تجاوز الحصانُ أساليبَ استخدامه في التاريخ القديم، وبات شكلاً يتلازم فيه مع آلهة الحرب في العصور الغابرة الأثرية، وهو يمثل ظاهرةً في فترةٍ زمنيةٍ ماضية.

حول تماثيل الخيل ودلالاتها، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 2 تشرين الأول 2019 التقت الباحث الأثري "حسن حاطوم" الذي بيّن قائلاً: «نعلم أنّ الحصان استُخدم منذ القديم كواسطة نقل، وكوسيلة فعالة في الأغراض المدنية والعسكرية، وصور في الأساطير مرافقاً لبعض الآلهة، حيث يظهر إله الحرب "مارس" وهو يمتطي جواداً عالياً، أو يركب عربته الحربية التي تجرها أربعة جياد تنفث النار، لذلك أخذ الحصان مكانةً جيدةً عند مختلف الشعوب، وظهر هذا جلياً في الفنون، وخاصة فن النحت، وقد دَرَج فنانو المنطقة على تجسيده في الفترة النبطية، فأنتجوا مجموعة أصيلة يمكن تتبع خصائصها المحلية من سرج الحصان ولجامه وبنيته التشكيلية، إضافة لأسلوبه الفني، ومن أهمها نموذج يعود للعصر الروماني وُجد في العديد من مناطق جبل "العرب"، وهو يمثل حصاناً شبه كامل وملجم، رأسه وقسم كبير من قائمتيه الأماميتين والذيل مفقودة، يقف وكأنّ طرفيه الأماميتين مرفوعتان، حيث تشكلان زاوية قائمة، وهذا يظهر من حركتهما عند البداية، أما طرفاه الخلفيتان فكاملتان وتتصلان بمسند يصل بينهما، جسم الحصان مكتنز، وبطنه وظهره مدوران، وقد أبرز النحات العمود الفقري على شكل خط سطحي مثلم، مع إظهار الوركين بنوع من التكور، كما يوجد ثنيات قصيرة عند أعلى القائمتين الأماميتين للدلالة على العضلات عند الحركة، وهي عبارة عن حزين منحنيين، كذلك الفخذان لا يبدو عليهما تفاصيل، وقد ارتبطا ببعضهما بوساطة اللوحة الحجرية التي تلتصق بالحصان من الخلف وترتفع قليلاً عن مستوى الفخذين، أما الذيل فقد أشُير إليه بخطوط رفيعة مثلمة ومتماسكة لا تدل عليه بوضوح إنما بإشارة إلى وجوده».

ومن الملاحظ في رأس الحصان ملجم كامل شكله مثلثي منبسط اختلافاً في اختيار نوع الحجر والدقة في النحت، فالعينان نافرتان بشكل لوزي، ومطموستان بحيث لا تظهر الحدقة، ومحجر العين بارز ويحيط بها ولا تقع العينان في مكانهما الطبيعي، وقد حددتا على هيئة عيون الإنسان؛ حركتهما إلى الأمام، والعين اليمنى متقنة النحت أكثر من اليسرى، الأنف واضح وخياشيمه جاءت مثقوبة للدلالة عليه. وعبر النحات عن الفم بخط مثلم مع بروز الفكين والشفتين، ونحتت الأذنان بشكلٍ مبهم على شكل كوب أسطواني تتجهان إلى الأعلى والأمام، وهما مفرّغتان وتبدوان كبيرتان بالنسبة لحجم الرأس وكأنّ النحات لصقهما عليه، لكن على ما يبدو لم يوفّق في ذلك، وهذا بدوره أعطى الرأس شكلاً غريباً نوعاً ما. هذا ويشترك في كثير من الصفات مع حصان غير كامل رأسه، وأغلبية عنقه وقوائمه الأربعة والقسم الأكبر من ذيله مفقودة، يمكن تحديد وضعيته من خلال ما تبقى من بداية قائمتيه الأماميتين المتبقيتين، حيث يرفعهما بزاوية قائمة في وضعٍ استعراضي، كما أن جسمه مكتنز، وأُشير للعمود الفقري بخط مثلم سطحي، كما تظهر عند أعلى القائمتين الأماميتين ثنايا العضلات تدل على حركة الحصان، وحاول النحات إعطاء بقية عضلات الجسم أشكالاً وصيغاً قريبة من النسب الطبيعية لإضفاء الحيوية والحركة على الحصان قدر الإمكان، وهذا ما أفلح به من نواحي وأخفق في نواحي أخرى، الذيل عبارة عن كتلة قليلة العرض في البداية ثم يأخذ بالانفراج

وتابع الباحث في الآثار "حاطوم" بالقول: «ومن الملاحظ في رأس الحصان ملجم كامل شكله مثلثي منبسط اختلافاً في اختيار نوع الحجر والدقة في النحت، فالعينان نافرتان بشكل لوزي، ومطموستان بحيث لا تظهر الحدقة، ومحجر العين بارز ويحيط بها ولا تقع العينان في مكانهما الطبيعي، وقد حددتا على هيئة عيون الإنسان؛ حركتهما إلى الأمام، والعين اليمنى متقنة النحت أكثر من اليسرى، الأنف واضح وخياشيمه جاءت مثقوبة للدلالة عليه.

