ينحدر من عائلة امتهنت كرة القدم، وباتت من أعمدة اللعبة في مدينة "شهبا"، وهو من اللاعبين القلائل الذين احترفوا كرة القدم بشكل فعلي في مدينة "دمشق"، وباتت خبرته الكبيرة التي اكتسبها عاملاً حاسماً في الملعب وظفها من أجل ناديه الجديد "شقا"، فحصل مع رفاقه على بطولة المحافظة والانتقال إلى تجمع الثانية لأول مرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعب الخلوق "مهند بكري" يوم الإثنين الواقع في 17 أيار 2014، الذي تحدث عن تأثير العائلة في تكوين شخصيته، ومدى العلاقة التي توحدهم: «ولدت في مدينة "شهبا" في العام 1975 وسط عائلة تعشق كرة القدم حد الجنون، وتشكل وحدها فريقاً متكامل العناصر من الحارس إلى الدفاع إلى الهجوم، فالاحتياط والمدرب. وقد كان أخي اللاعب والمدرب المعروف "جهاد بكري" وراء هذا الحب، وهو من احترف اللعب في نادي "الشرطة" مبكراً، وكان وراء انضمامي إلى اللعب في صفوف ناشئي نفس النادي مدة سنة ونصف السنة، حيث دربني المدرب الخبير "هاشم الشلبي"، والمدرب المعروف "محمد فارس". وكنت ألعب في منطقة الوسط، وهو المركز الذي حافظت عليه حتى الاعتزال. ونادي "الشرطة" يتميز بالانضباط العالي. وهنا لمست الفرق الشاسع بين ناد في الدرجة الأولى، وآخر هاوٍ يقبع في الدرجة الثالثة؛ من حيث التكتيك والتكنيك والحساسية على الكرة، والانضباط واللياقة البدنية العالية. وبعد هذه التجربة كانت خدمة العلم التي أمضيتها في ممارسة الرياضة».

في نادي "شهبا" الذي أنتمي إليه، وتعلمت ألف باء الكرة بين أسواره، ومن اللاعبين الذين لا أنسى المتعة والفائدة في اللعب معهم كان هناك: "نمر أبو عين"، "فواز عامر"، "جاد الحرفوش"، "رواد ناصر"، "فراس دلال"، "وسام الصفدي"، ومن نادي "شقا" الذي كان بالنسبة إلي بيتي الثاني؛ فكل اللاعبين والإداريين كانوا أصدقائي وأهلي، ولا أنسى ما حييت احتفاءهم بي طوال المدة التي قضيتها بينهم

لم تكن الفترة التي لعب فيها لرجال نادي "شهبا" مريحة له على المستوى الشخصي على الرغم من وجود أخيه كمدرب للفريق، فقد بقي فترات طويلة على دكة البدلاء، غير أن الفترة التي تجاوزت السنتين تظل مهمة في مسيرته لأسباب أوضحها بالقول: «لعبت مع رجال النادي في العام 2004 حتى العام 2006 تحت إشراف المدربين "جهاد بكري"، والراحل "سعيد اليعسوب"، وكنت أجلس فترات طويلة على دكة البدلاء دون تذمر أو انزعاج لأن مركزي كان يعج باللاعبين المتألقين، وكان أخي لا يقبل المهادنة أو المحسوبيات، وقد تعلمت منه الكثير من الأشياء التي بقيت معي حتى هذه اللحظة، ومنها احترام رأي المدرب وتنفيذه مهما كانت الأسباب، وقضيت مع النادي فترات جميلة لا تنسى كانت أحلاها التجمع في الساحل السوري مدة أربعة أيام لعبنا خلالها مع نادي "الساحل"، وتجمع "اللاذقية"، و"طرطوس" وكنا بحاجة إلى فوز أو تعادل في مباراتنا الأخيرة مع "الساحل"، وقد كانت النتيجة تشير إلى تقدم "الساحل" بهدفين لهدف، لعبت في الشوط الثاني وصنعت هدفاً قاتلاً للكابتن "حسام العريضي" نلنا إثره بطولة التجمع. هذه اللحظات الجميلة كانت تزيدني إصراراً على إثبات الذات، وهو ما تحقق لي في نادي "شقا" الرياضي الذي لعبت في صفوفه من العام 2011 حتى اعتزالي اللعب».

