لعبت "زويا الزغير" الشطرنج بعمر مبكر عندما لم يكن لها منافسات، وتفوقت على منافسيها بروح العشق لهذه اللعبة التي أوصلتها إلى البطولات العربية والعالمية.

مدونة وطن "eSyria" أجرت حواراً مع اللاعبة التي كانت لها بصمة واضحة بوصفها أول فتاة من أبناء جيلها تشارك في بطولات الشطرنج في "السويداء"، وانتقلت إلى بطولات متقدمة لتحدثنا عن جوائز حصدتها، وأسلوب تميزت به من حيث الاعتماد على تفكير ذاتي خارج حدود الأدوار العالمية:

اللاعبة "زويا" خامة متميزة وقد تكون نادرة؛ فقد أظهرت مهارتها بعمر ثماني سنوات بناء على تدريب على يدي والدها الذي قدم لها الرعاية والدعم لتكون مشاركة في عدد كبير من البطولات العالمية ممثلة صادقة لبلدها، فالبطولات التي دخلتها مع منافسات من مختلف مناطق العالم أهلتها بجدارة للتفوق والنجاح والحصول على تصنيف دولي، نعتز بهذه اللاعبة التي تركت بصمة جميلة في بطولات وثقت، لكونها نجحت في عرض أسلوبها الخاص ليكون لها افتتاحيات ناجحة وطريقة اعتمدت فيها على تحليل الرقعة بما يكفل تكبيل المنافس وتغيير خطته، وقدمت الكثير لهذه اللعبة وقد عبرت لها عن رؤيتي بتقديم خبرتها إلى جيل الشباب والعمل وفق تجربة جديدة تكفل تطوير اللعبة وجذب اللاعبات الإناث بشكل خاص لكونها من الأسماء التي أثارت الانتباه إلى شطرنج "السويداء"

  • تعلمت من والدك أصول اللعبة، حدثينا عن البدايات؟
  • اللاعبة زويا الزغير

    ** تعلمت اللعبة مع أخي "أيسر" في سن مبكرة من والدي الذي حرص على تدريبنا بهدف التعلم والاستفادة من الوقت برياضة مفيدة وقتل الفراغ، وكنا نمضي ساعات طويلة في المنزل حيث تعلقنا باللعبة بشكل كبير، لأشارك في بطولات خلال الصف الخامس، عندما علمت بوجود رواد طلائع في الشطرنج وشاركت بتشجيع من والدي، ولم أكن أعرف أنني الفتاة الوحيدة والأولى التي تدخل هذا المجال على مستوى المحافظة في تلك الفترة.

  • للذكور فقط كانت البطولة في تلك المرحلة، كيف دخلت هذا العالم؟
  • كؤوس نالتها في بطولات محلية ودولية

    ** بالفعل، ولكن لم يكن هناك أي قانون يمنعني من المشاركة، فقد كنت الفتاة الأولى في تاريخ "سورية" التي تشارك في بطولة رواد الطلائع للشطرنج مع الذكور، ورغم أن وجودي وتمثيلي لمحافظتي على مستوى القطر كان مفاجأة، فقد كانت المفاجأة الأكبر هي فوزي والحصول على وسام رواد الطلائع، ومشاركتي في معسكر طلائع في مدينة "براغ" عام 1988.

  • من خلال البطولات المحلية والعربية تألق اسمك أخبرينا عن هذه المشاركات؟
  • الأستاذ كمال جربوع

    ** نلت المركز الأول في الصف الثامن على مستوى القطر، ثم دخلت في المنتخب السوري للسيدات، وشاركت في بطولات الفرق العربية، وحصلت على الميدالية الفضية إضافة إلى تكريم من الاتحاد العربي للشطرنج لكوني أصغر لاعبة في البطولة. أما بالنسبة للبطولات العالمية فقد شاركت في أولمبياد "نوفي ساد" "NOVI SAD" في يوغسلافيا، ومشاركتي الأخيرة كانت في أولمبياد "يريفان" في أرمينيا؛ حيث استطعت الحصول على تصنيف دولي؛ وهو يعدّ طموح أي لاعب شطرنج.

  • يقر من تابعك بأسلوب متميز خرج عن إطار حفظ الأدوار العالمية، وكانت لك رؤية خاصة للافتتاحيات وأنماط اللعب ميزتك، كيف كان ذلك؟
  • ** كل لاعب شطرنج يعتمد على افتتاحية نظرية يدرسها جيداً ويلعبها في البطولات فتعطيه طابعاً خاصاً به، أما بالنسبة لي فلم أعتمد اللعب المدروس والمكرر؛ فالشطرنج لعبة الأذكياء والخصم الأقوى هو اللاعب الغامض الذي تستطيع توقع نقلاته، ومع الوقت أصبح هذا هو الأسلوب الذي ميزني عن باقي اللاعبين، وأستطيع القول: إنها تجربتي الخاصة التي خلقت لدي حالة من المتعة باللعب واقتباس كل ما هو جيد.

  • تعلقت باللعبة لكن قرار التوقف عن اللعب أدهش من عرف قدراتك وما حصلت عليه من نتائج، لماذا؟
  • ** بعد بطولة "يريفان" عدت بشعور كبير من الفرح لتحقيق الفوز، لكن كانت المشكلة كبيرة بما يرتبط بإكمال دراستي الجامعية، حيث حرمت من تقديم امتحان الفصل الأول للسنة الرابعة في كلية الصيدلة، وعدم قبول تبرير الغياب أثناء تمثيلي لبلدي "سورية" في بطولة عالمية، وحدثت خلافات لهذا السبب مع اتحاد الشطرنج أدت إلى اتخاذي قرار الاعتزال وعدم المشاركة في البطولات اللاحقة، وهذا ما حصل.

    الفتاة الوحيدة التي شاركت خلال المرحلة الابتدائية ونافست زملاء الدراسة كما تحدث الأستاذ "كمال جربوع" مدرب الشطرنج بتاريخ 28 نيسان 2104، ورئيس اللجنة الفنية للعبة في "السويداء" في لقاء بين من خلاله جانباً من تميز هذه اللاعبة، وقال: «اللاعبة "زويا" خامة متميزة وقد تكون نادرة؛ فقد أظهرت مهارتها بعمر ثماني سنوات بناء على تدريب على يدي والدها الذي قدم لها الرعاية والدعم لتكون مشاركة في عدد كبير من البطولات العالمية ممثلة صادقة لبلدها، فالبطولات التي دخلتها مع منافسات من مختلف مناطق العالم أهلتها بجدارة للتفوق والنجاح والحصول على تصنيف دولي، نعتز بهذه اللاعبة التي تركت بصمة جميلة في بطولات وثقت، لكونها نجحت في عرض أسلوبها الخاص ليكون لها افتتاحيات ناجحة وطريقة اعتمدت فيها على تحليل الرقعة بما يكفل تكبيل المنافس وتغيير خطته، وقدمت الكثير لهذه اللعبة وقد عبرت لها عن رؤيتي بتقديم خبرتها إلى جيل الشباب والعمل وفق تجربة جديدة تكفل تطوير اللعبة وجذب اللاعبات الإناث بشكل خاص لكونها من الأسماء التي أثارت الانتباه إلى شطرنج "السويداء"».

    الجدير بالذكر، أن اللاعبة "زويا عدنان الزغير" من مواليد 1976، قرية "عرمان"، تخرجت في كلية الصيدلة جامعة "دمشق"، وتدير صيدليتها الخاصة في مدينة "السويداء".