ظهرت معالم مدرجاته المتهدمة عند شق الطريق المحوري الذي اخترق مدينة "السويداء" القديمة، بني على الطراز المعماري الروماني القديم في القرن الثاني الميلادي...

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث في الآثار الدكتور "علي أبو عساف" بتاريخ 8 حزيران 2014، الذي تحدث عن "المسرح الصغير" وتاريخه ووصفه، ويقول: «يقع "المسرح الصغير" وسط المدينة القديمة على طرف الشارع "القديم"، ويجاور عدداً من المعالم المهمة في المنطقة منها الكنيستان "الكبرى" و"الصغرى"، وهو ما يرجح إنشاؤه في القرن الثاني الميلادي في الفترة التي بنيت فيها الكنيسة الكبرى أو "البازيليكا"، وقد تهدم منذ مئات السنين، وبقيت منه بعض الشواهد مثل أجزاء من صفوف مقاعد المتفرجين، وخشبة المسرح والممرات، وهي مشابهة لبعض المعالم الموجودة في بيوت أهالي مدينة "السويداء" القديمة كدار "عبيد"، ودار "حاتم"، وغيرها. وفي العام 1996 تم اكتشاف مدرج صغير يقع إلى جوار المسرح يعتقد أن وظيفته الأساسية تنحصر في كونه مكاناً للاجتماعات العامة، وجزءاً من مباني البلدية العامة».

يقع "المسرح الصغير" وسط المدينة القديمة على طرف الشارع "القديم"، ويجاور عدداً من المعالم المهمة في المنطقة منها الكنيستان "الكبرى" و"الصغرى"، وهو ما يرجح إنشاؤه في القرن الثاني الميلادي في الفترة التي بنيت فيها الكنيسة الكبرى أو "البازيليكا"، وقد تهدم منذ مئات السنين، وبقيت منه بعض الشواهد مثل أجزاء من صفوف مقاعد المتفرجين، وخشبة المسرح والممرات، وهي مشابهة لبعض المعالم الموجودة في بيوت أهالي مدينة "السويداء" القديمة كدار "عبيد"، ودار "حاتم"، وغيرها. وفي العام 1996 تم اكتشاف مدرج صغير يقع إلى جوار المسرح يعتقد أن وظيفته الأساسية تنحصر في كونه مكاناً للاجتماعات العامة، وجزءاً من مباني البلدية العامة

الأستاذ "ناجي فيصل" الباحث في الآثار، والعامل في دائرة آثار "السويداء" يقول: «يتصل "المسرح الصغير" مع عدد من البيوت المجاورة، ومنها ما هو تابع للمسرح نفسه، وتشغل الغرف الصغيرة وظائف متعددة بحسب المناسبات التي تقام على المسرح، وعلى ما يبدو من صغره كان يستخدم للاجتماعات العامة وللمناسبات والمسرحيات والحفلات الموسيقية، وهو حسب المخطط المعاد تصويره يماثل مسرح "بصرى" من حيث الشكل والتصميم، وقد بقيت مدرجاته وكواليسه تحت الشارع "المحوري"، وهناك تم الكشف عن كواليسه كما هي، وهي عبارة عن ممرات مبنية على الجدران، والسقف كله من القناطر الجميلة، وجرى فيه ترميم اقتصر على إعادة إحياء المدرجات القليلة وفق الطراز المعماري الروماني القديم، وهي على صغرها تشكل حالة فريدة على غرار ما كان موجود سابقاً، وهو عبارة عن ستة مدرجات أطولها (الأعلى) يبلغ حوالي عشرة أمتار، لينزل بشكل شبه دائري إلى الأسفل، حيث كان المدرج السفلي الأقل طولاً، وهو محاط بحجارة مشذبة صنعت في نهاية المدرج لتكون كالمسند للمشاهد الأخير الجالس عند نهاية المدرج، أما ساحته فهي صغيرة مبلطة بالحجارة البازلتية المصقولة، وما يميزه أن كواليسه جانبية وليست كما مسرح "شهبا" الروماني، وهو ما يؤكد أن وظيفته متعددة».

كواليس المسرح

الأستاذ "تيسير العباس" - عضو جمعية "العاديات" التي تهتم بالآثار والتراث المادي واللا مادي أشار إلى ضعف استثمار هذا المكان الأثري، فالفعاليات التي أقيمت على مدرجات المسرح "الصغير" اقتصرت على عدد من الحفلات والمسرحيات التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهو ما يضع أكثر من إشارة استفهام بسبب إهمال الحالة التي يمثلها هذا المكان الصغير، يقول: «تمثل المسارح مراكز ثقافية مهمة في حياة الناس، وهي دليل حي على رقيهم ومكانتهم في العالم، وقد كانت آثار مسرح "السويداء" ظاهرة في منتصف القرن الماضي، وطُمست معالمه تحت البيوت السكنية، وكان على ما يبدو يقام في مدرجه مسرحيات وتمثيليات لكتاب يونان ورومان تفهمها طبقة معينة من الناس، وبحسب ما كان يتم في مثل هذه الأمكنة يمكن القول: إن ألعاب المصارعة والحفلات الموسيقية والرقص والألعاب البهلوانية كانت تقام عليه، ولكن الفعاليات الثقافية في المحافظة لم تستثمر هذا المعلم المهم بالشكل المناسب، فقد أقيم عليه عدد من الفعاليات لشباب في مقتبل العمر برعاية منظمة "اليونيسيف"، كانت تهدف إلى إحياء التراث، ويومها قدم أولئك الشباب مسرحية تحاكي التاريخ العربي العريق، فشكّل النص المكتوب بلغة عربية أصيلة والأزياء البسيطة وتلك المدرجات البازلتية كأنها رخام أسود، وذلك الجمهور الذي ملأ المكان، احتفالية كبيرة أظهرت مكانة ذلك المسرح وقدرته على توظيف حجمه وحجارته في خدمة الفن والمجتمع».

الدرج الصغير المفضي إلى الداخل.
الغرفة المتهدمة بجوار المسرح.