هو واحد من أبطال الجمهورية في رياضة الكاراتيه، وأكثرهم انضباطاً بشهادة مدربيه، ولعل إتقانه التدريب والتحكيم يجعل من هذه الرياضة منافسة بشكل مباشر للعبة الشعبية الأولى في منطقة "شهبا"، خاصة بعد بطولة الجمهورية الأخيرة التي أثبت فيها قدرته على العطاء كلاعب ومدرب.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكابتن "حسام نجيب غيث" يوم الجمعة الواقع في 28 آذار 2014 الذي تحدث عن بداياته مع هذه الرياضة، فقال: «ولدت في قرية "الجنينة" عام 1985، وككل أقراني كانت كرة القدم هاجس الجميع، غير أن الوضع تغير بالنسبة لي عندما قام المدرب المعروف "عدنان عامر" بفتح مركز تدريبي للصغار في القرية، كنت في الصف السادس، ووجدت ضالتي في ممارسة هذه الرياضة الجميلة، وبقيت أتدرب على يديه مدة ثماني سنوات متتالية خضت خلالها الكثير من البطولات على مستوى المحافظة، وبنفس الوقت تابعت دراستي حتى تخرجت في معهد هندسة الميكانيك».

أحلم أيضاً أن أستطيع بما أملك من إمكانيات تدريبية أن أوصل أكبر عدد من اللاعبين إلى بطولة الجمهورية، ومن ثم تمثيل "سورية" في المحافل الدولية

أما عن البطولات التي خاضها في مسيرته مع اللعبة، فأضاف: «بدأت في خوض المنافسات الفعلية في العام ألفين أثناء بطولة المحافظة التي كانت فاتحة خير علي من خلال احتلالي للمركز الأول والمحافظة عليه حتى العام 2009، وتابعت التدريب بشكل دائم ومكثف طوال هذه السنين لأن هذه الرياضة لا يمكن للاعب أن يتوقف إلا إذا أراد الاعتزال، وفي العام 2004 حصلت على الحزام الأسود "واحد دان" واشتركت في بطولة الجمهورية في العام 2005 ونلت المركز الثالث في القتال الفردي. وفي العام 2006 نلت درجة "2 دان" وكذلك المركز الثالث على مستوى القطر في القتال الفردي، وقد اكتشفت الفروقات الكبيرة بيننا وبين لاعبي منتخب "سورية" الذي يمثله على الأغلب لاعبي ناديي "الشرطة"، و"الجيش".

مع خمسة لاعبين يتوقع لهم بطولة الجمهورية.

وفي العام 2010 نلت درجة "3 دان"، وخضت بطولة الجمهورية فكنت الثالث أيضاً، ونلت في العام التالي المركز الثاني في بطولة نخبة "سورية" حيث كنت أخوض هذه المنافسات باسم نادي المحافظة منذ العام 2010».

هناك مفاهيم خاطئة مزروعة في عقول الناس عن لعبة الكاراتيه -بحسب "غيث"- مردها أن أي لعبة فردية قتالية هي للتسلية أولاً، وثانياً للدفاع عن النفس عند الحاجة، وثالثاً تقطيع للوقت في الصيف. وقد اكتشف مدى قدرة هذه الرياضة واتساعها، ومدى ضعف التدريب الذي كان يتلقاه، يقول: «عندما التحقت بدورة تأهيلية تثقيفية في مدينة "درعا" على يد المدرب القدير "أحمد الخطبا" الذي صدمني عندما قيّم وضعي بالصفر! وقال لي: "إما أن تتقن اللعبة بكل مكوناتها وتفاصيلها وإما الجلوس بالبيت". وقد أنهيت الدورة والتحقت بمركزه التدريبي في "دمشق" منذ ذلك التاريخ لم أنقطع عن التدريب نهائياً، فقد بقيت في مركزه مدة ستة شهور اكتسبت خلالها خبرة واسعة في الأداء الحركي، والثقافة العالية. وقد بت مع الوقت والتدريب الشاق والمستمر متمكناً بكل الحركات ونوعيتها، واكتسبت خبرة التعامل مع كل أعضاء الجسم. وعرفت الفرق بين أن تعرف ست خواص للحركة الواحدة في المفهوم القديم عن اللعبة، وبين أن تعرف 18 خاصية لنفس الحركة. وعن التدريب فلم أترك دورة تدريبية واحدة تتم عن طريق اتحاد اللعبة من العام 2006، ونلت شهادات عديدة منها شهادة من بطل العالم في الكاتا المصري "علاء الدين السعيد". كذلك نفس الأمر ينطبق على التحكيم. وأقسم وقتي الأسبوعي بين التدريب في منطقة "شهبا" لأكثر من 60 شاباً وشابة. وبين تدريبي الشخصي في نادي "الجيش" حالياً الذي يضم مدربين متميزين، ولاعبين على مستوى عالٍ».

