أسهمت الخريطة الأثرية التي أعدّتها المهندسة "ميلاد بلان"؛ بإشراف مجموعة من الباحثين الأكاديميين في الآثار، بوضع المنهج لمعرفة المخططات والمعلومات المتعلقة بالمواقع الأثرية وفق برامج إلكترونية توثيقية.

حول وضع خارطة أثرية لجميع المواقع الأثرية في محافظة "السويداء"، مع تعريف عن كل موقع، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 آذار 2019، التقت المهندسة "ميلاد بلان"، التي أوضحت قائلة: «لقد تضمن وضع الخريطة مجموعة من الأهداف؛ أهمها جمع البيانات وكافة المعلومات الأثرية المتعلقة بالمواقع من تلال وخرب وكنائس ومعابد وبيوت أثرية وبلدات قديمة، مع ربط المخططات التنظيمية للمدن والقرى والبلدات، مع مخططات البلدات القديمة المتوفرة باستخدام برنامجي "Autocad"، و"Google earth"، حيث يتم تعيين (الإحداثيات) لكل المواقع والمعالم الأثرية في المحافظة كاملة، بغية توثيق البيانات والمعلومات التي تم جمعها والحصول عليها من مصادر عديدة بقاعدة بيانات واحدة بصيغة csv شاملة كل البيانات الوصفية والمكانية لكل معلم أثري، مع ربطها بقاعدة البيانات ومخططات القرى وملف الإحداثيات مع خارطة مدينة "السويداء" وفق نظام المعلومات الجغرافي GIS.

تكمن أهمية الخريطة الأثرية ليس فقط للدلالة السياحية أو البحث والتنقيب فحسب، بل جاءت ثمرة عمل وجهد وبحث ودليل منهج علمي لتكون المصدر الرسمي القادر على إعطاء الصورة الواقعية والعلمية لأي باحث يريد العمل والبحث في المواقع والاستكشاف على المدى البعيد، خاصة أن الفريق المدقق مميز بخبرته العلمية والعملية في دائرة الآثار بـ"السويداء"

هذه المراحل لإعداد الخريطة الأثرية قامت بها دائرة الآثار بالتعاون مع عدد من الباحثين الذين عملوا ويعملون على توثيق المواقع والبحث والتنقيب على مواقع جديدة، حيث قاموا بتدقيق الخرائط والمعلومات ضمن قاعدة بيانات لكل موقع من ناحية العصر الذي ينتمي إليه، وتحديد موقعه ضمن شبكة الإحداثيات التي يمكن ربطها مع المخططات التنظيمية للوحدات الإدارية أو في محيطها لمعرفة هذه المواقع، وعدم التعدي عليها والمحافظة على عناصرها الأثرية. وأهم ما توصلت إليه الخريطة من توضيح واستكشاف وتوثيق، ومن نتائج هذه الخريطة معرفة هذه المواقع وفق المنهج العلمي التوثيق أثرياً، ويمكن بعدها إدراج بعضها ضمن خطط الدائرة في عمليات التوثيق والتنقيب الأثري والمسوحات الأثرية، والاستفادة منها في مشاركة المجتمع المحلي في حماية تراثه الثقافي والإرث الأثري من خلال معرفته لهذه المواقع ووضعها في متناول كل إنسان، وليس المقصود فقط مدينة "السويداء"، بل المحافظة ككل، وهذا يفيد في حماية المواقع الأثرية والبلدات القديمة التي تحتوي مباني أثرية وتراثية مهمة في تاريخنا وحضارتنا الغابرة».

الباحث الأثري خلدون الشمعة

الباحث الأثري "وليد أبو رايد" أشار إلى أهمية الخريطة والمواقع الأثرية قائلاً: «منذ أن باشرت المهندسة "ميلاد بلان" جمع البيانات ووضعها ضمن خريطة معتمدة، كان ظهور تلك الخريطة معرفة للمواقع الأثرية في المحافظة يعني أنها أصبحت دليلاً وقاعدة بيانات مهمة في تقديمها كدليل سياحي للسياح، والأهم أنه تمت دراستها دراسة علمية، بالتعاون مع فريق علمي متخصص أكاديمي، عمل في اكتشاف وتوسيع التنقيب للعديد من المواقع المعتمدة بالخريطة».

وأشار الدكتور "نشأت كيوان" رئيس دائرة الآثار في "السويداء" إلى أهمية العمل بالقول: «تكمن أهمية الخريطة الأثرية ليس فقط للدلالة السياحية أو البحث والتنقيب فحسب، بل جاءت ثمرة عمل وجهد وبحث ودليل منهج علمي لتكون المصدر الرسمي القادر على إعطاء الصورة الواقعية والعلمية لأي باحث يريد العمل والبحث في المواقع والاستكشاف على المدى البعيد، خاصة أن الفريق المدقق مميز بخبرته العلمية والعملية في دائرة الآثار بـ"السويداء"».

خريطة الآثار

الباحث الأثري "خلدون الشمعة" أحد الذين دققوا العمل، أوضح بالقول: «يأتي هذا العمل من قبل كوادر الدائرة من آثاريين ومهندسين ‏وشعبة التقانة والمعلومات فيها، حيث استغرق تجهيزها عامين، وهي ‏تسهم في فهم التوزع الجغرافي لكل المواقع الأثرية، حيث تعرف كل وحدة أثرية ‏المواقع ضمن نطاق حدودها الإدارية وتحافظ عليها، وسيتم تعميمها على جميع ‏الوحدات الإدارية، وإرسال نسخ إلى الجهات المعنية. كما تعدّ الخريطة وثيقة مهمة ‏ودليلاً مهماً للسياح».

الباحث الاثري وليد أبو رايد