في منزل الأخوين "عادل وضياء القباني" في "شهبا" تم الكشف عن لوحة فسيفساء حديثة تعود إلى العصر الروماني، إضافة إلى لوحات أخرى نقلت إلى متحفي "السويداء ودمشق" فيما بعد...

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 17 شباط 2014 التقت الأستاذ "منير بو زين الدين" مدير المركز الثقافي بمدينة "شهبا" الذي أوصل الخبر للآثار بناء على طلب مالكي العقار، فأوضح قائلاً: «بناءً على طلب أصحاب العقار السيدين "عادل وضياء إبراهيم القباني" بوجود لوحة فسيفساء في منزلهما بمدينة "شهبا"، قمت باتخاذ الإجراءات الإدارية عبر المراسلات وإخبار دائرة آثار "السويداء" لإعلام السيد المدير العام للآثار والمتاحف بـ"دمشق" عن هذا الموضوع وأخذ موافقته لبدء أعمال التنقيب واكتشاف لوحة الفسيفساء التي تعود إلى أزمان قديمة وغابرة في التاريخ، خاصة أن "شهبا" تنطوي على مدينة أثرية وفيها من الكنوز الدفينة الشيء الكثير، ولا بد من توجيه الشكر لآل "القباني" لكي يكونوا مثالاً يحتذى به لكافة المواطنين للمحافظة على الآثار، لأن القطع الأثرية ثروة وطنية وهي ملك للوطن ولأبنائه جميعاً».

كانت الفكرة الأولى آنذاك بناء متحف "شهبا" على هذه اللوحات وتركها في مكانها الأصلي، وعرضت هذه الفكرة على "كارابييه" حاكم الجبل آنذاك، ووعد بذلك، ولكن في ثلاثينيات القرن الماضي تم اقتلاع اللوحات من مكانها الأصلي، وفي الجانب الشمالي الغربي للمنزل تم الكشف عن رصفة حجرية تقود إلى باب جانبي يفتح للشمال ويدخل إلى القصر القديم، الذي يشكل المنزل الذي عملنا فيه ضلعها الشمالي

وعن بدء أعمال التنقيب بيّن الأستاذ "حسين زين الدين" رئيس دائرة آثار "السويداء" قائلاً: «بعد أن وصلنا خبر وجود لوحة فسيسفاء في مدينة "شهبا" من رئيس المركز الثقافي العربي تم إعلام الجهات المختصة بالمحافظة بهذا الموضوع، وبدأ العمل في الموقع بتاريخ 9 كانون الثاني 2014للكشف عن الأجزاء الموجودة، حيث توصل العمل إلى اكتشاف اللوحة المسماة سابقاً بلوحة "الطاووس"، فقد جرى الكشف عنها سابقاً عام 1965، وتم أخذ ستة أجزاء صغيرة منها وترك الباقي كما هو، والأجزاء المتبقية من اللوحة تمثل الإطار الجانبي للوحة من الجانب الشرقي والجنوبي مع بعض الأجزاء الأخرى من العناصر الزخرفية للوحة في القسم المتوسط والغربي منها، ومن خلال الدراسة الأولية لحالة هذه الأجزاء وطريقة توضعها تبين أنها تعرضت لتخريب قديم ناجم عن تهدم ربد السقف عليها، ومن ثم قيام المواطنين أصحاب العقار ببناء قناطر المنزل الحجري الحديث عليها مباشرة؛ ما زاد من نسبة التخريب الحاصلة عليها».

وعن المكانة التاريخية للوحة يتابع "زين الدين": «من خلال بحثنا ورجوعنا إلى المصادر التاريخية القديمة حول هذا المنزل وجواره تبين معنا أن هذا المنزل هو جزء من قصر روماني قديم مبني من جهات ثلاث ومفتوح من الشرق وكانت تتوسطه باحة معمدة، وهو بيت "الجيش الشعبي" حالياً، وفي عام 1925 جرى الكشف عن ثلاث لوحات فسيفساء في هذا المنزل وهي حسب ترتيب الاكتشاف في ذلك الوقت: لوحة النساء الثلاث "العدالة، الفلسفة، السعادة"، موجودة حالياً في "متحف دمشق"، ولوحة "تيتيس وبيليه"، وقد تم الكشف عنها في باحة المنزل، موجودة حالياً في "متحف السويداء"، ولوحة "المأدبة" وهي حالياً في قبو متحف السويداء غير معروضة».

ويتابع: «كانت الفكرة الأولى آنذاك بناء متحف "شهبا" على هذه اللوحات وتركها في مكانها الأصلي، وعرضت هذه الفكرة على "كارابييه" حاكم الجبل آنذاك، ووعد بذلك، ولكن في ثلاثينيات القرن الماضي تم اقتلاع اللوحات من مكانها الأصلي، وفي الجانب الشمالي الغربي للمنزل تم الكشف عن رصفة حجرية تقود إلى باب جانبي يفتح للشمال ويدخل إلى القصر القديم، الذي يشكل المنزل الذي عملنا فيه ضلعها الشمالي».

مالكا العقار السيدان "عادل وضياء القباني" أشارا بالقول: «تعدّ الآثار قيمة وطنية كبيرة، ومن باب المسؤولية والشعور بتلك القيمة التي يجب أن يشاهدها جميع من يزور "سورية"، قمنا بواجبنا الوطني وأبلغنا الجهات المعينة التي من شأنها وضع تلك اللوحة وغيرها في المتحف الوطني الذي هو في الحقيقة المكان المناسب لها، حرصاً منا على المتاحف الوطنية ولأنها الأقدر على الحفاظ على هذا التراث الأثري الوطني الهام، ويجب أن يكون على مرأى الجميع كي يدرك كل سائح من العالم أن "سورية" بحق هي بلد الحضارة والتاريخ».