احتلت لعبة الكاراتيه مكاناً متميزاً في محافظة "السويداء"، قياساً بالألعاب الجماعية والفردية التي تمارس في النوادي المتعددة، والمراكز التدريبية في القرى. وكان للبطولات التي وقف وراءها لاعبون كبار وصلوا إلى العالمية الفضل في انتشارها، وكذلك لعدد قليل من المدربين الذين نذروا حياتهم للتدريب المستمر.

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرب الوطني الشهير "عدنان عامر" يوم السبت الواقع في 26 نيسان 2014، وهو المدرب الذي أمضى على البساط أكثر من ثلاثين عاماً، ليتحدث عن السر وراء استمرار اللعبة بقوة، وتدريبه لأبطال على مستوى العالم: «التدريب المستمر يعني وجود حافز كبير يجعل أي مدرب في العالم يواصل هذه المهنة بمحبة وعطاء دائمين طوال هذه السنوات؛ وكان الحافز هو اللاعبون أنفسهم الذين صنعوا بلحظات ما قاموا به بسنوات من التدريب المستمر، والمضني والاستماع إلى التعليمات، والتغلب على الصعوبات، وكذلك الانتماء والحب للنادي الذي يمثلونه في البداية، وللعلم الذين حملوه بقلوبهم قبل أيديهم. والشيء الآخر الذي يجب على المدرب أن يستمر به هو التعلم المستمر لكل ما هو جديد في هذه الرياضة الواسعة، فكل يوم هناك جديد في هذا العالم، وعلى المدرب الناجح أن يتابع ذلك ويطبقه قبل تعليمه للاعبيه».

لعبة الكاراتيه علم قائم ذو أسس وقواعد، ولكن الناس تنظر إليها في كثير من الأحيان على أنها مجرد لعبة للدفاع عن النفس والتسلية، وفي كثير من الأحيان مضيعة للوقت من خلال دفع أبنائهم إلى الذهاب نحو المراكز التدريبية. وفي الواقع إن اللعبة تغيرت عن السابق بشكل كلي. وهو ما يحتاج إلى مدرب يعي ذلك ويتفاعل مع هذا العلم، وليس مضيعة للوقت. ولذلك تجد أن الكثيرين من لاعبينا هم أبطال للجمهورية، وينافسون في الخارج بروح عالية

طوال تاريخ المدرب "عدنان عامر" الطويل وصلت البطلة "شهيرة سلوم" لانتزاع بطولة العرب، وكذلك الحال بالنسبة إلى بطلة العالم "سوزان عامر" الابنة والمدربة التي حافظت على تألقها العالمي زمناً طويلاً. والآن تتبع مع أخيها بطل الجمهورية "جفال عامر" طريق والدهما في التدريب، وكيف تنظر إلى عملها هذا تقول: «لعبة الكاراتيه علم قائم ذو أسس وقواعد، ولكن الناس تنظر إليها في كثير من الأحيان على أنها مجرد لعبة للدفاع عن النفس والتسلية، وفي كثير من الأحيان مضيعة للوقت من خلال دفع أبنائهم إلى الذهاب نحو المراكز التدريبية. وفي الواقع إن اللعبة تغيرت عن السابق بشكل كلي. وهو ما يحتاج إلى مدرب يعي ذلك ويتفاعل مع هذا العلم، وليس مضيعة للوقت. ولذلك تجد أن الكثيرين من لاعبينا هم أبطال للجمهورية، وينافسون في الخارج بروح عالية».

سوزان عامر بطلة العالم مع لاعبيها.

أما المدرب الشاب "حسام غيث" المولود في قرية "الجنينة" في العام 1985، والحاصل على الحزام الأسود 3 دان، الذي يدرب في ثلاثة مراكز تدريبية تابعة لنادي "شقا" الرياضي، فيصف حال التدريب والمراكز بالقول: «عندما افتتحنا مراكز التدريب في عدد من القرى كان الإقبال كثيفاً جداً وغير متوقع، ومع مرور الوقت واصطدام اللاعبين بنوعية التدريب الجديد الذي أتقنته بفضل عدد من المدربين السوريين، بدأ العدد يتناقص رويداً رويداً عندما اكتشف هؤلاء أن الكاراتيه علم قائم بحد ذاته، وهو يعتمد على التكرار المستمر للحركة ونوعية التمارين المركزة، ومستوى التقنية العالية التي تركز على جميع أعضاء الجسم. وهذه الأشياء لم نكن نتعلمها في السابق؛ فقد تعلمنا الأداء الياباني المدروس بنسبة كاملة من المفاصل إلى الركب والقدمين، وبتنا نعلم الفارق بين أن تتقن ست خواص للحركة الواحدة، وبين أن تعلم أن لها 18 خاصية؛ وهو ما يجعل المدرب واللاعب يتمتع بثقة في الأداء، وسهولة في الحركة، وصفاء في العقل. ورياضة الكاراتيه مؤسسة من قبل علماء الجسد، فهي ليست للقتال والضرب وتقطيع الوقت، هي تهذيب للأخلاق والنفس، وتعطي شهرة عالية، وراحة نفسية وجسدية».

وما حققه على الصعيد الشخصي كمدرب، يستطرد: «على الرغم من أنني ما زلت في بداية الطريق كمدرب، إلا أن جدية العمل، ومتابعتي للتدريب على أيدي مدربين وطنيين أكفاء جعلتني أتيقن طريقي جيداً، وأزرع الثقة في نفوس اللاعبين مقروناً ذلك بالتمرين المكثف والمستمر. وفي أول بطولة للجمهورية منذ حوالي ثلاثة أشهر كنت مع اللاعبة "حنين غيث" التي نالت بطولة الجمهورية، أما اللاعبة "مرام الذياب" فنالت بطولة المحافظة. وأثق تمام الثقة بأن أبطال الجمهورية الجدد هم من منطقة "شهبا" لنوعية التمارين التي تعطى لهم، وللثقة التي يتمتعون بها».

من اختبارات المراكز بإشراف اتحاد اللعبة.
مركز الجنينة