يعد توثيق القطع الأثرية عملية علمية؛ إذ إن كل القطع الخارجة عن نطاق التنقيب الأثري المنهجي الصحيح مشكوك فيها لحين التثبت من أثريتها أم لا، بحيث تمر عملية توثيق القطع الأثرية الناتجة عن أعمال التنقيب بعدة مراحل.

حول توثيق القطع الاثرية مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 تشرين الثاني 2016 التقت الباحث الاثري الدكتور "نشأت كيوان" فبين قائلاً: «حين اكتشاف أي قطعة أثرية في موقع أثري يقوم رئيس البعثة أو المكلف باستلام القطع وتوثيقها في سجل الحفرية الخاص بالبعثة بعد تصويرها ووصفها وصفاً أولياً، وإعطائها رقماً خاصاً ضمن السجل وحفظها ضمن أكياس أو صناديق أو ما يراه الآثاري مناسباً مع مراعاة وضعها الفيزيائي الكيميائي، كما يتم تسليم القطع الأثرية من قبل رئيس البعثة الأثرية بعد انتهاء موسم التنقيب إلى أمانة المتحف ممثلة بأمين المتحف أو من ينوب عنه في حال غيابه، وذلك وفق سجل الحفرية أو ما يسمى سجل اللقى بناء على محضر تسليم واستلام مصدق من قبل مدير الآثار ومسجل في الديوان لحفظ مصداقية العمل وقانونيته، وتكون فيه القطع موثقة من ناحية وصف مقتضب لكنه يدل على ماهية القطعة بشكل واضح وصريح، وعملية تصويرها ورسمها إن أمكن ووضع رقم جديد لها أو الابقاء على رقم سجل اللقى وهذا يعود لتقديرات أمين المتحف لأن بعض القطع الأثرية لا تستحق التسجيل وتحفظ للدراسة فقط.

بعد عملية استلامها ومعالجتها، يجب أن يخرجها بمذكرات إخراج متحفية متعارف عليها وضمنها توجد كل البيانات الخاصة بالقطعة، لتأتي المرحلة الأخيرة من عملية التسجيل وهي الأهم وتتلخص في تسجيل القطع بناءً على مذكرات الاستلام في السجل الرئيسي للمتحف وهنا نشبهها بالهوية الشخصية للقطعة مهما بلغ حجمها أو عمرها الزمني وهذا السجل هو الوثيقة الرسمية المعتمدة في كل المتاحف وعلى أساسها تتم مراجعة القطع ودراستها لأنه يشمل مجموعة من الخانات من ناحية الرقم المتحفي وهو ثابت والوصف والأبعاد ومصدر القطعة وتاريخ تسجيلها والعثور عليها أو تسليمها أو الجهة المقدمة لها، وهناك برامج متخصصة في توثيق القطع الأثرية إلكترونياُ من خلال ربطها بشبكة واحدة مع الإدارة المركزية وهذه البرامج تتيح للباحثين والدارسين والمتخصصين في علم الآثار أو سواه الحصول على المادة العلمية التي يريدونها كما تسهل العمل المتحفي بشكل كبير

وفيما مضى كانت تسلم القطع أولاً إلى المعمل الفني من أجل تنظيفها وترميم ما هو بحاجة لذلك، لكن في الوقت الحاضر تجري عملية التسليم مباشرةً إلى أمين المتحف الذي يقوم بدوره بإرسال القطع التي تحتاج للمعالجة إلى المعمل الفني، ومراجعة أوصاف القطع والزيادة عليها أو اختصار الوصف حسب ما يراه مناسباً وهذا الأمر بالتأكيد يحتاج إلى خبرة جيدة لتثبيت الوصف بين القطع خاصة إن وجدت المسكوكات "النقود القديمة" وتصوير القطع وتدوين أوصافها على مذكرات استلام متحفية مخصصة لهذا الموضوع».

وتابع الدكتور "نشأت كيوان" المرحلة الثانية قائلاً: «بعد عملية استلامها ومعالجتها، يجب أن يخرجها بمذكرات إخراج متحفية متعارف عليها وضمنها توجد كل البيانات الخاصة بالقطعة، لتأتي المرحلة الأخيرة من عملية التسجيل وهي الأهم وتتلخص في تسجيل القطع بناءً على مذكرات الاستلام في السجل الرئيسي للمتحف وهنا نشبهها بالهوية الشخصية للقطعة مهما بلغ حجمها أو عمرها الزمني وهذا السجل هو الوثيقة الرسمية المعتمدة في كل المتاحف وعلى أساسها تتم مراجعة القطع ودراستها لأنه يشمل مجموعة من الخانات من ناحية الرقم المتحفي وهو ثابت والوصف والأبعاد ومصدر القطعة وتاريخ تسجيلها والعثور عليها أو تسليمها أو الجهة المقدمة لها، وهناك برامج متخصصة في توثيق القطع الأثرية إلكترونياُ من خلال ربطها بشبكة واحدة مع الإدارة المركزية وهذه البرامج تتيح للباحثين والدارسين والمتخصصين في علم الآثار أو سواه الحصول على المادة العلمية التي يريدونها كما تسهل العمل المتحفي بشكل كبير».

وعن حماية القطع الأثرية وصيانتها أشار الباحث الأثري "حسين زين الدين" بالقول: «هذه العملية مهمة من ناحية الحفاظ على التراث الثقافي المنقول والقطع الأثرية هي جزء من هذا التراث ولها أوجه عديدة في عملية الحماية حسب نوع القطعة وحالتها وعمليات التدخل عليها لكن الشيء المهم أن تحفظ ضمن صالات العرض ضمن شروط حماية خارجية وداخلية تتمثل في التشدد في الحراسة ضمن المتحف ومستودعاته ومداخله ومخارجه وأبوابه وهذه عملية بديهية ضمن المتاحف، أما ضمن خزن العرض يجب أن تكون هذه الخزن جيدة ومؤمنة مع المحافظة على شروط العرض الجيدة من ناحية الإنارة ونسبة الرطوبة ضمن الصالة نفسها، أما القطع التي توضع خارج الخزن على قواعد أو ما شابه يجب مراعاة عدم إيذائها من قبل الأشخاص والزوار على وجه التحديد، أما القطع المحفوظة في المستودعات فيجب توفير قدر جيد من الحماية من ناحية الأبواب والتهوية ونسبة الرطوبة وعدم تعريض القطع للتلف من هذه الناحية أو من ناحية الحشرات والقوارض على سبيل المثال، وأن تكون مغلفة حسب طبيعة المادة المصنوعة منها القطعة وحالتها الفيزيائية، وهنا لا نستطيع أن نلم بكل أنواع القطع لأن عملية الحفظ تختلف بين قطعة وأخرى وهنا تأتي مهمة أمين المتحف أو من يكلفهم في عملية المراقبة الدائمة والمستمرة لحالة الحفظ الجيد للقطع ومعالجة أي خلل يطرأ عليها وهذه المهمة ليست سهلة فقد يشوبها بعض الصعوبات التقنية التي تتطلب معالجة وخاصة الرطوبة والقوارض التي تشكل المشكلة الأكبر التي تعترض عمل المتحف وخصوصاً في المستودعات، وصيانة القطع المتحفية تحتاج لاختصاصيين وخصوصاً المهندسين والمرممين وتوحيد الجهود في عملية الحماية والصيانة وإيجاد شروط حفظ جيدة تتناسب مع وضع القطعة».