تعددت مدارس صنعة "الموزاييك" بشكل كبير في العصر الروماني، وكان من أهمها مدرسة "شهبا" التي بدأت عملها مع اعتلاء الإمبراطور "فيليب العربي" كرسي الحكم، فأنتجت أعمالاً معروضة في متحف "السويداء"...

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث الأثري الدكتور "علي أبا عساف" بتاريخ 15 كانون الأول 2013 الذي تحدث عن تاريخ مدرسة "شهبا" للموزاييك وأهم الأعمال التي قدمتها، وقال: «ظهرت هذه المدرسة في منتصف القرن الثالث الميلادي، وهي لا تعبر عن بيئة مغلقة، بل عن بيئة لها اتصالات واسعة مع محيطها مثل مشاهد "فينوس" في البحر، و"أرتيموس" في الحمام، و"بلوتوس"، التي تحافظ على صيغة تقليدية تراثية ترتبط بالمدارس الأقدم، وقد اكتشفت تلك القطع في "شهبا" وحُفظت في متحفها، وأصبحت معروفة للكثيرين من العامة والمهتمين، وهي تقدم الأنموذج الأكثر أهمية في فهم التحولات التي حدثت في عهد القيصرين "كونستنتين" الأول والثاني، وتشهد أيضاً على ازدهار هذه الصنعة، ووفرة إنتاجها في القرن الرابع الميلادي، وأهم القطع المعروضة في متحف "السويداء" في القاعة المقببة هي ولادة "فينوس" البحرية، و"أرتيميس" في الحمام، والمائدة المقدسة، وعرس "تيثس" و"بيلي"».

ظهرت هذه المدرسة في منتصف القرن الثالث الميلادي، وهي لا تعبر عن بيئة مغلقة، بل عن بيئة لها اتصالات واسعة مع محيطها مثل مشاهد "فينوس" في البحر، و"أرتيموس" في الحمام، و"بلوتوس"، التي تحافظ على صيغة تقليدية تراثية ترتبط بالمدارس الأقدم، وقد اكتشفت تلك القطع في "شهبا" وحُفظت في متحفها، وأصبحت معروفة للكثيرين من العامة والمهتمين، وهي تقدم الأنموذج الأكثر أهمية في فهم التحولات التي حدثت في عهد القيصرين "كونستنتين" الأول والثاني، وتشهد أيضاً على ازدهار هذه الصنعة، ووفرة إنتاجها في القرن الرابع الميلادي، وأهم القطع المعروضة في متحف "السويداء" في القاعة المقببة هي ولادة "فينوس" البحرية، و"أرتيميس" في الحمام، والمائدة المقدسة، وعرس "تيثس" و"بيلي"

وعن الوصف الدقيق لهذه اللوحات المدهشة في دقتها وجمال صنعتها تحدث السيد "نشأت كيوان" مدير متحف "السويداء" عن ثلاث لوحات منها، وقال: «لعل الجمال الأخاذ الذي تتمتع به لوحة ولادة "فينوس" البحرية خير دليل على روعة الموزاييك والصنعة المدهشة لها، فنجد الفنان يصور "فينوس" وهي جالسة فوق أريكة من الحرير الملون، داخل صدفة بحرية كبيرة، ويحملها ربان البحر، تنظر إلى المرآة المرفوعة بيدها اليسرى، وتلمس جديلتها بيدها اليمنى، وقد سقط إزارها فتكشف جسمها إلا ساقها اليمنى التي بقيت مغطاة، وتظهر الحلي التي تتزين بها مثل التاج والإكليل والطوق والأساور وسلاسل طويلة، كما يظهر في الجو ملاكان يرفعان شراعاً فوقها، وتعود هذه التحفة إلى منتصف القرن الثالث الميلادي تقريباً، أما اللوحة الثانية فهي "أرتيمس" في الحمام، حيث تظهر "أرتيمس" راكعة في الحمام وعارية، إلا أنها تحتفظ بحليها كالأساور والخلاخيل والطوق والإكليل الذي يربط شعرها، وتظهر الدهشة عليها من خلال رفع الساعد الأيمن بحركة دفاعية، وتوجهه نحو "أكتيون" الذي يظهر فجأة من بين الصخر في الجزء الخلفي من اللوحة، وإلى يسارها واحدة من ربات الماء تتكئ على إبريق تتدفق منه المياه، وواحدة تحمل قوساً وجعبة سهام، إضافة إلى الأشجار المثمرة والأوراق والطيور، وتعود أيضاً إلى منتصف القرن الثالث، بينما اللوحة الثالثة فتمثل "بلوتوس" الذي يشغل زوجاً من الأرباب، هما رب الخصب، و"آريانا" وهما يتقبلان غلال الأرض، التي تجسدها سيدة جليلة القدر، تضع على رأسها قبعة وإكليلاً، ويستقبلان أيضاً فصول السنة، ونرى أيضاً إلى يمين زوج الأرباب صورة "بلوتوس" التي تنعم على البشر بالخير، ويتوج رأسها إكليلاً نباتياً، وتغطيه قبعة، أما إلى اليسار فهناك رجل يقدم الفاكهة، وهو يرمز إلى خيرات الأرض، والإطار الخارجي ذي الألوان الزاهية فيحوي صور الملائكة والحيوانات والصيادين».

"فينوس" آلهة الخصب تتربع في المتحف

وتحدث السيد "طلعت العفيف" المجاز في الآثار والمتاحف من جامعة "دمشق"، عن باقي اللوحات في المتحف، وقال: «هناك "المائدة المقدسة" التي يرجح أنها كانت أرضية بيت كبير، وتضم في وسطها مأدبة تشغل حيزاً مربعاً، زواياه الأربع مزوقة بالمنتصرات المجنحات، يفصل المشهد عن الإطار الخارجي الواسع، إطار من الرؤوس، ويحيط بالمنضدة إطار مجدول، وتضم المأدبة النادل الذي يقف إلى جانب دن (وهو برميل خمر خشبي)، والأشخاص الذين يجلسون حول الطاولة هم ثلاثة أزواج، ويفسر المشهد على الغالب مشهد زفاف، أما اللوحة الأخرى فهي عرس "تيتس" و"بيلي" وتضم تسعة أشخاص، وهم "كوموس" رب المائدة حيث يتصدر المشهد، وفي كلتا يديه مزمار، بعده "نيرى" الذي يقدم "تيتس"، وهو يشبك يده بيد "بيلي"، وفي وسط المشهد "زيوس" برمحه، وإلى اليمين أربعة خدم يحملون لوازم التجميل، ومنها صدفة ودن، بينما اللوحة الأخيرة فهي "تيتيس"، وتعرف من أجنحتها الأمامية، وتنينها برأس كلب الذي يرمز إلى قاع البحر، والمجداف على الكتف، وهي من ربات البحر وزوجة "أوكتافيوس"، ونرى أربعة ملائكة يركبون حيوانات بحرية حول اللوحة».

لوحة ثانية لتيثس في متحف "شهبا"
الدار التي وجدت فيها لوحات الموزاييك