مع المدرب غسان الطويل.

كان "مهند بكري" في عز نضجه الكروي عندما انتقل للعب في صفوف نادي "شقا" الذي يقبع في الدرجة الثالثة، ويحاول كسر قاعدة ناديي "العربي"، و"شهبا" اللذين يسيطران على كرة القدم في المحافظة، وقد قررت الإدارة التحدي، وراح يشرح عن تلك الفترة: «كانت إدارة النادي برئاسة الكابتن واللاعب "وسام أبو يحيى"، وعضوية الكابتن ومدرب اللياقة البدنية المعروف "عماد صالحة" حريصة على بناء فريق متكامل وقادر على المنافسة، والظهور بمظهر لائق يعيد إلى النادي سمعته العطرة، وقد تم تشكيل فريق من الشبان الأقوى في القرى المجاورة، وتسلم تدريب الفريق المدرب الشاب "غسان الطويل" وبإشراف الكابتن "عماد صالحة"، وكنت متحمساً جداً للعب معهم، ونقل خبرتي وحماسي إلى اللاعبين الشباب، وكانت الألفة والمحبة هي السائدة بين الفريق الذي استطاع بفضل ذلك الفوز في جميع مبارياته والتأهل إلى تجمع الدرجة الثانية، وقد كنا قاب قوسين أو أدنى من الفوز في بطولة المجموعة لولا خسارتنا مع نادي "بريقة" من "القنيطرة". وعلى الرغم من كل ذلك كانت تلك أسعد أيام حياتي؛ فقد لعبت في مركز صانع الألعاب، وكان الانضباط من قبل اللاعبين لا مثيل له على الرغم من خبرتهم المتواضعة في المباريات الكبيرة، ولكنهم كانوا يقاتلون من أجل النادي، ويطبقون خطط المدرب الأكاديمي، والأهم أنهم يلعبون للمتعة».

أكثر ما يلفت النظر في شخصية "مهند بكري" تواضعه وحب اللاعبين له، وهو أينما حل يترك انطباع الأخ والصديق، ولهذا تجده محتاراً إلى أي جيل من اللاعبين يرتاح للعب معهم، ويقول: «في نادي "شهبا" الذي أنتمي إليه، وتعلمت ألف باء الكرة بين أسواره، ومن اللاعبين الذين لا أنسى المتعة والفائدة في اللعب معهم كان هناك: "نمر أبو عين"، "فواز عامر"، "جاد الحرفوش"، "رواد ناصر"، "فراس دلال"، "وسام الصفدي"، ومن نادي "شقا" الذي كان بالنسبة إلي بيتي الثاني؛ فكل اللاعبين والإداريين كانوا أصدقائي وأهلي، ولا أنسى ما حييت احتفاءهم بي طوال المدة التي قضيتها بينهم».

"مهند" مع نادي شقا الريضي.

المدرب المعروف "غسان الطويل" الصديق المقرب من اللاعب "مهند بكري"، الذي أشرف على تدريب نادي "شقا" في الفترة التي لعب فيها الأخير لهذا النادي، تحدث عن العلاقة التي جمعتهما، ورأيه في اللاعب كعنصر في الفريق: «تعود علاقتي به إلى زمن طويل، وقد لعبنا معاً في نفس النادي قبل أن ننتقل معاً إلى نادي "شقا" الرياضي، فهو لاعب خبرة يمتلك الكثير من المواصفات التي تجعله المايسترو في الملعب. شخصية قوية في الملعب، يعرف ما يريد، ويساهم بشكل فعال في تنفيذ الخطط المرسومة، والأهم من كل ذلك الحب والألفة التي تجمعه مع باقي أفراد الفريق. أما في الحياة العادية فهو شخص متواضع محبوب جداً، ويشكل مع أفراد عائلته نموذجاً للتعاون والمحبة».

مع زملائه في نادي "شهبا".