عرفته الملاعب السورية منذ العام 1986 عندما صعد النادي العربي للمرة الأولى والوحيدة إلى مصاف الأندية الكبرى، وعندما كانت كرة القدم السورية تعج بالنجوم الكبار. وبعد أن استقر في الملاعب اللبنانية مدة 18 عاماً عاد ليمارس عمله التدريبي في نادي "شهبا"؛ ليكتشف عدداً من المواهب التي رفعت راية الكرة في المدينة.

مدونة وطن "eSyria" التقت مدرب كرة القدم "فيصل الشحف" بتاريخ 2 أيار 2014 ليتحدث عن حكايته مع المستديرة، وكانت البداية: «في طفولتي كنت أحب كرة السلة، وكانت كرة القدم لعبة أخي وأصدقائه الذين منعوني من مرافقتهم في البطولات المدرسية التي كانت تجرى آنذاك، ما ولّد لدي ردة فعل كبيرة دفعتني إلى ممارسة هذه اللعبة، ومنها دخلت نادي "شهبا" الذي كان يقبع في الدرجة الثالثة كغيره من أندية المحافظة. أشرف على تدريبنا وقتها اللاعب "مروان الطويل"، في بطولات مقتصرة على بطولة الوحدات الشبيبية إضافة إلى بطولة الدرجة الثالثة».

في طفولتي كنت أحب كرة السلة، وكانت كرة القدم لعبة أخي وأصدقائه الذين منعوني من مرافقتهم في البطولات المدرسية التي كانت تجرى آنذاك، ما ولّد لدي ردة فعل كبيرة دفعتني إلى ممارسة هذه اللعبة، ومنها دخلت نادي "شهبا" الذي كان يقبع في الدرجة الثالثة كغيره من أندية المحافظة. أشرف على تدريبنا وقتها اللاعب "مروان الطويل"، في بطولات مقتصرة على بطولة الوحدات الشبيبية إضافة إلى بطولة الدرجة الثالثة

تعرض نادي "شهبا" للعديد من المطبات، آخرها حرمانه من مزاولة النشاط الرياضي مدة سنتين لعدم المشاركة في بطولة كأس الجمهورية، وكان "فيصل الشحف" قد وصل في هيامه للكرة حد الوله، ويرفض فكرة المكوث في البيت بلا كرة، فقرر الالتحاق بدورة تدريبية يقيمها الاتحاد السوري في "السويداء"، حصل ذلك عندما صعد النادي "العربي" إلى مصاف الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه، وتابع يسرد قصة دخوله النادي: «كان مدرب الفريق الكابتن المعروف "فيصل الملحم" الذي يعرفني بشكل جيد، ويعرف مستواي في اللعبة، وقد تناقشت معه في الدورة التدريبية التي كان محاضراً فيها وطلبت منه اللعب مع النادي في مهمته الصعبة وسط الأندية السورية الكبيرة التي تضم نجوم الكرة السورية من أمثال: "عبد القادر كردغلي"، و"نزار محروس"، و"وليد أبو السل"، و"جورج خوري"، و"رضوان الشيخ حسن"، وغيرهم ممن كانوا عماد منتخب الوطن. وكانت كل أحلامي تنصب على اللعب مع هؤلاء مهما كانت الظروف، وقد وافق المدرب على ضمي إلى النادي وتجريبي في الملعب. وقد لعبت في أكثر من مركز، ولكن مركز (الليبرو) هو الذي ناسبني وناسب الفريق».

مع الحارس الشاب "أمجد السيد".

بدأ فريقه التحضيرات في دورة تكريمية لمدرب "المجد" الراحل "أحمد زرزور" بنتائج متوسطة، يقول: «اعتمد المدرب على التكتيك لمعرفته المسبقة ما يواجهه في الدوري. وعلى الرغم من الأخطاء التي كنا نرتكبها إلا أنه كان يمدنا بالمعنويات العالية، وفي الدوري كانت الظروف أكبر من إمكانيات الفريق أن يصمد طويلاً، ومع العقوبات الاتحادية المتتالية خيم شبح الهبوط باكراً، فاستقال الكابتن "فيصل" وتسلم التدريب المدرب "حسين علم الدين"، ولكن الهبوط كان محتماً. وفي الدرجة الثانية خفتت المعنويات وانطفأ الحماس تماماً، وغاب الدعم المادي فبقي الفريق في هذه الدرجة حتى الآن؟! لذلك قررت السفر إلى "لبنان"».

عاش "فيصل الشحف" ثمانية عشر عاماً في "لبنان"، وتحديداً في "رأس المتن" يدرب نادي الدرجة الثالثة "هلال النصر" الذي عاش بين جدرانه أجمل سنوات حياته كواحد من أهل البلد. وعندما عاد إلى مسقط رأسه كان فريق النادي يتخبط بنتائجه في الدرجة الثانية، وتابع: «كان ذلك في العام 2006 – 2007 عندما تعادل النادي لسبع مباريات كاملة على الرغم من امتلاكه لعدد من اللاعبين المتميزين. وبعد إقالة المدرب تم تعيين المدرب "مفيد زهر الدين" لقيادة الفريق في مباريات الكأس ضد نادي "داريا"، ولكنه اعتذر عن الذهاب في آخر لحظة ليطلب مني ما كنت رفضته سابقاً بشدة، وهو تدريب الفريق في هذه المباراة التي تعادلنا فيها بهدف لهدف، وفيها كشفت عن مكنونات اللاعبين وغيرت مراكزهم بحسب ما أعرفه مسبقاً عن إمكانياتهم. ولم يتغير الحال عند تسلم المدرب "سليم مسعود" حيث هبط الفريق إلى الدرجة الثالثة. عندها تقدمت لإدارة النادي بطلب تدريب الفريق، وكانت خطتي تقضي أن أتعامل مع اللاعبين بمنتهى الجدية والحزم، ورفع اللياقة البدنية من خلال العمل القاسي المجهد، وقد وعدت اللاعبين الذين يرغبون في الاحتراف أن يحصلوا على كشوفهم في حال أعادوا النادي إلى السكة الصحيحة، وهو ما كان بالفعل بعد تصدر النادي لمجموعته بالذهاب والإياب، والصعود إلى الدرجة الثانية والبقاء فيها حتى اللحظة».

المدرب فيصل مع النادي في مباراته مع المجد الدمشقي.

تصدى "فيصل الشحف" لمهمة مكتشف المواهب، وتوظيف إمكاناتهم داخل الملعب من خلال خبرته الكبيرة في الملاعب إدارياً ولاعباً ومدرباً، وقد كان اللاعب "أمجد السيد" أحد هؤلاء الشبان، حيث أكد: «كنت ألعب في النادي منذ مدة طويلة كحارس احتياط، وقد راقبني الكابتن "فيصل الشحف" أثناء التدريب، ولفتت نظر المدرب نحو إمكانياتي، وعند أول فرصة سنحت لديه وضعني في مركزي الحقيقي كحارس أول للنادي، ومن خلاله وبفضل مدرب الحراس الكابتن "أسامة الطويل"، وإدارة النادي وصلت إلى ما أنا عليه الآن من خلال احترافي في نادي "المجد" الدمشقي واستدعائي إلى المنتخب الوطني. فهو مدرب قدير وذو رؤية ثاقبة في الملعب».

جدير بالذكر، أن الكابتن "فيصل الشحف" من مواليد مدينة "شهبا" عام 1963.

أثناء تكريمه من إحدى المنظمات المحلية.