هي كنيسة "سركيس الحي" حسب الكتابة المكتشفة فيها، ومن أبرز المعالم الأثرية التي مازالت قائمة على الشارع المحوري، وهي خليط لخصائص الكنائس الحورانية والبيزنطية معاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث المختص في آثار المنطقة الجنوبية الدكتور "علي أبو عساف" بتاريخ 5 حزيران 2014، الذي تحدث عن موقع الكنيسة وخصائصها، ويقول: «شيدت الكنيسة "الكبرى" في القرن الخامس ميلادي وفقاً للأنموذج المسمى "البازيليكا"، حيث تكون الكنيسة ذات أعمدة عالية مزخرفة، وتقع الكنيسة إلى الجنوب من قوس "المشنقة" و"معبد ربة المياه"، وهي تجمع بين خصائص الكنيسة "الحورانية" و"البيزنطية"، وقد ألحق بها دير ومسكن لرجال الدين، وتتألف من خمس شقق متلاصقة ومتصلة مع بعضها بعضاً، وهي تنتهي في الشرق إلى قدس الأقداس مع الحنية والحجرتين الجانبيتين، وعلى جانبي المدخل الغربي برجان يتألف كل واحد من ثلاثة طوابق، يحصران بينهما المداخل الأربعة للكنيسة التي لها باب في الجدار الجنوبي، وآخر في الشمال، وكانت أرضيتها من الموزاييك، بقي منها المدخل الغربي وجزء من الحنية مع ملحقاتها، بينما اندثرت بقية الأجزاء من الأساسات».

يبدو من الكلمات المدونة على الأرضيات الموجودة في الكنيسة التي تقول: (هنا سركيس الحي)، ما يدل على أنه صاحب الكنيسة، وتقول عبارة أخرى وجدت بجوار الأولى: (سالومه لسلمى أم المطران جورج)، التي على ما يبدو أيضاً أنها كانت المتبرعة الأساسية لبناء الكنيسة "الكبرى"

وعن أصل التسمية يضيف: «يبدو من الكلمات المدونة على الأرضيات الموجودة في الكنيسة التي تقول: (هنا سركيس الحي)، ما يدل على أنه صاحب الكنيسة، وتقول عبارة أخرى وجدت بجوار الأولى: (سالومه لسلمى أم المطران جورج)، التي على ما يبدو أيضاً أنها كانت المتبرعة الأساسية لبناء الكنيسة "الكبرى"».

الواجهة الأمامية للكنيسة.

لم تنتشر الكنائس سريعاً في جبل العرب، ولم يتجاوب السكان معها إلا بعد قرون، وخاصة في العهد "الغساني" وذلك في القرنين الخامس والسادس الميلادي، ويقول "أبو عساف" عن الفترة التي فيها تم بناء الكنيسة "الكبرى" في مدينة "السويداء": «راح الناس يبنون كنائسهم المتميزة عن باقي الكنائس في بلاد الشام الأخرى، وزودوها بطابعهم الخاص، وقد أطلق عليها الباحثون النموذج "الحوراني" أو "القاعة الكنسية"، أي إن الكنيسة تحتوي على قاعة طويلة تحمل سقفها سلسلة من القناطر، ولم تبق قرية أو مدينة إلا وشيد فيها كنيسة أو أكثر من هذا النموذج مثل: "السويداء"، و"قنوات"، و"شهبا"، و"شقا" على الرغم من محاربة البيزنطيين لهم لكونهم ساندوا حكام "بني غسان"».

أما "وليد أبو رايد" الباحث في الآثار ومدير قسم المباني في مديرية الآثار والمتاحف في "السويداء"، فتحدث عن الكنيسة بالقول: «تطل واجهتها الجميلة على الشارع المحوري مباشرة، وتمتد أجزاؤها إلى المنازل الواقعة في الشرق منها حيث تصل إلى خمسة بيوت متلاصقة هي كل الكنيسة، ولذلك سميت الكنيسة "الكبرى" قياساً بالكنيسة الصغرى التي تجاورها، ولا تبعد عنها سوى بضع عشرات من الأمتار نحو الشمال، وعلى امتداد الشارع المحوري، وقد وجد على أحد جدران مدخلها كتابة يونانية، ولاتزال في أرضية مدخلها فسيفساء ملونة ذات نقوش هندسية بديعة، وهي على ما يبدو من موقعها المتميز بجوار المسرح الروماني الصغير، الذي يفصلها عنه الشارع فقط، وكبر قاعاتها، ومساحتها الواسعة، كانت تعدّ مكاناً مهماً وفاعلاً في ذلك الزمن بالنسبة للمؤمنين».

الغرف الملحقة بالكنيسة.
تقانة الصنعة بالحجر البازلتي.