اكتسب صفة المدرب أكاديمياً، واتبع دورات عالية المستوى بإشراف الاتحادين الآسيوي والسوري، وله بصمات واضحة في تدريب الناشئين والصغار ضمن منطقة "شهبا"، وصل بنادي "شقا" المغمور إلى التجمع النهائي لأندية الدرجة الثالثة من دون خسارة واحدة، فحقق الكابتن "غسان الطويل" الكثير من البصمات في الفئات العمرية أينما حل.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكابتن "غسان الطويل" يوم الجمعة الواقع في 16 أيار 2014، الذي تحدث عن سبب تعلقه بالكرة صغيراً، وتأثير العائلة والمحيط فيه: «ولدت في مدينة "شهبا" عام 1979 في أسرة تعدّ الرياضة عاملاً أساسياً في المنزل، فكان أخي الكبير الدكتور "عدنان الطويل" الحارس الأساسي للنادي، وأخي "مروان" كان كابتن فريق الرجال، ومدربه فيما بعد، ومعروف على مستوى "سورية"، وكذلك أخواي "رفعات" و"عماد" فهما يلعبان كرة القدم وكرة اليد. وضمن هذا كنت أرافقهم إلى الملعب والمباريات الخارجية، وتدرجت في النادي ضمن الفئات العمرية، ولكن المدربين كانوا دائماً يضمونني للعب في فئة أعلى. وكان مركزي الأساسي في خط الوسط المتقدم، وبقيت عليه حتى اعتزالي اللعب».

عندما تخرجت في الكلية وتعرفي عن قرب بأشهر الأندية في "سورية"، وكيفية الاحتراف وماهية التدريب قررت خوض غمار اللعبة بطريقتي من خلال بناء جيل من اللاعبين الصغار ذوي الخامات الواعدة من المدارس، واتباع دورات تدريبية بإشراف الاتحاد السوري؛ التي تخولني العمل الصحيح في أي ناد ممكن تدريبه

قد تكون أجمل اللحظات التي يلعبها أي لاعب ضمن فريق الرجال، أو الفريق الأول الذي يبرز فيه إمكاناته البدنية والفكرية، ويكون مساعداً للفريق في كل البطولات، ولكن عند الكابتن "غسان الطويل" تبدو فترة اللعب ضمن فريق الشباب الأكثر متعة، ويقول: «كانت أميز الفترات التي لعبتها لنادي "شهبا" بين العامين 1994 و1995 في فئة الشباب بقيادة المدربين "محمد صيموعة"، و"جهاد بكري" التي تميزت بروح الفريق الواحد المتمكن الذي لم يخسر بسبب تلك الروح، ووجود إدارة متفهمة ومتابعة. وكان من أميز اللاعبين: "فواز عامر"، و"جاد الحرفوش"، وما زالا يلعبان حتى الآن. وعلى الرغم من انتقالي للعب في فئة الرجال بوقت مبكر ووصولنا إلى تجمع نهائي الدرجة الثالثة مرتين، وكنا قاب قوسين من الانتقال إلى الدرجة الثانية إلا أن تلك الفترة لم تكن مميزة بقدر فئة الشباب؛ فقد أصبت ضمن إحدى المباريات الودية إصابة كبيرة كانت السبب في ابتعادي المبكر عن اللعب».

مهند بكري مع غسان الطويل.

دخل "غسان" كلية الرياضة في مدينة "اللاذقية" في العام 1998، واكتسب الكثير من العلوم الرياضية التي خولته التفكير الجيد في احتراف التدريب وتدريس المادة بشكل علمي بعيداً عن الارتجال المتبع، ويتابع: «عندما تخرجت في الكلية وتعرفي عن قرب بأشهر الأندية في "سورية"، وكيفية الاحتراف وماهية التدريب قررت خوض غمار اللعبة بطريقتي من خلال بناء جيل من اللاعبين الصغار ذوي الخامات الواعدة من المدارس، واتباع دورات تدريبية بإشراف الاتحاد السوري؛ التي تخولني العمل الصحيح في أي ناد ممكن تدريبه».