الباحث الأثري حسن حاطوم

وعبر النحات عن الفم بخط مثلم مع بروز الفكين والشفتين، ونحتت الأذنان بشكلٍ مبهم على شكل كوب أسطواني تتجهان إلى الأعلى والأمام، وهما مفرّغتان وتبدوان كبيرتان بالنسبة لحجم الرأس وكأنّ النحات لصقهما عليه، لكن على ما يبدو لم يوفّق في ذلك، وهذا بدوره أعطى الرأس شكلاً غريباً نوعاً ما.

هذا ويشترك في كثير من الصفات مع حصان غير كامل رأسه، وأغلبية عنقه وقوائمه الأربعة والقسم الأكبر من ذيله مفقودة، يمكن تحديد وضعيته من خلال ما تبقى من بداية قائمتيه الأماميتين المتبقيتين، حيث يرفعهما بزاوية قائمة في وضعٍ استعراضي، كما أن جسمه مكتنز، وأُشير للعمود الفقري بخط مثلم سطحي، كما تظهر عند أعلى القائمتين الأماميتين ثنايا العضلات تدل على حركة الحصان، وحاول النحات إعطاء بقية عضلات الجسم أشكالاً وصيغاً قريبة من النسب الطبيعية لإضفاء الحيوية والحركة على الحصان قدر الإمكان، وهذا ما أفلح به من نواحي وأخفق في نواحي أخرى، الذيل عبارة عن كتلة قليلة العرض في البداية ثم يأخذ بالانفراج».

من أشكال الخيول

وحول أشكال الخيل الموجودة في جبل "العرب"، أوضح الباحث الأثري "وليد أبو رايد" بالقول: «تكثر في مناطق "جبل العرب" تماثيل لحصان من دون فارس وغير مسرج، ومزين بحزام صدر (شوبند) نافر يلف القسم الأمامي من الكتف والصدر، مرصع بأقراص دائرية قطرها يساوي عرض الحزام، وزينَ مقدمةَ الحصانِ حزامٌ رفيعٌ نسبياً، تتدلى منه ترصيعات دائرية وأخرى على شكل القلوب، وهلال شبه كامل في المقدمة. الحزام متصل مع (الشوبند) بنهاية رفيعة، ويتشابه أيضاً مع النماذج السابقة للخيول حصانان من حيث الوضعية وشكل الجسم والحزام الذي يحيط بمقدمة الحصان، كذلك نرى الترصيعات التي تطوّق العنق، تتشابه مع نظرائها في التمثالين السابقين، وهكذا باستطاعتنا وضعها ضمن سلسلة محلية واحدة، ويجب ألا نستغرب تمثيل الحصان من دون فارس في "حوران" فهو موضوع مهم درج على تقليده منذ العصر اليوناني، وقلّده الفنانون المحليون واستمر تمثيله في العصر الروماني، وإن اختلفت النسب الشكلية في التكوين العام، وما يدلّ على هذا النمط رأس حصان عثر عليه منفرداً ومقتطعاً من جسم حصان وهو ملجم شكله مثلثي منبسط، العينان نافرتان ولوزية ومطموستان بحيث لا تظهر الحدقة، ومحجر العين بارز ويحيط بها، لا تقع العينان في مكانهما الطبيعي والأنف واضح وخياشيمه جاءت مثقوبة للدلالة عليه، وقد عبر النحات عن الفم بخط مثلم مع بروز الفكين والشفتين، ونحتت الأذنان بشكلٍ مبهم على هيئة دائرة نافرة ربما كان القصد جعلها منسدلة لكن على ما يبدو أنّ النحات لم يوفّق في ذلك وهذا بدوره أعطى الرأس شكلاً غريباً نوعاً ما بالإضافة لخشونة الحجر المصنوع منه الرأس.

لقد اكتسب الحصان صفة دينية إضافة للوظيفة الأساسية المنوطة به، وهي الركوب أو الجر، ولاحظ "بتلر" وجود عدد من أجزاء الخيول مرتمية كغيرها من المنحوتات الأخرى حول معبد "بعل شامين"، حيث نحتت تقريباً بالحجم نفسه وزينت بالسروج المزخرفة، إضافةً لدلائل على أحصنة وفرسان».

من تماثيل الخيل