مع لاعبيه الكبار والصغار.

وعما اكتسبه على المستوى الشخصي من هذه الدورات، تابع: «خضت بطولة الجمهورية الأخيرة التي جرت في الشهر الأول في "دمشق" كلاعب ومدرب، فمثلت نادي "الجيش" ونافست على المركز الأول الذي ناله اللاعب البطل "خليل صقر" بفروقات وتقنيات صغيرة، وبشهادة كل المدربين في البطولة فإنني أتمتع بنظافة الحركة، وصفاء الأداء. أما عن اللاعبين الذين أدربهم، فقد شاركت في نفس البطولة بلاعبة واحدة تلعب باسم نادي "شقا" الرياضي، وهي اللاعبة "حنين محسن غيث" التي نالت بطولة الجمهورية كاتا فردي بالحزام الأزرق. وهي مدعوة للدفاع عن علم الوطن في بطولة العرب في "اليمن". أما من أدربهم في قرى "الجنينة"، و"بارك"، و"رضيمة الشرقية" فهناك ستة لاعبين على الأقل أتوقع لهم وبقوة نيل بطولة الجمهورية، وهم: "تغريد ناصر الدين"،"تمام الصحناوي"، "مهند غيث"، "فداء أبو شر"، "حسن الصحناوي"، "هديل أبو رسلان". وقد نالت الطفلة "مرام الذياب" بطولة المحافظة بفئة الأشبال».

أحلام "غيث" بسيطة، وتتركز على تغيير مفهوم الناس عن اللعبة: «أحلم أيضاً أن أستطيع بما أملك من إمكانيات تدريبية أن أوصل أكبر عدد من اللاعبين إلى بطولة الجمهورية، ومن ثم تمثيل "سورية" في المحافل الدولية».

لقطة من التدريبات.

المدرب المعروف "عدنان عامر" الذي له الفضل في انتشار لعبة الكاراتيه في المحافظة، ومدرب "حسام غيث" تحدث عنه بالقول: «هو واحد من أهم اللاعبين الذين دربتهم، فهو يتمتع بتقنيات عالية، وبقوة جسمانية وعقلية كافية لكي يعطي لسنوات طويلة. ويقوم بتطوير إمكانياته بشكل مستمر، ويواظب على التدريب المستمر، وينقل معارفه إلى الأطفال والشبان في المراكز التي يدربها. وليس مفاجئاً لأحد نيل أي شاب أو شابة من الذين يدربهم أن يصبح بطل الجمهورية».

أما اللاعب الشاب "حسن يحيى الصحناوي" فتحدث عما اكتسبه خلال الفترة التي أشرف عليه الكابتن "حسام" بالتدريب، فقال: «أتدرب على يديه منذ العام 2011، وهو يركز بشكل كبير على التمارين، ويقسو علينا لإتقانها إتقاناً كاملاً، ففي الأسبوع نتدرب ثلاثة أيام، وفي كل يوم ساعتين نقضيها بكل جدية، ودون تهاون، فاللعبة تحتاج إلى بنية قوية، وتنظيم وتدريب مستمر حتى تستطيع تحقيق ما تصبو إليه. فهي لعبة تهذب الأخلاق والنفس، وتعطي شهرة واسعة للاعب».