كان طفلاً حين حمل الرمح وتفوق على أقرانه، رؤيةٌ جسّدها "همام جهاد القاسم" على أرض الواقع ليكون بطلاً للجمهورية بطموح لمشاركات عالمية من خلال المنتخب السوري.

من المواهب الرياضية التي تشق طريقها بقوة الساعد والإرادة متجاوزاً ظروف العمل والدراسة ليكون الأقرب إلى رماية عشقها وتعلق بها منذ الصغر على يد مدربه الأستاذ "عامر حسون" مدرب نادي "الثعلة" (مدربه في المراحل الأولى) الذي تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 نيسان 2014: «من خلال تدريبات ألعاب القوى في مرحلة مبكرة من العمر لمست لدى "همام" طاقة جسدية نادرة وبنية قوية وحاولت حسب رغبته تكثيف التدريبات على رماية الرمح لتكون أول بطولة مؤشراً قوياً لتميزه، حيث كانت بطولة الأشبال على مستوى المحافظة التي حقق فيها نتائج متميزة في الصف السابع، وقد أظهر التزاماً واضحاً بالبرنامج التدريبي شجعني على زيادة الاهتمام بموهبته، حيث حفظ البرنامج وطبقه، ومع تكرار المشاركات بات مطلعاً على أصول اللعبة، ليقوم خلال المرحلة الثانوية بتصميم وصناعة رمح خشبي بالوزن والحجم الذي ينسجم مع قدرته؛ لأن تجهيزات النادي كانت ضعيفة ولم تكن لدينا القدرة للحصول على التجهيزات اللازمة للتدريب لكن في حالته كان للجهد الفردي دور في الوصول إلى بطولة الجمهورية، وبدأت بالترتيب الثالث ليحصل في البطولة الأخيرة على المركز الأول ولدينا طموح كبير بمشاركات عربية وعالمية لثقتي بقدرته على التفوق».

لم تكن نتائج "همام القاسم" مفاجأة حيث تابعت هذا اللاعب واطلعت على ما لديه من خبرات ارتبطت بالرمح وعدد من ألعاب القوى وهو من الشبان المكافحين الذين تمسكوا بالموهبة رغم ظروف كثيرة كانت كفيلة بإبعاده عن هذا المضمار، لكن التصميم والمتابعة جعله بأوقات تدريب قصيرة خلال التحضيرات بطولة الجمهورية وعدد من البطولات المحلية يمتلك عتبة النجاح والتفوق، ومن خلال هذه التجارب أنقل أمنياتي لانتسابه إلى منتخب "سورية" لثقة كاملة بموهبته ولأن لديه فرصاً كبيرة للنجاح يقر بها كل من تابع هذا الشاب

يرجع "همام القاسم" علاقته مع الرياضة إلى القوة الجسدية التي امتلكها من أعمال مختلفة تحتاج إلى القوة العضلية مارسها بفعل الانتماء إلى أسرة تهتم بالعمل الزراعي كما حدثنا: «لأننا نعيش في بيئة ريفية واعتدت مع والدي وإخوتي ممارسة الأعمال الزراعية التي تحتاج إلى القوة العضلية إلى جانب العمل في ورشات البناء والتحميل، تمكنت من بناء قوة عضلية وكانت لدي رغبة كبيرة في تطويرها من خلال ممارسة الرياضة وألعاب القوى بشكل خاص ومنذ الصغر، وكان يراودني حلم قديم لوالدي حيث تفوقت على رفاقي في رماية الرمح، وعندما توافرت فرصة التدريب حاولت الالتزام والمتابعة لتحقيق هذا الحلم، وكان للمدرب "عامر حسون" بصمة مشرقة في تدريبي والاطلاع على برامج تدريبية ساهمت في تثقيفي بالرياضة والاستمرار بشكل علمي سليم، وقد ظهرت نتائج ذلك في عدة بطولات على مستوى الجمهورية لتكون لي خمس بطولات حصلت فيها على المركز الأول على مستوى المحافظة، وثلاث بطولات على مستوى الجمهورية آخرها بداية هذا العام حيث حصلت على المركز الأول».

اللاعب همام القاسم أثناء التدريب

تشكل رماية الرمح موهبته الأولى التي يهتم بها إلى جانب الدراسة والعمل بطموح كبير للمشاركة على نطاق واسع وقال: «رغم صعوبة الالتحاق بالتدريب وعدم توافر تجهيزات كافية في نادي قريتي والملعب البلدي حيث أتدرب اليوم، والحاجة الدائمة إلى تنظيم الوقت خاصة هذا العام لكوني أستعد لامتحان الشهادة الثانوية لكن لدي طموح كبير أجهد على التمسك به لتكون لدي فرصة المشاركة العربية والعالمية، ومهتم بتطوير قدرتي الجسدية والتعلم الدائم الذي يمكنني من امتلاك تكنيك اللعبة وتحقيق التوافق بين العضل والعصب وتفاصيل تخدم اللاعب لإتقان الرماية، التي تعدّ مشروعي الكبير الذي لن يكتمل إلا بالحصول على الشهادة ومتابعة التعليم وكل ذلك يتطلب مني العمل المتواصل لعلّي أصل إلى تحقيق الطموح والانتقال بموهبتي إلى مستويات أشعر بأنني جدير بها».

المدرب "كنان حاطوم" عبر عن موهبة وتميز "همام" لكونه تابع تدريبه خلال الأعوام الثلاثة الماضية وقال: «لم تكن نتائج "همام القاسم" مفاجأة حيث تابعت هذا اللاعب واطلعت على ما لديه من خبرات ارتبطت بالرمح وعدد من ألعاب القوى وهو من الشبان المكافحين الذين تمسكوا بالموهبة رغم ظروف كثيرة كانت كفيلة بإبعاده عن هذا المضمار، لكن التصميم والمتابعة جعله بأوقات تدريب قصيرة خلال التحضيرات بطولة الجمهورية وعدد من البطولات المحلية يمتلك عتبة النجاح والتفوق، ومن خلال هذه التجارب أنقل أمنياتي لانتسابه إلى منتخب "سورية" لثقة كاملة بموهبته ولأن لديه فرصاً كبيرة للنجاح يقر بها كل من تابع هذا الشاب».

همام مع فريق ألعاب القوى في السويداء

الجدير بالذكر أن "همام جهاد القاسم" من مواليد 1995 قرية "الثعلة" طالب في الصف الثالث الثانوي، صناعة اختصاص ميكانيك.