب للمتعة على ملعب ترابي مملوء بالحصى والأشواك، وأذكر مباراة "الحرية" التي جرت وقائعها على الثلج، كان يوماً لا ينسى بسهولة، فهو كان المدرب لهذه المباراة التي استقبلت فيها المدينة أبطال الدوري، ونجوم المنتخب الوطني، وكانت له تجربة احترافية في "دمشق"، ولولا الحاجة المادية لكان له اسم كبير في عالم التدريب».