بُني في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، صمدت ثلاثة فقط من أعمدته الثمانية التي تشكل رواقه الخارجي، ومازالت جدرانه تحت الدور المسكونة حتى الآن...

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "علي أبو عساف" العالم الأثري المتخصص في آثار المنطقة الجنوبية، بتاريخ 30 أيار 2014، الذي تحدث عن موقع المعبد وتاريخ بنائه ويقول: «يقع معبد "ذو الشراة" في قلب مدينة "السويداء" القديمة، بناه الأنباط في منتصف القرن الأول قبل الميلاد لعبادة الرب "ذي الشراة"، وعندما سيطر الرومان على المدينة في القرن الثاني الميلادي حولوه لعبادة الرب "ديونيسوس" وهو إله الخمر عند الرومان كما هو الرب "ذو الشراة" عند الأنباط، ولهذا المعبد خصائص مشتركة مع معبد الرب "بعل شمسين" في قرية "سيع" النبطية الشهيرة، وهو بناء مربع الشكل حسب مخطط عالم الآثار الشهير الفرنسي "دي فوكي" الذي زار المنطقة ودرسها عن كثب، ويتألف من رواق خارجي عبارة عن صف من الأعمدة كانت تبلغ ثمانية، ولم يبق منها الآن سوى ثلاثة مع ساكف وبعض العناصر الزخرفية على جوانب المصلى، والمصلى مربع الشكل وعلى جوانبه صفوف الأعمدة، يشاهد الزائر بقايا من جدران المصلى تحت الدور المسكونة الآن، حيث تقع مضافة آل "الأطرش" التي هي بدورها قاعة قديمة نجهل وظيفتها الحقيقية إلى الآن، ولكنها حتماً ليست من عصر المعبد».

يتمثل الطابع المميز لهذا النوع من المعابد في المكان الذي يوضع فيه الصنم أي تمثال الرب أو رمزه، وهو في العادة عبارة عن حجرة مقدسة عند السكان، مربعة الشكل تنتصب في زواياها أعمدة أربعة، وتحتل مركز المصلى ذي الشكل المربع أيضاً، ويتميز المصلى بجدران قوية يرتكز عليها السقف الهرمي، وزوايا أربع تزينها الأعمدة، ويحيط به حرم مكشوف يتألف من باحة واسعة وفناء بديع، ومن المعابد التي تشبهه وتعدّ أقدم منه في المنطقة، هو معبد الرب "بعل شمسين" في قرية "سيع" إلى الشرق من مدينة "كاناثا" الذي بني في الثلث الأخير من القرن الأول قبل الميلاد، وتعدّ هذه المعابد من الإرث المعماري الخالد الذي خلّفه لنا الأسلاف، وتشغل مكاناً واسعاً، وتكاد تكون هي الأوفر حظاً في البقاء

ويضيف: «يتمثل الطابع المميز لهذا النوع من المعابد في المكان الذي يوضع فيه الصنم أي تمثال الرب أو رمزه، وهو في العادة عبارة عن حجرة مقدسة عند السكان، مربعة الشكل تنتصب في زواياها أعمدة أربعة، وتحتل مركز المصلى ذي الشكل المربع أيضاً، ويتميز المصلى بجدران قوية يرتكز عليها السقف الهرمي، وزوايا أربع تزينها الأعمدة، ويحيط به حرم مكشوف يتألف من باحة واسعة وفناء بديع، ومن المعابد التي تشبهه وتعدّ أقدم منه في المنطقة، هو معبد الرب "بعل شمسين" في قرية "سيع" إلى الشرق من مدينة "كاناثا" الذي بني في الثلث الأخير من القرن الأول قبل الميلاد، وتعدّ هذه المعابد من الإرث المعماري الخالد الذي خلّفه لنا الأسلاف، وتشغل مكاناً واسعاً، وتكاد تكون هي الأوفر حظاً في البقاء».

محيط المعبد

أما عضو جمعية "العاديات" في مدينة "السويداء" الأستاذ "تيسير العباس"، فتحدث عما تعنيه هذه الأعمدة الواقفة، وما يماثلها بالشكل في المحافظة، ويقول: «كانت ثمانية أعمدة متشابهة تصارع الزمن الذي قهرته لما يقارب الثلاثة آلاف عام، ولكن عدداً منها سقط، وبقي ثلاثة أعمدة مع ساكف وتيجان مزخرفة بمنتهى الروعة، تتوضع في الزاوية الغربية لساحة "الطرشان" ومجاورة لمضافة آل "الأطرش" القديمة، وهي في مكانها المميز -الذي يقطعه شارع صغير مبلط بالحجارة الرومانية القديمة ومحاط بالدكاكين التي تمتهن التجارة التقليدية من أعمال يدوية تهم العرائس والنساء- متعة للناظر ومكان جذب للسائحين، ولكن مثلي مثل الكثيرين من الناس لا نعلم أن هذه الأعمدة وما خلفها من المنازل هي بالأساس معبد نبطي، وتحول مع الزمن إلى معبد روماني، وهي تتشابه في عمارتها وكبريائها مع أعمدة معبد "شهبا" الذي يتوسط شارع "البلاط الغربي" الواصل إلى المعبد الإمبراطوري، وكذلك المعبد الروماني في بلدة "قنوات" الذي بقي منه أعمدته الأربعة».

مضافة آل الأطرش جزء من المعبد ولا تعرف وظيفتها حتى الآن
طريق المعبد الحجري