هو واحد من التلال القليلة، التي سكنها البدو منذ القدم مع ماشيتهم. وقد لاحظ الباحثون من شكل البيوت، أن ساكنيها بنوها قرب "بيوت الشعر" الأساسية التي يتقنون صنعها، وبسقوف لا تشمل المواد الحجرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "وليد أبو رايد" المختص في آثار المنطقة الجنوبية في "العصور البرونزية"، يوم الأربعاء الواقع في 13/9/2013، الذي تحدث بداية عن موقع المساكن، فقال: «يحتل الموقع تلّة بركانية على سفوح الجبل الغربية، ويشرف على قريتي "الكفر" و"حبران" والسهول الغربية حتى سهل "النقرة" في "حوران". وفيه حوالي 87 وحدة معمارية مبانيها مستطيلة الشكل، وتتجمّع بشكل متقارب ومتلاصق وبزوايا قائمة، تقع مداخلها في الضلع الطولاني، وتنفتح الغرف في معظم البيوت نحو فسحة سماوية، وتنفتح الأبواب الرئيسية باتجاه القرية. تتميز معظم الأبواب بأن جوانبها من حجر واحد كبير، و"درف" الأبواب من حجر واحد أيضاً، كذلك "الحلس" الذي يميز الأبواب في المنطقة».

في الواقع ليس هناك تاريخ دقيق لموقع "تل الظهير"، لكن العالم الأثري الفرنسي "فرانك بريمر" ينسبه إلى "العصر الحجري النحاسي" و"العصر البرونزي الوسيط" عندما زاره في عام 1984، حيث تم وضع تأريخ له من خلال مقارنة المباني الباقية فيه مع مبانٍ مشابهة ومعروفة في هضبة "الجولان" السورية المحتلة

وعن البيوت وأشكالها، وكيفية البناء والمواد الموضوعة في حجارتها، قال: «بنيت البيوت من حجارة بازلتية عادية غير موجّهة أو مشذّبة، لكنها اختيرت من النوع الرقيق الملائم للبناء. وكانت الأسقف على ما يبدو مكونة من مواد قابلة للتلف كالأخشاب، ولم يعثر على عناصر حجرية تعود للسقف متساقطة داخل "الحجرات"، وقد وزعت البيوت على مساحات متفاوتة وأحياء متعددة، منها ما يتألف من 15 بيتاً أو عشرة بيوت أو خمسة أو اثنين، طبقاً لشكل الموقع الذي بنيت عليه، فمنها: الضيق والواسع والعريض.... إلخ. وكلها مجتمعة تشكل قرية مغلقة، ولا يوجد أي أثر لمواد السقف الحجرية».

حجارة قائمة للبئر وجر المياه.

وعن التاريخ الفعلي للتل، والحقبة التي ينتمي إليها، أضاف: «ليس في موقع "تل الظهير" ما يمكِّن من تأريخه بشكل دقيق، بل ينسبه العالم الأثري الفرنسي "فرنك بريمر" في كتابه "نماذج معمارية في عصر البرونز القديم والوسيط" إلى "العصر الحجري النحاسي" و"العصر البرونزي الوسيط"، فقد زاره في عام 1984. حيث تم تأريخ الموقع من خلال مقارنة المباني الباقية فيه مع مبانٍ مشابهة معروفة في منطقة "الجولان"».

وعن التشابه في التصميم مع "بيوت الشعر" التي كان يستخدمها البدو في المنطقة، قال: «تُخيل للمرء الذي يدقق في توزيع البيوت أنه أمام "نزل بدوي" يتشكل من بيوت أسر متعددة. بيوت كل أسرة متجاورة وتبتعد عن الأسر الأخرى. والواقع أن شكل البيوت المستطيل يوحي بذلك، فالعمارة القديمة في بلادنا كانت تقليداً "لبيوت الشعر"، وحيدة "الحجرة" تدير ظهرها للخارج أو لجهة معينة، وتنفتح على جهة أخرى، وتكون متقاربة. والواقع أن طول البيت في "تل الظهير" ضعف عرضه، ونادراً ما يتساوى معه. وقد بني من حجارة بركانية لتترابط مع بعضها بعضاً بشكل جيد، فتكوّن بيتاً متراصاً يقاوم العوامل الطبيعية».

تل "الظهير" كما بدى في الحولية الأثرية.

وعن التشابه مع المنازل في منطقة "الجولان"، والعلاقة التي تربط بينهما، قال الدكتور "علي أبو عساف" عن هذا الموضوع: «هذا الطراز من البيوت كان معروفاً في "بلاد الشام الجنوبية"، ونعرفه من: "خرب لبوة" و"الإمباشي" و"الهبارية" و"جاوا" وغيرها. وفي بحث حول معظم التلال في المنطقة، ودراسة المحيط السهلي المنبسط حولها، نجد أن التلّ هنا يشكِّل كتلة بنائية بحد ذاتها، ولا يبدو أنها ترتبط بالمحيط، باستثناء الطريق الواصل إليها، أو إلى المصدر المائي "بركة"، أو "نبع"، أو "سد". أي لا توجد منشآت معمارية حيوية ترتبط مباشرة بالنشاط السكاني.

وقد عثر في هضبة "الجولان" على ثماني "خرب" مشابهة. وفي "خربة جاوا" إلى الجنوب الشرقي من الجبل في الأراضي "الأردنية"، وهي قرية كاملة من نفس طراز مساكن "تلّ الظهير"، وفي هذه المواقع أيضاً نلاحظ غياب مواد السقف الحجرية».

الباحث الأثري "وليد أبو رايد".

الأستاذ "حسن حاطوم" مدير "دائرة الآثار" السابق في "السويداء"، قال عن الموقع: «في الواقع ليس هناك تاريخ دقيق لموقع "تل الظهير"، لكن العالم الأثري الفرنسي "فرانك بريمر" ينسبه إلى "العصر الحجري النحاسي" و"العصر البرونزي الوسيط" عندما زاره في عام 1984، حيث تم وضع تأريخ له من خلال مقارنة المباني الباقية فيه مع مبانٍ مشابهة ومعروفة في هضبة "الجولان" السورية المحتلة».