دخل عالم التدريب ضمن أسوار نادي "شهبا" في العام 2003 بجميع فئاته مساعداً لمدرب الرجال، وكان على يقين أن المدرب يجب أن يتمتع بعدد من المواصفات الأساسية التي يجب ألا يحيد عنها، مثل: الشخصية القوية، المعلومة الدقيقة، الرؤية الصحيحة، والعلاقة المتزنة مع اللاعبين: «الهم الأساسي الذي شغلني ومازال هو تدريب الصغار وبناؤهم بشكل علمي ومدروس، فاقترحت على إدارة النادي فتح المدارس الصيفية التي بدأنا العمل فيها مع المدرب "جهاد بكري"، واستقطبنا أعداداً كبيرة من المدينة والريف، وقد وصل فريق الشباب الذي دربته مع المدرب القدير "جهاد بكري" في العام 2007 إلى التجمع النهائي في "طرطوس" وفاز به، ولم يخسر أي مباراة طوال عام كامل، حيث أنجب هذا الفريق خيرة لاعبي النادي أمثال: "أمجد السيد"، و"فارس الحرفوش"، و"رضوان نوفل"، و"تامر أبو عين"».

غسان في نادي "شقا".

اتبع "الطويل" في العام 2005 دورة تدريبية على مستوى المحافظة، ودرب في نادي "شقا" الذي يقبع في الدرجة الثالثة، يقول: «وصلت بنادي "شقا" إلى بطولة المحافظة، وصعدنا للتجمع النهائي، وحصلنا على المركز الثاني بسبب ضعف التحضير للمباراة النهائية، وأكملت كل الدورات التصنيفية، وفي بداية العام 2014 خضت دورة تدريبية بإشراف الاتحاد الآسيوي في مدينة "اللاذقية"، وحصلت على المستوى c التي كانت بإدارة المدرب القدير "مهند فقير"، وهي أول دورة احترافية أخوضها بكل ما للكلمة من معنى».

اللاعب السابق في نادي "شهبا" الرياضي "مهند بكري" تحدث عن علاقته مع المدرب "غسان الطويل"، وما قدمه خلال مسيرته الرياضية كمدرب: «أجمل ما في شخصية المدرب الخلوق "غسان الطويل" هو قربه من اللاعبين، ومعرفته الدقيقة لأحوالهم داخل وخارج الملعب. ولم يفكر طوال مسيرته التدريبية بالناحية المادية، بل على العكس تماماً حيث كان يساهم في حل المشكلات التي تصادف النادي الذي يدربه واللاعبين. وهو يتمتع برؤية علمية مدروسة في الملعب ناتجة عن تعلمه الأكاديمي، والدورات التدريبية التي اتبعها».

في متجره الرياضي، الكرة هي الحياة.

أما اللاعب "فارس الحرفوش" المدافع الصلب في رجال نادي "شهبا"، فقد أضاء على جانب آخر من شخصية المدرب "غسان الطويل" من خلال عمله كمدرس تربية بدنية، وقال: «يتميز عمله بالتجدد الدائم، وقد كان ومازال حريصاً على اكتشاف المواهب الرياضية بين الطلاب، ورعايتهم ومعرفة أحوالهم. ومن خلال هذا العمل يشارك في كل البطولات التي تقام بإشراف مديرية التربية والشبيبة والطلائع، وقد وصل عدد الطلاب الذين كان يدربهم في المدارس الصيفية إلى العشرات أغلبهم من الريف الذي يزخر بالمواهب. وهو يعمل وبإصرار على أن تكون إدارات الأندية رياضية واحترافية بامتياز؛ حتى تستطيع التعامل مع هذه الخامات الواعدة وتضعها على السكة الصحيحة».