واحدة من البوابات التي ساهمت بالحفاظ على أمن مدينة "شهبا" في السابق، فيها معالم لمتارس ومرام للسهام، تتصف بعمارتها المتينة وحجارتها البازلتية، وتعود إلى القرن الثالث الميلادي.

مدونة وطن "eSyria" التقت مدير دائرة الآثار والمتاحف في "السويداء" الأستاذ "حسين زين الدين"، بتاريخ 5 أيلول 2014، الذي وصف "البوابة الجنوبية الغربية" في مدينة "شهبا"، ويقول: «تتألف من برجين مربعين (7×7) متر؛ يحميان مدخلها بعرض 3,5 متر، وفي الماضي كان يتم إغلاق المدخل بباب خشبي مصفح بالمعدن والمسامير، وهو مؤلف من درفتين، وخلف هذا الباب ومن الداخل يمكن مشاهدة ثقبين متقابلين في جانبي البوابة كانا مخصصين لوضع سنّادة خشبية كبيرة تغلق البوابة من الداخل، ولا شك أن ارتفاع هذه البوابة المحصنة كان أعلى من وضعها الحالي، وربما كان يعلوها ممر للجنود ومرامٍ للسهام، وهي تتصف بعمارتها المتينة وحجارتها البازلتية المنحوتة بدقة لتشكل حجارة الجدران والقبوة والقوس والساكف، في حين بني قلب الجدران من حجر "الدبش" (وهو الحجر الذي يمكن مسكه بيد واحدة أو أكبر بقليل، ويكون غير مشذب أي كما هو في الطبيعة) المغموس بالإسمنت الروماني المصنّع من الكلس والرمل البركاني».

تعرضت البوابة للتلف عبر الزمن بسبب الزلازل والمناخ وفعل الإنسان، وقد جرت أعمال الترميم الأخيرة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ العام 2012، إذ استكملت الجدران الخارجية والقبوة والقوس الخارجي بشكل جزئي ورممت الساكف، وذلك لتدعيم ما تبقى من العمارة الأصلية واستعادة الشكل العام للبوابة

وعن سبب الترميم والأعمال التي تمت لإعادتها من جديد يقول: «تعرضت البوابة للتلف عبر الزمن بسبب الزلازل والمناخ وفعل الإنسان، وقد جرت أعمال الترميم الأخيرة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ العام 2012، إذ استكملت الجدران الخارجية والقبوة والقوس الخارجي بشكل جزئي ورممت الساكف، وذلك لتدعيم ما تبقى من العمارة الأصلية واستعادة الشكل العام للبوابة».

الجروف الصخرية جانب البوابة

تعد "البوابة الجنوبية الغربية" جزءاً من السور الدفاعي الذي يلف مدينة "شهبا"، والذي تم تشييده في القرن الثالث الميلادي، ولكن الذي يميزها أن السور الذي يحيطها هو من صخور طبيعية تواجدت قبل بناء المدينة، حيث وصف "زين الدين" هذه التحصينات، ويقول: «تم تشييد مدينة "شهبا" كمدينة محصنة في منتصف القرن الثالث الميلادي (244–249) يحيط بها سور مربع أبعاده 1000× 1200 متر، وسماكته تصل في بعض الأماكن إلى أربعة أمتار، وتتخلله أبراج مسقطها 8×8 متر، والمسافة بين كل برجين تصل إلى الأربعين متراً، في حين أن أبراج زوايا السور ذات مسقط دائري، ويحتوي سور المدينة على أربع بوابات صرحية تتألف من باب وسطي كبير لمرور العربات، وبابين جانبيين أصغر حجماً لمرور المشاة، وهي مواجهة للجهات الأربع، تفضي بدورها إلى الشارعين المتعامدين (كاردو، دكومانوس)، وبوابتين صغيرتين (شمالية شرقية - وجنوبية غربية)، وهما بدورهما تفضيان إلى طريق غير مستقيمة تتناغم مع صخور وجروف القسم الغربي من المدينة، ويبدو أن توضع هذه الصخور الكبيرة جعل بناء "البوابة الجنوبية الغربية" في تلك النقطة كعامل مساعد للحفاظ على المدينة من الغزاة والطامعين».

أما السيد "تيسير أبو جهجاه" المهتم بالتاريخ، ومن سكان المنطقة، فيقول: «لا شك أن لهذه البوابة تاريخاً كبيراً، وأن بناءها تم بأيادي عمال مهرة، وهي قريبة من "المسرح الروماني" و"المعبد الإمبراطوري"، و"الكليبة"، وقد تحدث الأهالي الكبار في السن عن معركة ضخمة جرت بالقرب منها بين ثوار المدينة ضد العثمانيين في العام 1897، وما زالت بعض الطلقات تسكن حجارتها، وتتميز بأرضها المرصوفة بحجارة بازلتية جميلة، ويجاورها على مسافة كبيرة جروف صخرية كبيرة، وهي معلم أثري مهم في جنوب المدينة، ولكن في السنوات الأخيرة تعرضت لأكثر من حادثة كادت إثرها أن تنهار بشكل كبير، وهي ناتجة عن رعونة بعض السائقين، وبعد ترميمها من جديد عادت كما كانت، وقد وضع على جانبي بابها كراسٍ رخامية لجلوس الناس تحتها والاستمتاع بروعة البناء والتصميم، ولكن يجب وضع إشارات مرورية قبلها وبعدها تمنع دخول الشاحنات الكبيرة منها؛ لتبقى كما هي إرثاً حضارياً للإنسان».

قوس البوابة من الداخل
من الأعلى إتقان في العمل.