كلما أمعنا النظر في أعماق التلال والهضاب نجد أنفسنا أمام حكايات تاريخية وأثرية تعود إلى عصور غابرة في الزمن، وثقافة عبرت "السويداء" وسكنت فيها فأثرت حضارتها، إنها إمارة "دوبو" الأثرية.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 كانون الأول 2013 التقت الباحث الأثري الأستاذ "حسن حاطوم" ليتحدث عن أهمية "تل دبة بريكة" قائلاً: «منذ أن بدأت البعثات الوطنية والأجنبية تبحث في المخزون الأثري لمناطق "جبل العرب" ومعرفة المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة التفتت إلى "تل دبة بريكة" الذي تعددت مكتشفاته، وكلما تم اكتشاف جديد فيه نجد أن ينطوي على جديد أهم، وهذا ما يدفع الباحثين وأصحاب المعرفة العلمية في علم الآثار إلى الاهتمام بهذا التل الحامل للكثير من الكنوز الأثرية الهامة في التاريخ».

منذ أن بدأت البعثات الوطنية والأجنبية تبحث في المخزون الأثري لمناطق "جبل العرب" ومعرفة المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة التفتت إلى "تل دبة بريكة" الذي تعددت مكتشفاته، وكلما تم اكتشاف جديد فيه نجد أن ينطوي على جديد أهم، وهذا ما يدفع الباحثين وأصحاب المعرفة العلمية في علم الآثار إلى الاهتمام بهذا التل الحامل للكثير من الكنوز الأثرية الهامة في التاريخ

وحول الوصف العلمي والجغرافي لـ"تل الدبة" بين الباحث الأستاذ "أشرف أبو ترابة" رئيس شعبة التنقيب في دائرة الآثار والمتاحف بـ"السويداء" قائلاً: «يعد تل الدبّة أحد أكبر التلال الأثرية في محافظة "السويداء"، يتميز بموقعه الجغرافيّ الذي يتوسط عدداً من القرى والسهول الزراعية، تبلغ مساحة التل الذي يأخذ شكلاً بيضوياً تقريباً، رأساه في الشمال الشرقي، والجنوب الغربي 4 هكتارات، يحيط به سور كبير مشيداً من حجارة ضخمة غير منحوتة، يقطعه المدخل القائم في الجهة الشمالية الشرقية. وأشار إليه الأميركي "بتلر" عند زيارته إلى المنطقة في مطلع القرن الماضي ولكن دون ذكر تفاصيل، وقد اعتقد حينها أن أطلال التل ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ».

الباحث الأستاذ أشرف أبو ترابة

وتابع الأستاذ "أبو ترابة" بالقول: «حظي التل باهتمام كبير من قبل الباحث الفرنسي "بريمر" الذي تحدث عنه بإسهاب أحياناً في منشوراته التي تضمنت نتائج أعمال بعثته الاستكشافية للمنطقة وذلك خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما أشار إلى وجود تنوّع بالكسر الفخارية السطحية، ترجع إلى فترات مختلفة: برونز وسيط فخار تل اليهودية، برونز حديث من نوع الفخار القبرصي المعروف باسم "باس رينغ"، وكسر من الفخار الأحمر المطبع عائدة إلى العصرين الهيلينيستي والروماني».

وأوضح الباحث "أبو ترابة" أن أهم المكتشفات في "التل" «تعود إلى العصر البرونزي الوسيط الذي ضم هياكل عظمية وأوانٍ فخارية مميزة، وهناك طبقة من عصر الحديد العائد إلى 900 - 700 ق.م من العصر الآرامي، كذلك يحتوي على منشآت خدمية تضم مستودعات الحبوب وصومعة مركزية كبيرة الحجم إضافة إلى قالب سكب الحديد وهو الثالث في "سورية" حيث وجد واحد في "أوغاريت"، والثاني في "تل باز" مع البعثة الألمانية، والثالث في "السويداء" مع البعثة الوطنية، وهناك من العاج أسود آشورية مجنحة وحيوان أسطوري "غريغون" بذيل وأجنحة ورأس طير، وبالتالي يمكن القول إن ضخامة حجم المكان والقيمة العلمية والأثرية فيه تحتاج إلى سنوات كثيرة من البحث، فحجمه يبلغ خمسة هكتارات».

الأستاذ حسن حاطوم

وحول الأعمال الأثرية التي قامت بها البعثة الوطنية أشار الباحث الدكتور "علي أبو عساف" بالقول: «بدأت أعمال التنقيب في التل عام 2003 من قبل بعثة وطنية ضمت آثاريين ومهندسين من دائرة آثار "السويداء" وذلك تحت إشراف علمي، إذ إن التل يمثل أطلال مدينة "دوبو" التي جاء ذكرها في دار محفوظات "تل العمارنة"، ضمن رسالة وجهت من قبل أمير "دوبو تل الدبّة" يعلن فيها مرسلها وقوفه إلى جانب الفرعون "أخناتون أمنوفس الرابع" الذي يعود إلى عام 1364-1347 ق.م، في نزاعه مع أمراء الممالك الكنعانية في أواسط بلاد الشام، تم الكشف من خلال أعمال التنقيب التي مازالت مستمرة حتى الآن، عن العديد من العناصر المعمارية واللقى الأثرية الهامة بمختلف أنواعها من فخارية وحجرية وعاجية ومعدنية. على أية حال، مايزال هناك الكثير من المعلومات نجهلها؛ التي تتطلب منا العمل الدؤوب والمستمر حتى نتمكن من كتابة تاريخ هذه المدينة الهامة التي مانزال نجهل هويتها، هذا العمل الذي يشكل استمراره هدفاً يساعدنا في تأهيل الموقع مستقبلاً ليشكل متحفاً في الهواء الطلق ومركزاً للجذب السياحي في المحافظة».

من داخل التل