تحيط ببلدة "قنوات" من أغلب الجهات، وتعد من أهم المقابر الموجودة في الجبل وأكثرها إتقاناً وفناً، ويرجع تاريخ بنائها إلى منتصف القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي...

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث في الآثار الدكتور "علي أبو عساف" بتاريخ 16 آب 2014، الذي تحدث بداية عما يميز "مقابر قنوات" عن غيرها، ويقول: «تكمن أهمية هذه المقابر الأثرية في وجودها ببلدة "قنوات" التي كانت فيما مضى حجر عثرة في وجه التقدم الروماني لاحتلال المنطقة، حيث هزمت جيوش الرومان أمام صلابة الدفاعات من أهالي "قنوات"، وبعد أن بسط الرومان سلطتهم دخلت "قنوات" في أنحاء المدن العشر، وأضحت مركزاً إدارياً لمنطقة واسعة من الجبل امتدت غرباً حتى "الكرك"، و"المسيفرة"، وشرقاً حتى "قنوات" نفسها، وشمالاً حتى "شهبا"، وجنوباً حتى حدود "بصرى"، وتحولت إلى مركز للمطرانية، ومكاناً مهماً للحكام والأغنياء، وهذا ما جعل مقابرها بتلك الأهمية، حيث حرص أصحابها على بنائها بحجارة منحوتة ومزينة، وجعلها مدافن برجية، حيث يقع اثنان منهما إلى الجنوب من معبد "ربة المياه"، أحد المدفنين مربع الشكل والآخر مدور، وهما بحالة جيدة، ويمكن التعرف من خلالهما على مخطط المدافن والهيكل، إضافة إلى تلك المدافن التي تحيط بالمدينة».

إن جمال شكلها ونحتها المتقن يعيدان زمن بنائها إلى القرن الأول أو مطلع القرن الثاني الميلادي، وهي مؤلفة من غرفة جنائزية مسقوفة بعقد، فيها صفان جانبيان من النخاريب (المعازب) التي تتلقى جثامين المتوفين، حيث يحتوي كل صف على ثمانية نخاريب صغيرة متوضعة فوق بعضها بعضاً بشكل مزدوج (نخروبان نخروبان)، وفي صدر البناء يوجد قوس كبير منحوت نحتاً قوياً، وظاهر هذه المقبرة مزين بنقوش في القاعدة، وقياسها 8.90 متر طولاً، و7.30 متر عرضاً، وكانت في السابق تحمل في أعلاها هرماً أو طابقاً علوياً حيث يشير إطار بارز إلى بدء جدران هذا الطابق العلوي، وهو يزين محيط البناء بأكمله، ولذلك تعد هذه المقابر من أهم المقابر التي خلفها الرومان في الجبل، وأكثرها سلامة وجمالاً

وعن هذه المقابر والأعمال التي قامت بها دائرة آثار "السويداء" في التنقيب عنها، أكد مدير دائرة آثار "السويداء" السابق الباحث "حسن حاطوم" ذلك، ويقول: «لهذه المقابر أهمية مميزة من ناحية الشكل المعماري فهي تستهوي زوار الأماكن الأثرية، وقد تبين أن عدداً كبيراً منها مقابر جماعية، وخاصة تلك الواقعة على طول الطريق الرومانية القادمة من "السويداء"، التي كانت تدعى سابقاً "طريق القبور"، ومبنية من الحجارة البازلتية النحتية، ولها مخطط مربع الشكل، ومكونة من طابقين، ومشابهة للقبور البرجية التدمرية، وأعتقد أن النموذج الأكثر أهمية والأفضل حفظاً ذلك الواقع في مدخل البلدة قرب معبد "هيليوس"، والثاني الواقع إلى الغرب من "السرايا" الأثرية، وفي العام 1965 اكتشفت دائرة آثار "السويداء" خلف مصلى الكنيسة الشرقية ضمن مجموعة البازيليك غرفة قبر جماعي تذكاري عرضه 4.90 متر، وطوله 50.7 متراً، يحتوي على أربعة توابيت حجرية مع أغطيتها، وهي مزخرفة بنقوش نافرة كرسم الصلبان وقطوف العنب، وكتابات يونانية تذكر أسماء الراقدين في هذه الغرفة، وهناك قبر آخر جنوب البلدة الحالية على شكل نخاريب أو حجرات مخصصة لتلقي المتوفين، حيث قامت دائرة الآثار بالتنقيب فيه».

أحدث مدفن مكتشف في قنوات

ويتابع: «إن جمال شكلها ونحتها المتقن يعيدان زمن بنائها إلى القرن الأول أو مطلع القرن الثاني الميلادي، وهي مؤلفة من غرفة جنائزية مسقوفة بعقد، فيها صفان جانبيان من النخاريب (المعازب) التي تتلقى جثامين المتوفين، حيث يحتوي كل صف على ثمانية نخاريب صغيرة متوضعة فوق بعضها بعضاً بشكل مزدوج (نخروبان نخروبان)، وفي صدر البناء يوجد قوس كبير منحوت نحتاً قوياً، وظاهر هذه المقبرة مزين بنقوش في القاعدة، وقياسها 8.90 متر طولاً، و7.30 متر عرضاً، وكانت في السابق تحمل في أعلاها هرماً أو طابقاً علوياً حيث يشير إطار بارز إلى بدء جدران هذا الطابق العلوي، وهو يزين محيط البناء بأكمله، ولذلك تعد هذه المقابر من أهم المقابر التي خلفها الرومان في الجبل، وأكثرها سلامة وجمالاً».

المدفن البرجي
ربة آلهة المياه